إيبار يتطلع لتحقيق المعجزة والبقاء على قيد الحياة بالدوري الأسباني

(د ب أ)
قبل أسبوع على انطلاق الموسم الجديد بالدوري الأسباني لكرة القدم، كان جميع المعلقين والمحللين والمشجعين يتوقعون، من الناحية العملية، عودة فريق إيبار إلى دوري الدرجة الثانية سريعا، عقب صعوده هذا الموسم إلى الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه.
وجاءت معاناة النادي الصغير من ضائقة مالية، وتذيله لجدول ترتيب ميزانيات الأندية المشاركة في الدوري هذا الموسم، وهو ما ينطبق أيضا على متوسط رواتب اللاعبين في النادي، لتعزز من هذه التوقعات.
ورأي الكثيرون أن تجربة فريق إيبار، الذي يمثل بلدة صغيرة تابعة لمقاطعة جيبوثكوا في شمال إقليم الباسك، في الدرجة الأولى ستكون قصيرة للغاية وربما ستكون مؤلمة أيضا.
وتعد بلدة إيبار، التي يبلغ عدد سكانها 27378 نسمة، أصغر بلدة في تاريخ الدوري الأسباني تستضيف مباريات المسابقة، كما تبلغ الطاقة الاستيعابية لملعب إيبوروا الخاص بالفريق 5250 مقعدا فقط.
وفي تحليله لموقف الأندية المشاركة في الدوري الأسباني قبل انطلاقه في الأسبوع الماضي علق (راديو ماركا) على فريق إيبار قائلا إن "الأمر يبدو رومانسيا عندما تأتي أحد الأندية للمشاركة في المسابقة بعدما ظلت تقاتل لمدة 74 عاما للخروج من نفق اللعب في الدرجات الدنيا".
وأضاف (راديو ماركا) :"ولكن كل شيء يشير إلى أن إيبار سوف يستمر في النضال حقا من أجل البقاء في الدرجة الأولى".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة (ماركا) تصدر إيبار لقائمة المرشحين لمغادرة البطولة والهبوط إلى الدرجة الثانية، وتلاه فريقا قرطبة وديبورتيفو لاكورونيا الصاعدان حديثا للدرجة الأولى هذا الموسم، ثم جاء بعد ذلك فريقا الميريا واليتشي.
وبعد أسبوع واحد فقط، خالف إيبار كل هذه التوقعات بعدما فجر مفاجأة من العيار الثقيل بتغلبه على فريق ريال سوسييداد العريق بهدف نظيف في أول مباراة يخوضها في تاريخه بالدوري الأسباني يوم الأحد الماضي.
ولم يكن أشد المتفائلين من مشجعي إيبار يتوقع الأداء اللافت الذي قدمه الفريق خلال اللقاء ليترجم سيطرته على مجريات المباراة بالهدف الذي أحرزه لاعبه خافي لارا عن طريق ركلة حرة نفذها بطريقة رائعة، قبل أن يظهر دفاع الفريق تماسكه وصلابته أمام هجمات لاعبي سوسييداد الذين فشلوا في إدراك التعادل.
وعلق لارا على فوز فريقه قائلا :"لقد فزنا بفضل العمل الجاد والروح القتالية التي أظهرناها طوال المباراة، هذا الفوز سوف يمنحنا الثقة لما ينتظرنا في المستقبل من تحديات قادمة".
وأضاف لارا :"إذا حافظنا على أدائنا القوي هنا في إيبوروا، ربما يمكننا البقاء في المسابقة، يبدو أن الجميع يعتقد أننا أقل شأنا، ولكن لن تكون هناك مباريات سهلة على أي فريق هنا".
واتفق تشابي برييتو قائد ريال سوسييداد مع ما قاله لارا :"لا أعرف ما ينوون القيام به بعيدا عن ملعبهم، ولكن لن ينعم أي فريق ، حتى برشلونة وريال مدريد، بقضاء وقت لطيف في إيبوروا".
واستطرد برييتو :"سيكون أمرا رائعا لجيبوثكوا إذا تمكنوا من البقاء في المسابقة، وسيكون شيئا جيدا للمقاطعة أن يكون لديها فريقان في الدرجة الأولى".
وتابع لاعبا المنتخب الأسباني تشابي ألونسو وديفيد سيلفا باهتمام ديربي المقاطعة بين إيبار وسوسييداد، حيث لعب كل منهما لفترة قصيرة على سبيل الإعارة في فريق إيبار حينما كان يلعب في الدرجة الثالثة.
ويواجه إيبار مهمة صعبة للغاية في مباراته المقبلة بالدوري، حيث تنتظره مواجهة من العيار الثقيل أمام مضيفه أتليتكو مدريد (حامل اللقب) بعد غد السبت، ويعتزم 2000 من مشجعي الفريق مرافقته في رحلته الصعبة إلى العاصمة الأسبانية.
وقال جايزكا جاريتانو المدير الفني لإيبار، الذي لم يسبق له تدريب أي فريق في الدرجة الأولى :"سنواجه اختبارا صعبا آخر، ولكن جميع المباريات ال37 المتبقية ستكون صعبة أيضا علينا، ونحن ندرك ذلك جيدا. نريد فقط بذل أقصى الجهد من أجل إسعاد مشجعينا الرائعين".
مساحه اعلانيه