"لعنة الفراعنة" ظلت لغزاً من ألغاز الحضارة الفرعونية التي لم يستطع أحد الوصول لحقيقتها حتى الآن، وما بين مؤيد ومعارض لها تحولت لخرافة أو ربما اعتقاد سائد في أذهان المصريين. وربما يمكن تطبيق نفس الاعتقاد بالنسبة لتدريب المدرب الأجنبي لمنتخب مصر، فطالما كانت مسيرة المدربين الأجانب مع أحفاد الفراعنة غير موفقة على مدار تاريخ مصر كروياً، ولم يستطع كسر تلك القاعدة سوى المدرب الأسكتلندي جيمس مكابي الذي قاد مصر في نهائيات كأس العالم 1934 بإيطاليا - والتي لا يمكن اعتبارها اختبار حقيقي بسبب سهولة التصفيات المؤهلة للبطولة - ثم الإنجليزي مايكل سميث، والذي حصل مع الفراعنة على لقب كأس الأمم الإفريقية عام 1986 بالقاهرة. وعقب الهزيمة الأولى التي تلقاها المنتخب المصري تحت قيادة المدرب الأمريكي الجديد بوب برادلي أمام "السليساو" البرازيلي صفر – 2 في أول مباراة يتولى فيها القيادة الفنية لصاحب النجوم السبعة، ثارت العديد من الهمهات حول مدى نجاح مسيرة "برادلي" في قيادة منتخب مصر، خاصة مع الاعتقاد السائد دائماً بلعنة فشل المدرب الأجنبي. ويؤكد تاريخ مصر الكروي أن إنجازات المنتخب تتحقق بعقول مدربين مصريين 100%، ونذكر منهم الجنرال محمود الجوهري صاحب إنجاز التأهل لمونديال 1990 بإيطاليا، بالإضافة لحصوله على كأس الأمم الإفريقية عام 1998 ببوركينا فاسو، ثم "المعلم" حسن شحاتة صاحب الإنجاز الفريد بحصول مصر على كأس الأمم الإفريقية 3 مرات متتالية أعوام 2006 ، 2008 ، 2010 على التوالي. وقارن البعض بين "المعلم" وبرادلي عقب خسارة أمس، حيث استرجعوا المباراة الشهيرة التي جمعت بين مصر والبرازيل في بطولة كأس القارات عام 2009، واستطاعت فيها البرازيل انتزاع فوز صعب من مصر 4-3 بعد أداء مميز لبطل إفريقيا تحت القيادة الفنية للمعلم. وعلى الجانب الآخر، ينتقد البعض الهجوم على برادلي والتشكيك في قدراته، خاصةً وأنها المباراة الأولى له وتشاء الأقدار أن تكون أمام فريق بحجم البرازيل، بالإضافة لمرور المنتخب بمرحلة "تغيير جلد" تتطلب الصبر على المدرب الأمريكي صاحب ال 53 عاماً للحكم عليه بشكل صحيح. وبات "بوب برادلي" أمام تحد كبير، عندما يحاول فك شفرة لعنة المدرب الأجنبي، وتحقيق نجاح جديد للكرة المصرية، فهل سينجح المدرب الأمريكي فيما فشل فيه أقرانه من قبل؟، هذا هو ما سوف تجيب عليه المباريات المقبلة.