ضربت الرياح الخماسينية والأعاصير الخريفية الشجرة التدريبية فعصفت بأفرعها واقتلعت أوراقها التى تساقطت واحدة تلو الأخرى حتى بلغ تعداد الأوراق التى تآكلت ثلاث فى أسبوع واحد ليس أكثر.. ورغم استقرار المناخ وهدوء الرياح أتصور أن عملية التساقط ستستمر وتتوالى تأثرا بالنتائج والعروض.. وقد تشهد تلك العملية انضمام بعض المدربين الأجانب من أصحاب الشهرة والسيط أمثال جروس الأسبانى أو كالتيرون الفرنسى أو بعض المغمورين أمثال اليونانى القائد الذى يحتل مع وادى دجلة المركز الأخير فى الدورى برصيد أربع نقاط.. المسابقة لم يمض على بدايتها سوى تسعة أسابيع ومع ذلك بلغ عدد المدربين الساقطين أربعة.. كانت البداية مع المدير الفنى البرازيلى الذى تولى قيادة فريق بيراميدز الذى لم يمض على قيادته سوى أسبوعين فقط وتأكد معاونوه الذين يشكلون جهازه أمثال أحمد أيوب وأحمد حسن وهادى خشبة فضلا عن العين الخبيرة للمدير الفنى السابق حسام البدرى الذى خلع بدلة التدريب وارتدى البزة الرسمية كرئيس فعلى للنادى أنه ضحل الخبرة سطحى الدراية ولا يصلح لقيادة مركز شباب وقاموا بإبلاغ رئيسهم فلم يتوان فى عزله ودفع ما يزيد على عدة ملايين جنيه كشرط جزائى وقام بتعيين مستشاره الأرجنتينى خلفا له ولا أعتقد أن الأخير سيستمر أيضا.. ثم كانت الورقة الثانية التى هوت من الشجرة التدريبية الكابتن عماد سليمان المدير الفنى لنادى حرس الحدود ولعلى شخصيا تنبأت بهذا الحدث وتوقعته لأن التوفيق عاند الرجل منذ البداية كما عانده فى السابق مع ناديه الأصلي.. ثم جاء الثالث وهو من المجتهدين المخلصين الذين قد تختلف حوله فنيا لكن لا تملك إلا أن تتفق معه وتحترم كينونته إنسانيا وهو الكابتن محمد عمر المدير الفنى لنادى الاتحاد السكندرى بعد خسارته الفادحة من طلائع الجيش بثلاثية نظيفة وهى خسارة ثقيلة وغير مقبولة.. وأخيرا انضم إليهم الجزائرى خيرالدين مضوى بالرغم من أن الإسماعيلى على وشك خوض مباراة قوية فى البطولة العربية غير أن نتائج الدراويش فى الدورى دفعت العثمانيين بالمبادرة بإقصائه ومنحه نصف الشرط الجزائى الخاص به.. وإذا كنا قد تحدثنا عن المقالين أو المستقيلين بكثير من الاحترام فإننا لا نملك أمام المختارين بدلا منهم إلا أن نعبر لهم عن مدى رغبتنا الشديدة فى أن يمنحهم الله التوفيق ليكملوا ما بدأه السابقون فى مواقعهم لكن بكثير من التحسين والتعديل.. الكابتن الخلوق المهذب البرنس حلمى طولان والذى لا أراه غريبا عن عروس البحر الأبيض المتوسط حيث إن شريكة عمره من العائلة الساداتية وسبق أن اشتغل فى سموحة من قبل وهو من المؤهلين العلميين الحاصلين على دراسات أكاديمية فضلا عن الرخص التدريبية.. وشقيقه ولا أغالى لو قلت تلميذه طارق العشرى الذى تنقل بين العديد من الأندية بعد أن ترك طولان فى حرس الحدود يوم أن كانا الاثنين يعملان سويا.. والصاعد الواعد آخر عنقود عائلة أبوجريشة الذى خلف مضوى البرازيلى ولديه عيون ثاقبة وطموحات كبيرة.. كل الدعوات لهم بالتوفيق ولغيرهم حتى لا تتوالى عمليات التهاوى وتتواصل أوراق الشجرة إياها فى التساقط. شوقى حامد