خصص الكاتب النيجيرى الكبير أولكايودى توماس مقالاً كبيراً عن أبو تريكة الذى أعاد الفخر للاعبين الأفارقة كما ذكر أحد أشهر الكتاب فى أفريقيا أهم ما يميز أبو تريكة وأنه قدوة لكل لاعبى القارة . منذ أن فاز إيمانويل أمونيكي لاعب فى عام 1994 بجائزة أحسن لاعب إفريقى عندما كان يلعب فى نادى الزمالك المصرى لم يفز بعدها بهذه الجائزة أى لاعب يلعب داخل القارة الأفريقية وكل اللاعبون الذين فازو بهذه الجائزة كانو يلعبو فى أوروبا . وإذا قارننا فرص تريكة بمنافسيه على الجائزة هذا العام أديبايور وإيسيان لوجدنا أن الفرص متساوية وإن كانت تميل نحو أبو تريكة أكثر . ومنذ عام 1994 لم يشكل اللاعبون الذين يلعبو داخل القارة أية خطورة على اللاعبون المحترفون فى أوروبا وظل الأفارقة الذين يتنافسون داخل الملاعب الأفريقية فى حزن تام نتيجة تجاهل الكرة الأفريقية فى جوائز الأفضل على مستوى اللاعبين . وهذه هى المرة الأولى لتلك الجائزة منذ عام 1994 أن تكون هناك فرصة قوية للاعب أفريقى يلعب داخل حدود القارة السمراء . وبالرغم من قوة إيسيان فى الدورى الإنجليزى وبالرغم من تسجيل أديبايور 30 هدفاً فى الدورى الإنجليزى مع الأرسنال , إلا أن كل تلك القوة والعظمة تتلاشى حتى تكاد تختفى عندما تقارن بموهبة المرشح الثالث وهو محمد أبوتريكة المصرى . فصانع الألعاب المصرى صاحب الأداء المميز مع ناديه الأهلى المصرى ومع منتخب بلاده كان بإمكانه أن يفوز بالجائزة لينهى بذلك كل الشكوك التى كانت تحوم حول انه من المستبعد أن يفوز بتلك الجائزة لاعب يلعب داخل القارة . وظهر أبو تريكة بمستوى رائع ومبهر مع ناديه ومع المنتخب المصرى فى المواسم الأربع السابقة وشبهه الكثيرين بزين الدين زيدان بسبب تشابه أسلوب لعبه ومهاراته مع الأسطورة الفرنسية . اللاعب الذى فاز منذ وقت قليل بجائزة " البى بى سى " كأحسن لاعب فى القارة كان منافساً قوياً لأديبايور وإيسيان نجوم الدورى الإنجليزى . مايميز أبوتريكة ليس أنه هدافاً بالفطرة فحسب ولكنه أيضاً يجيد صناعة الأهداف فهماراته الهجومية ليس لها مثيل فى القارة وأهدافه دائماً فى توقيت مناسب جداً وقاتل ولذا أطلق عليه البعض لقب القاتل الضاحك لأنه بعدما يقتل المنافسين بأهدافه يبتسم ويسجد لله شكراً فهو معروف بطيبة قلبه وحسن أخلاقه , غير أنه متواضع إلى أقصى درجة حيث دائماً ما يردد عبارة للصحافة والإعلام " الفضل لله أولاً ثم باقى أفراد الفريق ثانياً فأنا لاعب واحد فقط من بين 11 لاعب وكرة القدم لعبة جماعية وبدون الفريق لا يمكننى تحقيق النجاح " . وللفنان المصرى مواقفه النبيلة كتعاطفه مع القضية الفلسطينية وهو قدوة لكل لاعبى القارة حيث صار على خطاه المالى فريدريك كانوتيه ونال نفس العقوبة وهى الكارت الأصفر لمخالفته قانون الفيفا . حقاً إنه فخراً لكل لاعبى القارة السمراء .