يبدو أن سياسة الدبل فيس أصبحت أوسع انتشاراً وأكثر إقناعاً للناس، ويبدو أيضا أن البعض ارتضى لنفسه باستمرار أن يخالف قناعاته وأن يقول في وسائل الإعلام مالا يقوله أصلاً، بل أحيانا ما يختلف معه بالضد من باب تكبير الدماغ أو حتى من باب الاستسهال. هناك حرباً دائمه منذ بداية علم الإعلام على ما يجب أن يقوله المستقبل للمتلقيين، هل يقول ما يريده الناس لكي يكونوا أكثر انبساطا وبهجة؟ من باب استرضاء الزبون حتى ولو كان ما سيقوله هذا غير صحيح، أم يقول ما يجب أن يمليه عليه ضميره من منطلق تصويب الواقع ومحاولة نقده ولو كلفه هذا سخط الناس وعدم رضائهم. مقدمة مملة نوعاً - أتفق معك قبل أن تتهمني بالسخف - لكنها مهمة لتوضيح بعض النقاط التي أثارت البعض في مقالي السابق الزهايمر والإعلانات.. أدوات المعلق الرياضي في مصر!!. هل تختلف معي أننا بحاجة إلى تجديد دماء المعلقين المصريين؟، إذا اختلفت معي عند هذه النقطة لا تكمل المقال، واحكم علي كما شئت، ولو اتفقت معي تعالى لأن سكتنا طويلة النهاردة. كل من هو على ساحة التعليق الرياضي في مصر من القدامى هم رموز صنعت نفسها بعد جهد واجتهاد لسنوات، ولا يختلف أحد على قيمتهم، لكن لكل شيء نهاية وبداية، فلا تقل لي أبدا إنك تكون في منتهى السعادة وإنت تسمع الكابتن محمود بكر يمتدح حسام البدري مدرب الزمالك على فوزه بالدوري العام، ولا عن تلقيبه لبيرلو نجم وسط إيطاليا ببريلو ولاعن أشياء كثيرة تعرفها وتحفظها لكي تتندر عليها بعد ذلك مع الأصدقاء، ولا تقل لي أبدا انك تستمع الآن بتعليق الكابتن حماده إمام –اتفقنا م الأول انهم على دماغنا من فوق- لأني وقتها سأفهم تلقائيا انك لم تسمعه من 7 أو 10 سنوات مضوا عندما كان في قمة مجده ورونقه. لماذا نرفض ان يولد صف جديد من الإعلاميين والمعلقين والصحفيين، لماذا لا يكون لدينا معلقين مثل بكر وإمام –بحالة الجديد-، انتقدت في المقال السابق روتين التلفزيون وفلوس الفضائيات التي تجبرك على سماع نوعية معينة من المعلقين، لكن أحدا لم يلتفت، بل وزد على ذلك حالة التهميش المتعمدة للمعلقين المصريين في كأس العالم الحالية –بالمناسبة تحس انك بتتفرج على بطولة إفريقيا مش مونديال من بتاع الكورة جميلة-، أعرف كثيرين يقدرون بالمئات يفوقون اباطرة التعليق وبقدرات عالية جدا يحتاجون إلى الفرصة، قد يكون أحدهم يقرأ هذا المقال ويتمنى أن يحظى بنصف فرصة ليثبت نفسه.. اتعجب جدا لماذا غضب البعض، هل هم سعداء بجو الشاي والسكر والسمنة، أم أن الإفيه أصبح الآن هو الأهم، لم اتحدث عن بكر وإمام فقط، بل عن عصام صيام والكيلاني وكثيرون هم في الأساس تابوهات التعليق، إذا كنتم تريدون ما هو كما هو دون تغيير، فسأقول لكم وقتها.. أمتع أوقات حياتي اقضيها مع التعليق الرياضي في مصر، وأني اعشق الشاشة ال lcd الجولدي اللي ركبوها للكابتن بكر علشان يعرف يعلق كويس ع الماتش، واني لا انام واشعر بكم من النشاط غير عادي وانا استمتع بتعليق عصام صيام، واني افهم جيدا ما يقوله الكابتن كيلاني حتى ولو قال مع كل جملة إنما.... دون أن يكمل الباقي.. بل واني لا أطيق الانتظار حتى ينطلق الموسم المحلي لأسمع كل هؤلاء يرددون عباراتهم المحفوظة. خلص الكلام.. شكرا للمجهود الخارق لأجهزة الأمن والواحدة العاشرة والزميل زامل هليل.. واللي كان بيعمل كوباية شاي ولسه جاي نقوله له: "مستني إيه بعد ما التعليق الرياضي المصري ضاعت مكانته في قلب البلد".