شحاتة ورفاقه في ذمة التاريخ هو أيضا من أعاد مصر إلي عرش الكرة الإفريقية بعد18 عاما من الغياب, هو أيضا من الحق هذه العودة ببطولتين أخريين متتاليتين, ليصنع انجازا غير مسبوق في تاريخ الكرة المصرية, بإحرازه كأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية, هو أيضا كان الأقرب إلي النهائيات العالمية لولا ظروف غير طبيعية التي أحاطت بالمباراة الحاسمة, بصرف النظر عن المبالغات التي تعمدها البعض بعدها. حسن شحاتة, ليس فقط مدرب المنتخب الوطني الذي عجز عن التأهل لنهائيات الأمم الإفريقية بعد ثلاثة عقود كانت مصر خلالها أحد الأركان الأساسية لأية نهائيات افريقية. هم أيضا, شوقي غريب وحمادة صدقي واحمد سليمان, الجهاز المعاون لحسن شحاتة, من أسعدوا مصر, وحققوا لها انجازا تاريخيا عندما أحرزوا المركز الثالث علي العالم في مرحلة الشباب, في انجاز سيظل محفورا في ذاكرة التاريخ الكروي, وليسوا فقط الجهاز المعاون للمنتخب الوطني الذي عجز عن التأهل لنهائيات الأمم الإفريقية بعد ثلاثة عقود كانت مصر خلالها أحد الأركان الأساسية لأية نهائيات افريقية. هم أيضا, المهندس سمير عدلي والدكتور أحمد ماجد والكابتن حسنين حمزة, شاركوا في انجاز مصر الكبير بالتأهل تحت قيادة الكابتن القدير محمود الجوهري إلي نهائيات كأس العالم, وليسوا فقط الأجهزة الإدارية والطبية للمنتخب الوطني الذي عجز عن التأهل لنهائيات الأمم الإفريقية. ذلك أن التاريخ لا يتوقف كثيرا مع الموهوبين والمبدعين عند نهاياتهم, علي عكس ما يتعامل به مع الساسة ورجال الحكم, وإنما يحفظ في ذاكرته انجازاتهم, وما سببوه من سعادة لشعوبهم, ومن رقي لبلادهم, ومن فخر لأممهم. مع الإقرار بأن خروج مصر من التصفيات المؤهلة للنهائيات الإفريقية, لم يكن مفاجأة, بل نستطيع القول بأن نسبته الأغلب قد تحققت في أولي مبارياته في التصفيات, عندما فرط في فوز طبيعي علي السيراليون علي أرضه ووسط جماهيره التي التفت حوله في ملحمة وطنية طوال السنوات الماضية, وتأكد هذا الخروج يوم أن عاد من النيجر بخسارة اعتبرها الكثيرون من مفاجآت الكرة الإفريقية, ولم يتمكن بعدها الفريق القومي بلاعبيه ومدربيه أن يستعيد المبادرة في ثالث جولاته عندما التقي جنوب إفريقيا, عكس مسيرته في تصفيات كأس العالم, التي تشابهت مع هذه التصفيات, من حيث تأهل فريق واحد عن المجموعة. ولعل من باب التذكير الإشارة إلي أن خروج البطل من التصفيات, كانت له مقدماته, في كل تصفيات خاضها من قبل, ولاقي فيها كلها صعوبات جمة, بعكس كل النهائيات التي خاضها, وأظهر براعته خلالها في كل مراحلها, وبالطبع, فإنه في كل مرة, لن تسلم الجرة, أما الحديث عن وجوب التحديث والتجديد, فإنها من طبائع الأمور, ولكل جيل طاقته, التي لم يبخل بأي قدر منها هذا الجيل التاريخي للكرة المصرية, وليست عقوبة أن يكون أوان إحالته إلي الراحة قد حل, ولكنه التغيير الواجب الذي يعد سنة من سنن الحياة. ومن لطائف الأقدار بنا أن وقوف المنتخب الوطني عند حائط الاستحالة في التأهل قد تبلور قبل اندلاع ثورة الشعب المصري في25 يناير, وذلك قطعا للطريق الذي يحب أن يسلكه البعض في إحالة كل نقيصة إلي الثورة, علي اعتبار أننا كنا نعيش قبلها من وجهة نظرهم أسعد وأحسن أيام تاريخنا وحياتنا!!. ومن لطائف الأقدار بنا أيضا أن الاتحاد الإفريقي لم يأخذ بمطالبنا لدي تعرضه لتغيير نظام التأهل لنهائيات كأس العالم, وقصره فقط علي أصحاب المراكز الأولي في النهائيات الإفريقية, ليبقي أمامنا باب الأمل مفتوحا في التأهل بمشيئة الله لكأس العالم2014, ومن قبله نهائيات افريقيا2013, وإن كانت تصفياتها عبر دورين فقط في مواجهة قوي افريقية معتبرة. [email protected]