لا ادري سببا وحيدا أو على الأقل منطقيا لإصرارنا على عقدة الخواجة في كل شئ في حياتنا وخاصة طبعا كرة القدم، رغم أن لحظات السعادة الكروية في حياتنا صنعت بأياد مصرية وكل مرات التتويج واعتلاء منصات الشرف كانت بسواعد مصرية .. انجاز التأهل لكأس العالم كان في عهد محمود الجوهري الذي حصد كأس إفريقيا 98 ببوركينا فاسو .. وإعجاز التتويج الثلاثي المتوالي للكأس الإفريقية أيضا 2006 بالقاهرة و 2008 بغانا و 2010 بأنجولا كان في عهد حسن شحاتة وشوقي غريب وحمادة صدقي .. والتتويج ببرونزية العالم للشباب في الأرجنتين كان تحت قيادة شوقي غريب ،وأخيراً وليس أخراً ذلك الانجاز الكبير الذي حققه المصري الأصيل هاني رمزي بالتأهل لدورة الألعاب الاوليمبية المقبلة بلندن، بعد غياب أوليمبي دام لعشرين عاماً متصلة وغير هان من الانجازات التي صنعتها سواعد وعقول مصرية بجهد وجد وعرق وتفان في حب الوطن .. ومع ذلك نصر على الاستعانة بالخواجة وكأنها صارت عقدة نفشل في كل مرة أن نفكك خيوطها المتشابكة .. نأتي بالخواجة وننفق عليه بالملايين وبالعملة الصعبة ثم يعود إلى حيث أتى دون أي انجاز ومع ذلك نعود إليه ونناديه ونطلب معونته وهو الذي أغرقنا بالأمس القريب. ولنا في جيرار جيلي و تارديللي وغيرهما أسوة لمن أراد أن يتعظ أو يعتبره الكارثة الأكبر ،إننا أصبحنا متخصصين في إفساد ما نصنعه من مشاريع نجاح كان من الممكن أن تصنع عصوراً ذهبية خالدة للكرة المصرية .. فأين هو الجوهري الآن وأين خبراته الطوال من منظومة كرة القدم في مصر .. ولماذا فرطنا في حسن شحاتة رغم أنه صاحب أكبر إعجاز كروي في تاريخ مصر ، ولماذا خرج شوقي غريب ،حمادة صدقي، من دائرة اهتمامات واختيارات رجال الجبلاية لأي من المنتخبات، وغيرهم من النماذج التي نصر على دفنها في اللحظات الحاسمة التي كان أن يمكن أن يقدموا فيها خلاصة خبراتهم لصالح الكرة المصرية. أما الآن لنحافظ على المنتج المصري .. منتج كان أو لاعباً أو مدرباً .. أما آن الأوان لأن نشتري المصري ونعتز "بماركته"، كما يعتز الآخرون بماركات بلادهم .. –أما آن الأوان لأن نزرع في نفوس أبنائنا وشبابنا قيمة وأهمية "المصري".. أما آن الأوان لان نصدق بأن المدرب المصري قادر على صنع المعجزات وقد صنعها، لكن الأزمة أننا نرفض أن نصدق هذه الحقيقة رغم بيان كل آياتها على رؤوس الأشهاد .. أما آن الأوان لأن نفتح آفاق الاحتراف الخارجي الحقيقي للاعبينا دون تعقيدات أو قيود لنجني ثمار تجاربهم لصالح منتخباتنا الوطنية المختلفة .. أرى أن التوقيت الآن حاسم وفاصل للغاية.. هيا بنا نرفع شعار "اشتري المصري" وثق به وساعد بلدك ووطنك على بناء عهد جديد بجدران مصرية وبسواعد مصرية من أجل مستقبل أفضل لمصر. كل التهنئة لهاني رمزي ورفاقه ولاعبيه بالتأهل للاوليمبياد بعد غياب دام سنين طويلة.. المهمة لم تكن سهلة.. لكن المصري قادر على كل شئ.. وقد فعلها وتأهل ولنا "معه" موعد آخر سيكون أفضل في لندن بإذن الله.