أعتقد أن الكلام عن ضحالة الخواجة الأرجنتيني كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني ومزاجه وسطحية فريق المعاونين له وضعف وترهل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم يدخل في إطار المثل الدارج "الضرب في الميت حرام".. فسبق أن بح صوتنا وجفت أقلامنا تحذيراً من هذا الخواجة عقيم الفكر بطيء الفهم.. لكن ذهبت كلماتنا أدراج الرياح ولم يلتفت أحد لها وكان الجميع ورغم أنهم يتابعون بصماته السطحية وأساليبه الرجعية يدفنون رءوسهم في الوحل ويختبئون خلف عباءة الخواجة الذي يسمونه مجازاً وليس واقعاً خبير.. ولعلي أراه خالياً من كل مقومات كلمة الخبير باستثناء اللغة الأجنبية والتي اضطروا لاستقدام أحدهم ليتكلم بالضاد ويترجم لنا وبين لحظة وضحاها أصبح هذا المترجم مدرباً يشار له بالبنان مع أنه أيضاً يفتقد لكل مؤهلات المدرب الجيد سواء الشخصية القوية أو التأهيل العلمي أو الخبرة الميدانية ويبدو أنه لديه إمكانات تمثيلية ومهارات تسويقية فتمكن من جلب إعلانات مجزية للرجل وتقاسم معه الغلة المادية ليخرج الخواجة علينا متحدياً بأن عقده مع الجبلاية لا يمنعه من ممارسة مهنة الدعاية والإعلان.. وله كل الحق.. فالجبلاية في غيبوبة سواء في كتابة العقود أو متابعة العاملين بها ومحاسبتهم علي الأقل علي الصورة المزرية التي ظهر عليها الرجل وهو يلتهم الفتة واللحمة بنهم وفجعة وليس بتمثيل وانما كحقيقة.. ما علينا ليس من مصلحتنا أن نتذكر المباراة الهزلية التي أخرجها الخواجة كوبر ورفاقه فايز ونبيه.. ليس من مصلحتنا أن نجتر حالة الضعف والاهتراء والتشتت التي كان عليها منتخب مصر لدرجة أنه لم يكن لديه فرصة حقيقية بين الثلاث خشبات طيلة الساعة الأولي من المباراة.. وحتي بعد أن اهتزت شباك إكرامي بهدف.. قام الرجل بإجراء تبديلات بين الصفوف وليس في الأداء فظلت الهجمات نادرة وغير مكثفة والخطورة معدومة باستثناء كرة يتيمة وقف بن شريفية الحارس التونسي يتفرج عليها ولم تجد من لاعبينا من يتابعها أو ينفخها لتكون هدف التعديل.. نحن لا نشمت في الرجل الضعيف الذي سلمنا له مقاليد الأمور الفنية كونه خبيراً كبيراً وشهيراً.. وحتي لو كان سجله التدريبي يتضمن بعض العلامات والأمارات المضيئة يوم أن كان مدرباً لبعض الأندية الكبيرة.. فهو اليوم مصاب بالشيخوخة والتخلف والتحفظ والجبن.. لم يعد لديه أي مقومات ومؤهلات تشفع له في تدريب منتخب الفراعنة.. فالواقع الذي نتابعه أن اللاعبين فقدوا علي يدي هذا الرجل غير الميمون مهاراتهم وقدراتهم وأصبحوا يعدون خلف الكرة أو بها كيفما شاءت أقدراهم ليتم قطعها من المنافس وترتد علي المنتخب بهجمة خطيرة.. لم نر النني ولا صبحي ولا حتي صلاح.. هذه النجوم التي تستقطب اهتمام كل أوروبا تحولوا إلي جياد بلا تفكير أو تركيز.. أما عبدالله السعيد فهو كالعاجز طوال فترة مشاركته.. وحامد عنيف لدرجة حصوله علي إنذار مستحق.. وكهربا تائه وسط غابة من السيقان.. المنتخب يعاني من خواء فكري قبل معاناته من تواضع في المستوي البدني والفني.. ومع ذلك فليس أمامنا مندوحة غير تحمل الآلام الكوبرية.. تجرع الويلات التخلفية.. الصبر علي أهل الجبلاية وهم في أضعف حالاتهم ريثما يرحلون.. فالوقت ليس في صالحنا.. والتطوير من المستحيلات في ظل هذه الرقابة والسذاجة القيادية.. ولعلي لا ألمح هذه الطموحات حتي علي المستوي الأعلي لأن سيادة الوزير لمس بنفسه وبعينه في رادس ما تابعناه نحن بالتليفزيون.. وطبعاً سيؤكد كعادته أنه لا مجال لتدخله حتي لا يتهم بجريمة التدخل الحكومي.. عموماً لنا الله الذي لا يمكن أن نلجأ إلا لسواه.. فليعين أبناءنا علي تحقيق الغايات المنشودة.. وجماهيرنا علي الصبر ومواصلة الرجاءات المعقودة.