كتب : علي سمير مساحه اعلانيه تفصلنا ساعات قليلة عن المواجهة التي ينتظرها متابعي الكرة الأوروبية والأسبانية على مستوى العالم، وهي كلاسيكو الأرض بين ريال مدريدوبرشلونة، بقمة الجولة الثانية عشر من الدوري الأسباني. المباراة تمثل أهمية كبيرة لكلا الفريقين، بالنظر إلى موقع كل منهما بترتيب الليجا، حيث يحتل برشلونة الصدارة ب27 نقطة، مقابل 24 للريال صاحب المركز الثاني. مما يعني ان الكلاسيكو يتلخص في رغبة برشلونة لتعزيز صدارته ليصبح متفوقا على غريمه التقليدي ب6 نقاط، وطموح الريال في تعويض خسارته الأخيرة من اشبيليه 3/2، حتى يعود مجددا لمشاركة البرسا على القمة. وهناك العديد من العوامل التي سترجح كفة فريق على الآخر بكلاسيكو الغد .. نستعرضها معا كالتالي : عودة ميسي أعلن إنريكي مدرب برشلونة اليوم، ان ميسي تعافى بالكامل من الإصابة، لكنه راوغ الجميع ورفض الإفصاح عن نيته بالدفع بالنجم الأرجنتيني كأساسي، او الاحتفاظ به على دكة البدلاء ليستخدمه حسب سير المباراة. لا يمكن أن يلام إنريكي على ما فعله، بل يعتبر هو القرار الأنسب، فحينما يكون لديك كنزا مثل ميسي، يجب أن تلتزم السرية، لأن إسمه وحده كافي تماما لإرباك حسابات المنافس. لكن أيهما أفضل مشاركة ميسي أساسيا أم احتياطيا؟ ام غيابه بشكل كامل ؟ الجميع ظن أن برشلونة سينهار بعد إصابة ساحره الأرجنتيني، لكن العكس تماما، واصل الفريق الكتالوني مسيرته بنجاح، بقيادة البرازيلي نيمار، الذي أبدع رفقه الأوروجوياني لويس سواريز ومنحا البرسا الامان والاطمئنان على الحالة الهجومية بغياب النجم الأول للفريق. مما يعني أن شكل برشلونة لن يكون كارثيا في حالة غياب ميسي، لان الفريق تأقلم بشكل جيد على الحياة بدونه، مع الأخذ في الاعتبار أنه قد لا يكون في قمة مستواه بعد الغياب لمدة شهرين، مما قد يسفر عن انتكاسة في حالة وجود حمل بدني كبير عليه. لكن .. ميسي هو ميسي .. عائد من الإصابة أو سليم أم بنصف لياقته، يستطيع تغيير مسار المباراة بشكل كامل، لمسة ومراوغة واحدة كفيلة بترجيح كفة برشلونة، وذهاب نصف نهائي دوري الأبطال أمام بايرن الموسم الماضي خير دليل. كما أن الجبهة اليسرى لريال مدريد تمثل قوة كبيرة للميرنجي، بوجود رونالدو منافس ميسي اللدود، والبرازيلي مارسيلو الذي يقدم واحدا من أفضل مواسمه. تواجد ميسي سيعني تحجيما لمارسيلو الذي يتقدم كثيرا للهجوم، حيث سيضطر للتحفظ الدفاعي خشية فتح المساحات أمام الجبهة اليمنى لبرشلونة، وبالتالي يقل الدعم القادم لرونالدو من الجهة اليسرى التي قد يختفي دورها تماما بوجود ميسي. كتف راموس الدولي الأسباني سيشارك في المباراة مصابا، رغم معاناته من إصابة قوية في الكتف، وأنباء إجرائه لعملية جراحية بعد اللقاء وليس قبله نظرا لأهميته الشديدة، بالإضافة لغياب البرتغالي بيبي. وهو ما يضع الفرنسي رافائيل فاران تحت ضغط كبير، صحيح هو يمتلك القدرات الفنية والبدنية الكافية، لكن هل لديه الخبرة الكافية للتعامل مع الكلاسيكو وحضور محتمل للثلاثي الرهيب "ميسي، نيمار وسواريز"، وبجواره مدافع يلعب بنصف قوته؟ مع وجود احتمالية استغلال مهاجمي البرسا هذه الثغرة الخطيرة بالضغط على راموس وإرهاقه بدنيا. ربما لا يوجد لبينيتيز خيار آخر لاستحالة الاعتماد على ناتشو . الضغط على بينيتيز يتعرض المدرب الأسباني لضغوط كبيرة مؤخرا، بسبب الانتقادات الموجهة نحو طريقة لعبه، التي يجدها الكثيرون مملة وغير مجدية، ولا تستطيع إخراج أفضل ما لدى لاعبي مدريد. الفوز بالكلاسيكو وتعامل بينيتيز بحكمة مع هذه المباراة، قد يقلب الأمور تماما لصالحه، فلا يوجد طريقة أفضل من الكلاسيكو لمصالحة الجماهير بعد خسارة اشبيليه الأخيرة. الأدوات موجودة لبينيتيز، بعد عودة معظم المصابين وعلى رأسهم كيلور نافاس، جيمس رودريجيز، جاريث بيل، وكريم بنزيمة الذي قد لا يشارك أساسيا لعوامل نفسية تتعلق بقضية الشريط الإباحي. كيف يتعامل إنريكي مع المرتدات نتائج إنريكي في الكلاسيكو كمدرب مع برشلونة ليست في صالحة ولا ضده، حيث خسر 3/1 بالذهاب، وفاز 2/1 الموسم الماضي الذي حقق خلاله لقب الليجا. إنريكي يدخل غدا في اختبار صعب وحيرة كبيرة، فبغض النظر عن قرار الدفع بميسي او الاحتفاظ به. إلا ان برشلونة يواجه خطرا كبيرا وهو المرتدات، فمهما استحوذ على المباراة، الريال يبقى قادرا على إيذاء أي خصم يواجهه عن طريق المرتدات. مما يعني ضرورة التركيز على عدم فقدان الكرة في وسط الملعب، حتى لا تقع تحت أيدي إثنان من أفضل ممرري أوروبا "كروس – مودريتش"، ليهدوا فرص حاسمة للثلاثي جاريث بيل، رودريجيز وكريستيانو رونالدو. استقبال بيكيه بعد تصريحاته المثير للجدل في الأوساط الأسبانية، وتصريحه علنا بكراهيته لريال مدريد، على الأرجح سيلقى الدولي الأسباني جيرارد بيكيه هجوما شديدا وصافرات استهجان بالسانتياجو برنابيو. مما يضع عبئا جديدا على اللاعب ومدربه لويس إنريكي، فمن الصعب عدم الدفع به بهذه المواجهة الهامة، لاعتباره أقوى عنصر دفاعي بالفريق، ليصبح خيار الحفاظ على اتزانه واستخدام خبرته في التعامل مع الهجوم هو طوق النجاة الوحيد له غدا. مستوى رونالدو النجم البرتغالي لا يمر بأفضل فتراته الفنية مؤخرا وسط أنباء حول احتمالية رحيله إلى باريس سان جيرمان. ويعد الكلاسيكو هو المناسبة الأنسب لاستعادة مستواه من جديد، ففي حالة ظهور الدون بمستواه، فبلا شك سيكون عاملا هاما لتحقيق الفوز للملكي. كما يجب على رونالدو أن يجد طريقة أفضل لتسجيل الأهداف بالكلاسيكو في البرنابيو، حيث لم يسجل بشباك برشلونة في آخر 6 مواجهات على هذا الملعب إلا من ركلات جزاء. مواجهة البرسا اختبار جيد لرونالدو، لمعرفة هل أصبح قادرا على تحمل الضغوط في ريال مدريد، والتألق في أصعب الظروف، ام انه بالفعل يقضي الأشهر الأخيرة له بالنادي. تألق نافاس الحارس الكوستاريكي حاز على ثقة زملائه ومدربه وجماهيره في فترة قياسية، وجعلهم ينسون خيبة الفشل في التعاقد مع ديفيد دي خيا، بعد تسببه في حصد العديد من الانتصارات. مواجهة برشلونة مختلفة تماما عن أي مباراة أخرى، وإذا أثبت نافاس قدراته وواصل تألقه رغم عودته من الإصابة، سيؤكد أن جميع ما حدث بالأسابيع الأولى من الموسم ليس مجرد صدفة. نيمار المهاجم البرازيلي لعب دور الرجل الرئيسي بهجوم برشلونة على أكمل وجه بغياب ميسي، وفي حالة استمراره بهذا الشكل، بجانب الدعم الذي يتلقاه من سواريز، سيكون دفاع الريال في ورطة كبيرة. الكثيرون يرون أن نيمار نضج بالشكل الكافي، ويمتلك القدرات اللازمة بمقارنته بميسي ورونالدو، وعليه إثبات ذلك على أرضية السانتياجو برنابيو بحضور الإثنان معا. نيمار وسواريز سجلا معا 16 هدفا في 10 مباريات غاب عنها ميسي، مما يقلل كثيرا من مخاوف جماهير البرسا في حالة عدم مشاركة الأرجنتيني عن الكلاسيكو لأسباب احتزازية.