متي يتخلص كابتن أحمد حسام ميدو (العالمي). صاحب العقلية التحليلية الفذة ونجم الإستديوهات من هواية التدريب التي يمارسها في اوقات فراغه ويهدر معها وقت وجهد هو أولي به. يمكن أن يستغله في مهنة التحليل الرياضي التي يجيدها تماما بالمناسبة. او يستغله في الإشراف علي المطعم والكافيه الخاص به والذي يدر عليه بالتأكيد دخلا كبيرا .. علي الأقل حينها سوف يتنفس نادي واعد إسمه وادي دجلة الصعداء ويجلس في مكانه الطبيعي المناسب لإمكانياته بين الكبار في مقدمة الجدول. بعد الهزيمة الثالثة من أصل 4 مباريات لدجلة أمام سموحة في الدقائق الأخيرة من مباراة الأسبوع الرابع. خرج ميدو بتصريحاته النرجسية المعتادة ليؤكد ان سبب الهزائم بالطبع هو إبعاده عن المنطقة الفنية من الملعب تنفيذا لعقوبة إتحاد الكرة .. ولو كان موجودا بجانب لاعبيه ليوجههم ما وقعوا في تلك الأخطاء التي تسببت في كل هذه الهزائم.. الحقيقة بعد أن قرأت هذا التصريحات تذكرت المقال الذي كتبته في نهاية الموسم السابق عن ميدو. وجدت أنه من المناسب أن أعيد المقال بالنص مرة أخري بدون أي تغيير لأن ميدو نفسه لم يتغير. وهذا هو نص مقالي الذي نشر بتاريخ 18 ديسمبر 2016 . (لا أحد ينكر ما يمتلكه أحمد حسام ميدو من مواهب.. ليس أهمها موهبته الكروية سواء عندما كان لاعبا أو بعد أن أصبح مدربا صباحا ومحللا رياضيا بعد الظهر. لأن الموهبة الأهم لدي ميدو التي تحفظ له مكانته هو موهبة اللعب بالكلام وهي الموهبة التي صنع بها حول نفسه هالة عظيمة من الدعاية القائمة علي إسم العالمي دون أن يكون لها مردود علي أرض الملعب. فعلي مستوي ميدو اللاعب المحترف الأوربي لم نري طوال تاريخه ما يسد الرمق خاصة إذا قارنا هذا التاريخ بمن زاملوه في بدايات رحلته الإحترافية من لاعبين أصبحوا فيما بعد أسماء عالمية في سماء أوروبا وعلي رأسهم الأسطورة السويدية إبراهيموفيتش والوحش الإيفواري دروجبا. وعلي مستوي ميدو اللاعب الدولي في منتخب مصر كان نظريا ضمن الجيل الذهبي الذي حقق ثلاث بطولات إفريقية متتالية لم ولن تتكرر في تاريخ القارة. لكنه عمليا لم يشارك إلا في بطولة أمم 2006 في القاهرة وخرج بشكل مخزي إثر تغييره في نهاية مباراة مصر والسنغال وقام بالتهجم علي مدربه الخلوق حسن شحاتة أمام شاشات العالم كله ليحاصره عار هذا السلوك المشين بعد ذلك لسنوات حتي إضطر أن ينهي حياته الكروية كلاعب بنفسه بعد أن يأس من التخبط في كل الأندية التي لعب فيها بدون مشاركة حقيقية. وعلي مستوي ميدو المدرب الأرقام لا تكذب. كل تجاربه سواء مع الزمالك أو الإسماعيلي أو وادي دجلة منيت بفشل ذريع.. وإن كان أفضلهم نسبيا هي تجربة الإسماعيلي والتي إنتهت بخناقته الشهيرة مع رمز الكرة الإسماعيلاوية حسني عبد ربه. والسيناريو واحد في كل التجارب التدريبية حيث يبدأ المدرب العالمي التجربة بتصريحات منمقة وشيك عن الفكر الجديد أو "التاكتك" الذي أتي لينفذه ويخرج بالكرة المصرية إلي مصاف العالمية.. ويرغي ويزبد وكأنه المبعوث الأوروبي لإخراجنا من قمقم الجهل الكروي العميق إلي رحابة العبقرية الفذة التي يتعامل بها الأوروبيون. وفي بداية كل تجربة يظن الجمهور أن الفريق الذي يدربه ميدو سوف يتحول إلي مارد يخرج بعد كل مباراة بدستة أهداف في خصمه. لكن فريق ميدو المسكين غالبا ما يصبح لقمة سائغة هشة أمام خصومه بعد أن تكون زهوة البدايات قد إنتهت ويستمر نزيف النقاط بعد الهزائم والتعادلات المتعاقبة التي لا يعترف العالمي أبدا بأنه السبب فيها فغالبا ما يكون هناك أسباب أخري غير "التوكوتك" أو التاكتيك لن تفرق كثيرا .. فهناك مثلا التحكيم الظالم وهناك بالطبع سوء الحظ الذي يلاحقه وهناك ضغط المباريات الذي يسبب الإرهاق للاعبين مما يفقدهم تركيزهم ولياقتهم كما قال بعد هزيمة دجلة من فريق طنطا الصاعد حديثا للممتاز. المهم والمدهش أن العالمي ميدو لا يمكن أن تهتز ثقته بنفسه بالرغم من كم الهزائم التي يواجهها. لدرجة تشعرك بأنه يقول "أنا خسارة فيكم.احمدوا ربنا إني بدرب في مصر" .. ألا تعرفوني أنا العالمي والعالمي أنا. حصلنا الرعب والإنبهار بالتاكتك والتوكوتوك أيضا