حالة من الارتباك والتخبط تسود أروقة اتحاد كرة القدم مع أول ظهور لمنتخب الفراعنة علي الساحة الكروية من جديد واستئناف مسابقة الدوري العام.. فالبعض داخل الجبلاية يتحدث عن إقامة مباراة ثانية للمنتخب.. وتجد مسئولاً آخر ينفي.. لأن المفروض أن بطولة الدوري سوف تنطلق يوم 30 الجاري.. وبالتالي فلا مجال لإقامة هذه المباراة الثانية.. وهذا كلام طبيعي ومنطقي ومقبول لأن قرار عودة الدوري يعتبر إنجاز كبير في حد ذاته وهو أهم حالياً من أي مباراة دولية ودية.. فنحن في الجبلاية استقدمنا مديراً فنياً أجنبياً جديداً وهو الخواجة الأرجنتيني كوبر وهو لا يعلم شيئاً عن الكرة المصرية وخبراته بالكرة الأفريقية "صفر عريض" ولذلك فإن عودة مسابقة الدوري تعتبر فرصة ذهبية ليتعرف الأرجنتيني كوبر علي نجوم ولاعبي الكرة المصرية من خلال مبارياتها الرسمية حتي يتمكن من الاختيار طبقاً لوجهة نظره ورؤيته وفكره الكروي وتحديداً مجموعة اللاعبين القادرين علي تنفيذ أسلوب وترجمة فكره علي أرض الواقع دون أن يتأثر برأي معاونيه في اختيارات لاعبي المنتخب.. حتي يمكن الحكم عليه وتقييمه طبقاً لأداء المنتخب ومدي تطوره ومحاسبته طبقاً للنتائج التي سوف يحققها.. كما أن مباريات الدوري الرسمية تعد البداية الملكية للارتقاء بمستوي اللاعبين فنياً وبدنياً وذهنياً والوصول بهم لفورمة المباريات التي تؤهلهم للمنافسات الدولية الرسمية لاستعادة سمعة منتخب الفراعنة ومكانته اللائقة علي خريطة الكرة الأفريقية ليس فقط بالوصول لنهائيات الأمم الأفريقية 2017 بل والمنافسة عليها.. ثم تحقيق الإنجاز الأعظم والحلم الأغلي والأهم لملايين المصريين باللعب مع عظماء الكرة العالمية بمونديال روسيا ..2018 ولا شك أن مباراة المنتخب الوطني غداً الودية مع غينيا الاستوائية التي يفتتح بها الأرجنتيني كوبر مهام عمله تعد بمثابة حفل تعارف علي أرض الواقع ليري من حيث المبدأ معدلات اللياقة البدنية والسرعة التي يمتلكها اللاعب المصري ومهاراته الفنية والفردية.. ولذلك فإن نتيجة هذه المواجهة الدولية الودية ليست الهدف وليست مقياساً لأي شيء.. بل نحن نريد أن نستمع لكوبر جيداً لنتعرف علي انطباعاته وتحليله للمباراة ولأداء لاعبينا وما يراه فيهم من سلبيات وإيجابيات.. نريد أن نعرف كيف يفكر الرجل.. وأن يطمئنا هل هو قادر علي النجاح مع اللاعب المصري.. لأن الكيل فاض بنا جميعاً من كثرة إخفاقات منتخب الفراعنة علي الصعيدين الأفريقي والعالمي إلي حد الفضائح بفشله المتتالي في التصفيات بالقارة السمراء وعدم قدرته علي الوصول لنهائيات ثلاث أمم أفريقية متتالية.. ثم خسارته التاريخية في تصفيات كأس العالم أمام غانا 1/6 والتي كانت أشبه بالزلزال المدمر لسمعة الكرة المصرية.. ومن يومها مازالت عاجزة عن استعادة بريقها وأمجادها بعد أن طال الفشل باقي منتخباتنا الناشئين والشباب بسبب سياسة المجاملات والمحسوبية وغياب المعايير الموضوعية في إعداد وتشكيل الأجهزة الفنية.. وهناك قضية أخري تعكس حالة الارتباك والتخبط التي تعاني منها الجبلاية عندما أعلن كوبر الأرجنتيني عن اعتذار مدرب الأحمال الأجنبي الذي رشحه للعمل معه بالجهاز الفني.. وتم تحديد قيمة العقد متضمناً الراتب الشهري لمدرب الأحمال.. وذلك ضمن المبلغ الإجمالي الذي تعاقد به كوبر مع الجبلاية.. وهذا قمة الكوميديا والتهريج والتوهان الذي تعيشه الكرة المصرية.. خاصة أن حضور كوبر بنفسه ضرب بكل المعايير التي وضعتها الجبلاية نفسها لاختيار المدرب الأجنبي.. لأن شعار العمل في الجبلاية "سمك.. لبن.. تمر هندي".