أود في البداية ان ألفت نظر الجميع إلى انني كنت قد بدأت بتهنئة الشعب الجزائري على التأهل لبطولة كأس العالم 2010 على حساب منتخب بلادي الذي اعتز به وذلك فور إنتهاء المباراة الفاصلة التي جمعت بينهما الأربعاء في السودان .. ولكن اثناء كتابتي للمقال سمعت وشاهدت الأعمال الوحشية التي إرتكبت بحق المشجعين المصريين الذين ذهبوا للسودان الشقيق من أجل مساندة الفراعنة ولم يعلموا انهم كانوا سيواجهوا الموت على يد الجمهور الجزائري هناك والذي أقل ما يطلق عليه بأنه همجي عديم الضمير. من جانبي، شعرت بالخوف الشديد بعدما إنتهت موقعة القاهرة بين المنتخبين المصري والجزائري بفوز الأول بهدفين نظيفين ومن ثم الإحتكام لمباراة فاصلة لحسم بطاقة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا عن المجموعة الثالثة، وهذا الخوف الذي شعرت به ليس لعدم ثقتي بمنتخب بلادي فأنا اعلم ولست وحدي اننا من أفضل المنتخبات في القارة السمراء فنحن أبطالها مرتين على التوالي في 2006 و2008، ولكن جاء الخوف من التهديدات التي ظل المشجعين الجزائريين تردديها عبر المنتديات والفيس بوك بالإضافة إلى الأكاذيب الذي نشرها الإعلام الجزائري الذي وصف المصريين بأبشع التعبيرات وجعل مباراتنا معهم بمثابة الحرب ومتاح ان يفعلوا بها أي شئ مع إنها في النهاية مباراة كرة قدم .. فلماذا كل هذا الحقد وهذه الكراهية للمصريين؟. حتى الأن لم أجد إجابة واضحة على هذا السؤال، الغريب ان هذه الإعتداءات التي مارسها الجمهور الجزائري ضدنا جاءت بعدما حسموا تأهلهم لكأس العالم، فما بالكم لو كانت مصر هي التي تأهلت فماذا كان سيحدث؟ بالتأكيد ان المشجعين المصريين في السودان والمواطنين المقيمين في الجزائر كانوا سيعودون إلى مصر جثث في صناديق، هؤلاء المتوحشين الذين حملوا جميع أنواع الأسلحة البيضاء من "سنج – مطاوي - سكاكين ... إلى أخره قاموا بشرائها من الأسواق السودانية قبل المباراة الفاصلة وهاجموا بها مواطنين مصريين أبرياء عزل من السلاح كل ما جنوه أنهم جاءوا لمساندة منتخب بلادهم بالأعلام المصرية فقط .. فهل هذا معقول؟؟؟؟ على الرغم من الظلم الشديد الذي تعرض له المنتخب أثناء المباراة سواء من القرارات الظالمة التي فرضها الحكم السيشيلي أو من الضغوط التي مارسها اللاعبين الجزائريين على لاعبي منتخب مصر من إعتداءات غير مبررة ومحاولة إستفزازهم وإثارة غضبهم من أجل ان يأخذوهم بعيداً عن أجواء المباراة، ارى أيضاً ان الإتحاد الدولي لكرة القدم ساهم بشكل كبير في ضياع حلم تأهلنا للمونديال خاصة من الناحية التنظيمية. اعتقد اننا جميعاً تابعنا ما حدث بعد موقعة القاهرة، فبداية من اليوم التالي بدأت الأعلام الجزائرية تغزو الأراضي السودانية وسط غفلة غير مبررة من الجانب المصري الذي لم تصل أعلامه إلى الخرطوم إلا يوم المباراة، كما توجهت الجماهير الجزائرية إلى هناك بأعداد غفيرة حيث شاهدت حافلاتهم تسير في شوارع الجزائر تودع الجماهير هناك وتعدهم بالنصر وكأنهم ذهبوا ليحرروا بطاقة التأهل للمونديال في المصريين، ظهرت الحافلات وكأنها ذاهبة إلى الحرب وليس فقط لتشجيع منتخب بلادهم في مباراة كرة قدم. هناك تخاذل كبير من جانب إتحاد الكرة المصري الذي لم يتخذ أي إجراءات تنظيمية في نقل الجماهير المصرية لمؤازرة منتخب الفراعنة في السودان وذلك على العكس تماماً من الجزائر، فجميع الجماهير بعد المباراة ظلت تردد أين ألتراس الأندية المصرية؟ ولماذ لم يذهبوا لمساندة المنتخب في السودان؟ بالنظر إلى جميع الجماهير التي ذهبت إلى هناك سنجد ان معظمهم ليس من مشجعي كرة القدم فهم فقط مشكورين ذهبوا لمساندة المنتخب ولكن للأسف الجماهير القادرة على التشجيع والهتاف باسم مصر وبث الحماس في نفوس اللاعبين غابوا جميعهم عن المباراة ليشعر لاعبي الفراعنة وكأنهم بين أنياب الجزائريين سواء في الملعب أو في المدرجات التي كانت محتلة من جانب الجماهير "الهمج" في الوقت الذي فشلت الجماهير المصرية في إيجاد أماكنهك في الاستاد. ليس فقط الإتحاد المسئول عن هذه المهذلة ولكن الحكومة المصرية يقع عليها جزء كبير من المسئولية خاصة أنها لم توفر بالشكل الكافي الأمن للجماهير التي توجهت إلى السودان، خاصة ان الجميع شاهد الطريقة التي استعدت بها الجماهير الجزائرية للمباراة، بالإضافة إلى تخاذل السفير المصري بالسودان والذي لم يوفر الحماية الكافية للمصريين في ظل الإعتداءات السافرة من جانب الجزائريين. أيضاً كان للإعلام المصري دور سلبي في هذا الأمر من خلال المبالغة في الإحتفال بالفوز بموقعة القاهرة وكأننا تأهلنا إلى كأس العالم على الرغم انه ما زال أمامنا مباراة فاصلة كان يجب علينا ان نترك الإحتفالات جانباً وان نركز فقط عليها وكيفية الإستعداد لها جيداً، ولكن كعادتنا غلبت الفرحة علينا وانشغلنا في إحتفالاتنا في الوقت الذي شحن فيه الإعلام الجزائري جماهيره بالشكل الكافي ليذهب للإعتداء على جماهير أبرياء تجمعهم بهم دماء عروبة واحدة. ويأتي قبل كل ذلك إختيارنا الخاطئ مائة بالمائة لدولة السودان لتقام عليها المباراة الفاصلة، فمع إحترامي الشديد للأمن السوداني والذي بذل قصارى جهده من أجل توفير الحماية والأمن الكافي للمصريين، إلا أنه من المعروف أن قدراته محدودة ولا يمكنه التغلب أبداً على هذا الشغب الذي مارسته الجماهير الجزائرية ليكون المصريين في النهاية هم الضحايا للمسئولين في مصر والسودان ولجماعات من الهمج. والأن .. الجميع في مصر يتساءل كيف سنرد إعتبار وكرامة المصريين التي إنتهكت هناك؟؟ هذا حقاً سؤال في غاية الأهمية خاصة في ظل تجاهل المسئولين الجزائريين لكل ما حدث حتى لا يوجد أي إعتذار مبسط عما بدر من إجرام تجاهنا من جانب جماهيرهم وهذا الأمر يؤكد ان ما حدث كان برضاهم خاصة بعدما أشار الجميع إلى ان الطائرات التي نقلت الجماهير الجزائرية حربية وهذا يؤكد أنهم جاءوا للحرب وليس للتشجيع. في النهاية، لابد لنا من وقفة على كافة المستويات ليس فقط الرياضية بل والسياسية والإقتصادية والفنية، حقاً لابد من مقاطعة هذه الدولة المعادية والحقودة التي اهدرت كرامتنا وحرقت أعلامنا.