هيكتور كوبر في حوار صريح ل"الكورة والملاعب"

موقعتا أوغندا أهم.. كأس العالم حلم 90 مليون مصري

تراجع مستوي المنتخب الوطني الأول في الفترة الماضية بشكل غير مقبول علي الرغم من النتائج الرائعة التي حققها الفريق في الفترة الماضية تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني المتميز. والنجاح في تصدر قمة المجموعة الخامسة في تصفيات التأهيل لمونديال روسيا العام المقبل. بجانب بلوغ نهائي أمم إفريقيا في الجابون وخسارة اللقب أمام الكاميرون. واعتلاء الصدارة في التصنيف الإفريقي كأفضل منتخب إفريقي وعربي في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم. فيفا.
وعلي الرغم من النتائج الرائعة للفراعنة إلا أن الفريق ظهر بمستوي باهت للغاية في مواجهة تونس بتصفيات التأهيل لأمم إفريقيا في الكاميرون والخسارة بهدف دون مقابل والبقاء في مؤخرة المجموعة بدون نقاط. بالإضافة إلي فشل المنتخب المصري في الظهور بمستواه المعتاد في الدفاع وكذلك غياب الدور الهجومي. كل هذا جعل الجمهور المصري يهاجم هيكتور كوبر بشدة في الفترة الأخيرة.
"الكورة والملاعب" خلال رحلة تونس الأخيرة. طرحت العديد من التساؤلات علي هيكتور كوبر. في حوار خاص عقب الخسارة من تونس أجاب فيه عن جميع التساؤلات والهجوم الذي يتعرض له وأسباب تراجع المستوي وغيرها من الأمور التي أجاب عنها في الحوار التالي:
*كيف تفسر التراجع الغير مبرر في مستوي المنتخب المصري مؤخرا؟
حتي نكون واقعيين يجب التأكيد علي أنه لا يوجد فريق في العالم يحافظ علي مستواه الطبيعي لفترة طويلة. فالمنتخب وصل لقمة المستوي في بطولة أمم إفريقيا في الجابون قبل خسارة اللقب. ومنذ البطولة وعلي مدي أربعة أشهر لم يتجمع الفريق ولو ليوم واحد وكانت موقعة تونس أول مباراة رسمية بعد البطولة. فأعتقد أنه من الطبيعي أن يتراجع المستوي ويظهر الفريق بشكل أقل من المطلوب وهو أمر بالفعل له مبررات وأنا شخصيا كنت أتوقع بعض التراجع ولكن للأمانة ليس بهذا الشكل الغير مقبول بالمرة.
*ولماذا تراجع المستوي؟
الفريق المصري معظم عناصره من لاعبي الأهلي والزمالك وهذه العناصر ما تزال تلعب بطولة دوري رغم انتهاء جميع الدوريات في العالم. بجانب أنها تخوض منافسات قوية للغاية في دوري أبطال إفريقيا. وهو ما يمثل عليهم إرهاقا شديدا فيجب أن تعلم أن لاعبي الأهلي والزمالك عادوا من تونس وسيسافرون مرة أخري خلال أيام إلي المغرب والجزائر لخوض مباراتين هامتين بجانب السفر مرة أخري إلي زامبيا وزيمبابوي لاستكمال باقي منافسات البطولة. وهو ما يمثل مجهودا كبيرا علي اللاعبين تسبب في تراجع مستواهم البدني وظهر ذلك واضحا في الشوط الثاني أمام تونس. بجانب أن اللاعبين المحترفين أنهوا موسما قويا في أوروبا والدول العربية وعادوا والمباراة تأتي في نهاية موسمهم الشاق وظهر بالفعل عليهم التأثر السلبي بتراجع المستوي البدني.
*هل تعني أن المحترفين لم يهتموا بالمباراة؟
غير صحيح كلامي يؤكد أن اللاعبين كانوا يعانون من الإرهاق بسبب المجهود البدني القوي طوال الموسم. والمنتخب المصري يضم اللاعبين فقط الذين يجتهدون ولا يبخلون بأي مجهود علي الفريق مهما كانت الظروف والسنوات الماضية تؤكد أن لاعبي مصر في الخارج يكونون أحرص اللاعبين علي التواجد في المنتخب والانتظام في الموعد ويساهمون بجهد ضخم ولكن تراجع مستواهم مؤخرا لا يعني أنهم لا يفكرون في المنتخب أو يلعبون بنوع من الاستهتار.
*ولكن. هل تراجع مستوي محمد صلاح بسبب مفاوضات ليفربول؟
كما قلت كل المحترفين قضوا موسما مرهقا للغاية في أوروبا. ومحمد صلاح أكثر لاعب محترف يلعب مع فريقه روما بالدوري الإيطالي القوي وبالفعل يعاني من المجهود الضخم المبذول. ودائما هو في حالة تركيز مع المنتخب ويقدم أفضل المستويات وهو عنصر رائع وأحد أهم عناصر الفراعنة علي الإطلاق. ولا أعتقد أنه تأثر بمفاوضات ليفربول لضمه لأنه لاعب محترف ويمتلك عقلية رائعة تمكنه من الفصل بين منتخب بلاده ومشواره في الاحتراف وهو يدرك جيدا بالفعل أهمية المنتخب وضرورة مساعدته علي الفوز في جميع المباريات التي يخوضها.
*خسارة تونس هل تجعل طريق مصر في التأهل لأمم إفريقيا مستحيلا؟
لا علي الإطلاق. المنتخب خسر مباراته الأولي من بين ست مباريات. فما تزال هناك خمس مباريات أخري متاحة في المجموعة والفوز في اللقاءات الخمسة سيمنح الفريق المصري بطاقة التأهل لنهائيات أمم إفريقيا ولا يمكن لهذه الخسارة المفاجئة أن تجعل الفريق يشعر بالإحباط الشديد ويجب العمل سريعا علي تفادي هذه الآثار السلبية والتركيز فيما هو قادم من مباريات.
*ولكن الخسارة ستؤثر سلبيا علي معنويات اللاعبين قبل موقعتي أوغندا في تصفيات المونديال؟
هذا ما أخشاه لأن المنتخب مرتبط بأهم مباراتين في مشواره خلال هذا العام عندما يلتقي أوغندا ذهابا وإيابا يومي 1 و5 سبتمبر المقبل في الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات مونديال روسيا. والفوز في المباراتين يمنح المنتخب ست نقاط تجعله يصل إلي النقطة 12 ويصبح علي بعد خطوات بسيطة من حسم التأهل إلي المونديال. وسأعمل علي ألا تدمر خسارة تونس مجهود متواصل علي مدي عامين من الجهاز الفني واللاعبين من أجل تحقيق هذا الحلم والوصول إلي روسيا. وأعتقد أن لاعبي المنتخب يدركون جيدا أن الأمر مختلف تماما فالهدف الأهم في الوقت الحالي هو بلوغ المونديال ومن دون أن أتحدث معهم فهم لديهم القدرة علي الفصل والتركيز في مواجهتي أوغندا لتحقيق حلم أكثر من 90 مليون مصري يتابعون المنتخب.
*الكل ينتقدك بسبب الإعلان الأخير وأكل "الفتة"؟
لا أعرف السر وراء هذا الهجوم الشديد علي ظهوري في إعلان. فأنا ظهرت في الإعلان بصفتي الشخصية دون أن أرتدي ملابس المنتخب ولم تكن هناك كلمة واحدة عن المنتخب المصري في الإعلان. وبالفعل رجعت إلي إدارة اتحاد الكرة قبل التصوير ولم تكن هناك أي مشاكل في ظهوري بجانب أن التعاقد مع الاتحاد يسمح لي بتصوير هذه الإعلانات مباشرة.
أنا أري أنه لا يوجد به ما يعيبني فأنا وافقت علي تصويره بهذه الطريقة حتي أكون قريبا من الشعب المصري لأنني بالفعل مغرم بالمأكولات الشعبية ودائما أحاول الاقتراب من ثقافة اللاعبين وهذا الشعب الطيب وكان هذا هدفي الأساسي من المشاركة في الإعلان ولكن البعث فسره بشكل خاطئ تماما. وكنت أتوقع رد فعل مختلف من ظهوري به.
*هل بالفعل كنت تصوم رمضان مع لاعبي المنتخب؟
أهم شيء بالنسبة للمدرب أن يكون علي تواصل مع لاعبيه ودائما ما يحاول التقرب منهم حتي وإن لم يكن علي غير ديانتهم فأنا بالنسبة لي أمر الأكل والشراب غير مهم علي الإطلاق. وبالفعل علي مدي أيام المعسكر الأخير للمنتخب سواء في الإسكندرية أو تونس كنت أصوم مع اللاعبين وأتسحر معهم وأفطر معهم مساءً في ذات الموعد. فأنا ما يهمني أن أكون قريبا من لاعبي فريقي وأتشارك معهم نفس الشعور.
وكذلك من أجل عيش تجربة جديدة تعود علي بالنفع لمعرفة أساليب التدريب للاعب صائم لأكثر من 17 ساعة وغيرها من الأمور. ولا يخفي علي الجميع أنني أحرص علي التواجد مع اللاعبين في صلاة الجمعة وأحضر خطبة الجمعة وأتواجد في الصلاة لأن هذا يجعلني قريبا من الفريق ويساعدني كثيرا في عملي أن أتفهم كل الأمور التي تمس حياة لاعبي فريقي الذي أراه متدينا بشدة وكل اللاعبين يحرصون علي أداء الصلاة في موعدها وأنا سعيد للغاية بالتعامل مع هذه المجموعة الرائعة من اللاعبين.
*وما هي خطتك للمرحلة المقبلة؟
خطتي كانت وما تزال هي مساعدة اللاعبين علي عدم الغرور والشعور بأنفسهم فبعد النجاح في بطولة أمم إفريقيا وتصدر تصفيات المونديال وصدارة التصنيف الدولي في إفريقيا والدول العربية. لا أرغب في أن يشعر اللاعبون بنوع من الغرور لأن هذا هو بداية الفشل بالفعل. ولم أجد صعوبة أن أوصل رسالتي لهؤلاء النجوم فأنا دائما أشعر معهم بالتواضع الشديد فهم بالفعل نجوم كبار في أنديتهم ولكنهم لا يتعاملون بأي نوع من التعالي والغرور ودائما ما أتحدث معهم عن ضرورة احترام المنافس واحترام الجماهير ويبهرونني دائما بالتعامل الرائع من المنافسين والجماهير وهذا هو سر نجاح المنتخب المصري.