رضخت قناة "الجزيرة الرياضية" للضغوط التي قادها بعض الشخصيات الخليجية وممثلو القنوات الفضائية والرياضية بشأن قرارها الذي أطلقته في نوفمبر الماضي بعدم بيع حقوق دورة كأس الخليج ال 19 التي تنطلق فعالياتها في العاصمة العمانية مسقط في الرابع من يناير المقبل. وفى تصريجات لجريدة الاقتصادية الكويتية أن مسؤولي قناة الجزيرة استجابوا لمطالبات وضغوط خليجية قوية بحكم أن دورات الخليج تنافس إقليمي من حق كل قناة دولة خليجية مشاركة نقل فعالياته وجميع مبارياته. الجدير ذكره أن ناصر الخليفي مدير عام قناة "الجزيرة الرياضية" أوضح في مؤتمر صحافي رفض القناة بيع حقوق الدورة، وقال "هناك اتفاق بين الجزيرة الرياضية وتلفزيون عمان على عدم بيع حقوق النقل لأي محطة فضائية، وهذا الاتفاق لم يكن أمرا سعيدا للمحطات الفضائية". وأضاف "الجزيرة الرياضية لم تنقل (خليجي 18) في الإمارات ولم تتأثر بذلك، وجاء عدم النقل لأن القناة الفضائية التي حصلت على الحقوق عرضت بيعها في اللحظات الأخيرة، ولم نكن مستعدين فاعتذرنا عن عدم شراء الحقوق". وكشف الخليفي أن "الجزيرة" لن تبيع حتى مجرد صورة ثابتة في نشرة أخبار، وقال "لن نبيع لأن القضية ليست قضية مال بل هي أبعد من ذلك، إنها قضية مبدأ وهذا قرارنا النهائي". وكشف المصدر أن قناة الجزيرة وضعت ثلاثة خيارات للقنوات الراغبة في نقل أحداث الدورة بحكم أنها مالك الحقوق الحصرية، وهي: بيع حقوق النقل الأرضي، بيع حقوق النقل الفضائي، بيع حقوق نقل كامل وتختلف قيمة العرض من قناة حكومية إلى قناة رياضية تجارية. وأضاف المصدر "القناة السعودية الرياضية بعثت قبل عدة أيام خطابا للجزيرة ترغب في النقل وتستفسر عن الأسعار، وجاء رد الجزيرة بأنها ستبيعها مثلها مثل باقي قنوات الخليج الحكومية بواقع مليون دولار"، مؤكدا "السعودية الرياضية ستنقل الحدث مثلها مثل باقي قنوات الخليج". وشدد المصدر علن أن قناة الجزيرة لن تمنح حقوق النقل للقنوات قبل بدء الدورة كرد على حركة قناتي دبي وأبو ظبي الرياضيتين في دورة كأس "خليجي 18" التي أعلنت تنازلها عن الحقوق قبل بدء الدورة التي احتضنتها الإمارات ب 48 ساعة وتسببت في إرباك بعض القنوات وعدم تغطيتها لأحداث الدورة بالشكل المرضي لمتابعيها وتسبب في عدم نقل "الجزيرة" لأحداث هذه الدورة. في المقابل، أكد ناصر الخليفي مدير قناة الجزيرة الرياضية أنهم لم يتعرضوا لأي ضغوط جعلتهم يغيرون رأيهم في قرار النقل الحصري، وقال "نحن من نقرر ونحن من نتنازل، فنحن مالكو الحقوق الحصرية". وأضاف في تصريح خاص بال "الاقتصادية" أمس "وصلتنا طلبات عدة قنوات من ضمنها السعودية، وحقيقة توصلنا لقناعة تامة أن من حق المواطن الخليجي مشاهدة الدورة على قناة بلاده أو القناة التي يحبها"، نافيا أن يكون هناك أي تدخل من أي شخصية. وزاد "أكررها أن الضغوط التي تتكلم عنها لم يكن لها أي تأثير في حال بيعنا حقوق النقل لأي قناة خليجية، لكن أحب أن أوضح أن قناة الجزيرة الرياضية ستنقل فعاليات الدورة بشكل مختلف وحيادي يجبر الجميع على متابعتها". وأوضح الخليفي أن "الجزيرة الرياضية" ستصدر بيانا صحافيا توضح فيه رأيها حول هذا الموضوع لقطع الشائعات والاجتهادات. وعن المبالغ المرصودة لبيع حقوق النقل، قال الخليفي "هذا من أسرار المهنة، ونحن نشترط على أي قناة أن تكون عقودنا سرية معهما وعدم كشف أي بند من أي عقد". الجدير ذكره أن خالد الدوس مساعد مدير "القناة الرياضية" السعودية استبعد في تصريح سابق ل "الاقتصادية" أن تبث فعاليات دورة كأس الخليج في عمان حصريا على قناة واحدة، وقال "بإذن الله لن يتم هذا، وستنقل الرياضية السعودية لمشاهديها مباريات (خليجي 19) كاملة من حفل الافتتاح وحتى المباراة النهائية". وأضاف "هذا يعيد لنا سيناريو "خليجي 18" في أبو ظبي حين حضرنا الاجتماع أنا مع عادل عصام الدين مدير القناة والزميل خلف ملفي رئيس الشؤون الرياضية في صحيفة "الشرق الأوسط"، حين أعلن أن نقل المباراة سيكون بشكل حصري وقبل الدورة ب 48 ساعة تم إعلان النقل للجميع، مطمئنا جماهير بلاده بأنه لن يتم الاحتكار لهذا العرس الخليجي". واعتبر الدوس ما أعلنته قناة "الجزيرة" في مؤتمرها الصحافي بأنها ستحتكر مباريات الدورة حربا فضائية بين القنوات، وقال "هذه حرب معتادة بين الفضائيات"، مؤكدا "لن يسكت رؤساء الاتحادات الخليجية على قرار مثل هذا، وقد تعودنا من قادة الخليج الرياضيين وعلى رأسهم الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل دعم القنوات الحكومية الوطنية الرياضية". وزاد "إعلان القناة هذا الخبر في هذا الوقت خطة استراتيجية مدروسة لكسب المعلنين".