قبل ساعات من انطلاق حملة المصريين نحو ظهور ثالث في أكبر حدث كروي يحمل الصبغة العالمية، وافتتاح مشوارهم بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجونب إفريقيا أمام زامبيا الأحد القادم، انبرت كبرى المواقع والصحف العالمية الرياضية ذائعة الصيت، للحديث عن حظوظ المنتخب المصري الذي بات المرشح الأول للصعود بين منافسيه في مجموعته الثالثة، وحتى بين نظرائه الكبار في المجموعات الأخرى. ولم يكن المنتخب المصري بعيداً عن الترشيحات الإيجابية للفوز ببطاقة التأهل عن المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبه كل من الجزائر وزامبيا ورواندا، كونه حامل لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية في النسختين الماضيتين، والمتواجد في مجوعة وصفها البعض بأنها "الأسهل"، وأنها جاءت منحة من الأقدار لتعويض غياب "الفراعنة" عن البطولة منذ ما يقرب من 20 عاماً. وأشارت "ليكيب" الفرنسية ذائعة الصيت للمعنى ذاته، عندما قالت في تغطيتها للمباراة :" أن الفراعنة وبعد أربعة أعوام من تربعهم على عرش الكرة في القارة السمراء يسعون للتأهل للمونديال لأول مرة منذ عام 1990"، مشيرة إلى نجاح المدير الفني للمنتخب حسن شحاته في الحصول على جائزة أفضل مدرب في القارة العام الماضي بعد التتويج بأمم إفريقيا 2008 التي أقيمت بغانا. ودللت الصحيفة على "إنحيازها" للمصريين بانحياز آخر جاء عبر التاريخ الذي يؤكد أن الاتحاد المصري يعد ثاني اتحاد ينضم ل" الفيفا" من إفريقيا بعد جنوب إفريقيا، وكان ذلك عام 1923 أي بعد 14 عاماً من دخول الجنوبيين, إضافة لكون مصر أول بلد تمثل القارة في المونديال العالمي عام 1934 قبل أن يكرروا الإنجاز نفسه في 1990 مع المدرب محمود الجوهري والتي ذكرت الصحيفة أنه الوحيد الذي حصل على لقب أمم إفريقيا كلاعب ومدرب عامي 1959و1998. "إذا لم يصعد فلا يلوم إلا نفسه"، جاء ذلك في سياق تقرير لموقع جوول" العالمي الذي أكد أن قوة المنتخب المصري الذي يدخل التصفيات القارية، مدعوماً بجيل هو الأفضل في تاريخها من حيث قيمة الإنجازات قد تتسبب له في الكثير من المتاعب حال عدم تمكنه مرة جديدة من بلوغ التصفيات والقضاء على آحلام وطموحات المصريين في الوصول التي لم تكن في أي مرة كما هي الآن. وقال "جوول" : أ"ن الأوقات الصعبة للمنتخب المصري في تصفيات المونديال من المحتمل جداً أن تصل لنهاية خلال تصفيات هذا العام..أن الفراعنة يمرون بفورمة عالية للغاية خلال السنوات الأربع الأخيرة كان نتيجتها التتويج بلقب أمم إفريقيا عامي 2006و2008 على التوالي..ولا يلوم إلا نفسه حال فشله في التأهل للمونديال العالمي." وأضاف : " إنها (مصر) بلا أدنى شك هي الأفضل في القارة السمراء، كما أنها تمتلك عدد كبير من النجوم البارزين على رأسهم وائل جمعة لاعب الأهلي والحارس عصام الحضري المحترف في سيون السويسري ونجوم الأهلي محمد بركات ومحمد أبو تريكة وأحمد حسن, ونجمي هجوم ويجان أتيلتك الإنجليزي أحمد حسام ميدو وعمرو زكي." وكالعادة حصل نجم هجوم الأهلي وأفضل لاعب داخل القارة النجم أبو تريكة على إشادة خاصة، عندما أكد الموقع أنه وعلى الرغم من الإصابات التي تعرض لها في العام الماضي لا يزال صانع الألعاب والهداف الأول لناديه ومنتخب بلاده، فيما أشار إلى أن زكي وميدو وزيدان يمتلكون القدرة على التسجيل في أعلى البطولات العالمية، كما ينهي "جوول" تقريرة إلا بعد إشادة منطقية بالصقر المصري أحمد حسن الذي يعد أكثر لاعبي المنتخب خبرة ، والذي بات قريباً جداً من مباراته الدولية رقم 150 مع الفراعنة. وفي نفس الإطار، قال موقع "كايرون انفو" أن المنتخب المصري سيسعى لتخطي زامبيا والجزائر ورواندا من أجل حفظ بطاقة التأهل لمونديال 2010, أما موقع "ليبريان سوكر" فرأى أن المنتخبين المصري والجزائري هما الأجدر للمنافسة على بطاقة التأهل. ومن جانبه لم الفرنسي للفريق هيرفي رينارد المدير الفني الفرنسي للمنتخب الزامبي الذي ساقته الأقدار للقاء الفراعنة الصعب في بداية المشوار، مواكباً لتوقعات الصحف العالمية، بعدما تمنى في تصريحاته ل ذا تايمز" الإنجليزية معجزة كالتي حققا فولهام أمام مانشستر يونايتيد أكبر أندية الدوري الإنجليزي وفوزه المفاجيء عليه قبل أسبوعين بهدفين نظيفين. كما اهتم الموقع الرسمي للاتحاد الزامبي بتصريحات شحاتة عن صعوبة مواجهة زامبيا، مشيراً إلى أن البداية دائماً ما تكون صعبة وسيتحدد على أثرها كيف يكون طريق المنتخب في التصفيات بعد ذلك, معبراً عن احترامه الكبير للمنتخب الزامبي. التوقعات التي أنصفت المصريين بشكل كبير، وأظهرت إحتراماً كبيراً يحمله له المنافسون، لم تؤكد بأي حال من الأحوال صعود "الفراعنة" للمونديال، بل زادت من أعباء الفراعنة كونهم باتوا المرشحين الأوائل للتأهل، بغض النظر عن إمكانيات المنافسين أو طموحاتهم.