دائمًا ما يثبت حسن فريد نائب رئيس اتحاد كرة القدم الملقب ب "حكيم الجبلاية" انه رمانة الميزان.. وصوت العقل في دولاب العمل داخل الجبلاية.. ومع قدوم الأرجنتيني كوبر المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني لتولي مهام منصبه رسميا كان حسن فريد في مقدمة مستقبليه وقام بتوقيع العقد مع كوبر وإنهاء كافة إجراءات هذا التعاقد ليبدأ الرجل مهام عمله في القيادة الفنية للفراعنة.. مؤكدا دعمه ومساندته وتوفير كافة الإمكانيات له مع باقي أعضاء الاتحاد من أجل تحقيق حلم الوصول لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بروسيا عام 2018 ليضرب بذلك نائب رئيس اتحاد الكرة النموذج في القيادة الواعية ويعطي درسا في الإدارة الحكيمة.. لأنه كان يحمل علي عاتقه لواء التعاقد مع مدير فني وطني لتدريب منتخب الفراعنة ودافع عن تلك الفكرة وهذا الرأي بقوة انطلاقا من قناعته الشخصية بأن المدرب الوطني هو الأنسب في تلك المرحلة ولكن عندما قررت الأغلبية من أعضاء مجلس إدارة الجبلاية التعاقد مع مدير فني أجنبي واستقرت علي الأرجنتيني كوبر شاهدنا حسن فريد ينزل علي رأي الأغلبية ويعلن تأييده لقرارهم رغم اختلافه مع وجهة نظره بل ويؤكد احترامه لهذا القرار مطالبا باقي أعضاء الجبلاية ممن كانوا يؤيدونه في التعاقد مع مدرب وطني بالوقوف جميعا خلف المدرب الأرجنتيني والعمل علي قلب رجل واحد من أجل نجاحه مع الفراعنة ليعطي بذلك حكيم الجبلاية درسا لكل العاملين بالإدارة الرياضية بتقديم المصلحة العليا علي ما عداها وأن احترام رأي الأغلبية من شأنه أن يحقق الاستقرار والهدوء في العمل بكافة الهيئات.. وجاء تمسكه بقراره السابق بالاعتذار عن عدم الإشراف علي المنتخب الأول تاركا هذه المسئولية لجمال علام رئيس الاتحاد بمثابة درس آخر في إنكار الذات.. نتمني أن نراه يتكرر في باقي الاتحادات والأندية الرياضية.. خاصة وأن أغلب هذه الهيئات غارقة في الصراعات والخلافات فكل التحية والتقدير للمهندس حسن فريد حكيم الجبلاية علي هذا السلوك الحضاري واحترامه للديمقراطية والرأي الآخر في العمل.. وكل الأمنيات الطيبة أن يخيب الله ظنوننا وينجح الأرجنتيني كوبر في تحقيق حلم الكرة المصرية في اللعب مع عظماء الساحرة المستديرة في المونديال الروسي فهذا هو الانتصار الأهم والإنجاز الأغلي الذي ينتظره ملايين المصريين في ظل ملايين الجنيهات التي يتقاضاها هذا الخواجة الأرجنتيني والتي تبلغ مليونا و200 ألف جنيه شهريا مضروبا في ثلاث سنوات إلا إذا فشل في الوصول لنهائيات كأس الأمم الافريقية 2017 فعندئذ سيتم ترحيله علي أول "توك توك" عائدا لبلاده لأن إخفاقه في عدم الصعود للمونديال الافريقي سيكون بمثابة مؤشر واضح بعدم قدرته علي الوصول إلي روسيا مثلما حدث مع الخواجة الأمريكاني برادلي عندما فشل في اللعب بنهائيات أمم الأمم فامتد هذا الفشل للسقوط في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 بفضيحة كروية عندما خسر أمام نجوم غانا السوداء "1/6".. وحسنًا فعل كوبر بالموافقة علي اللعب وديًا في أول اختبار له مع منتخب غينيا الاستوائية في دولة الإمارات الشقيقة ويمكنه أن يتعرف إلي حد ما علي لاعبي المنتخب المصري وقدراتهم الفنية والبدنية والمهارية في ظل عدم درايته من قبل بالكرة المصرية وطبيعة لاعبينا وهنا فإن اتحاد الكرة مطالب بأن يستعد جيدا ومن الآن بوضع البدائل المناسبة من معسكرات تدريبية ومباريات دولية ودية لمنتخب الفراعنة في ظل غموض مصير مسابقة الدوري العام واحتمالات عدم استكمالها وذلك حتي لا نعوق مسيرة إعداد المنتخب وعمل الخواجة الأرجنتبني.. صحيح أن الأمل يحذونا خلال الأيام القليلة في إمكانية عودة الدوري.. ولكن صدور مثل هذا القرار يتوقف علي ظروف عديدة وستكون مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات بما فيها مسابقة الدوري فإذا كانت مصلحة الوطن والمواطن البسيط وتحقيق أمن وأمان واستقرار المجتمع تكمن في إلغاء المسابقة هذا الموسم فسيتم اتخاذ القرار بعدم استكمالها والعكس صحيح لذلك فإن البديل المناسب عندئذ للمنتخب توفير برنامج دقيق ومكثف من المباريات الدولية والمعسكرات التدريبية للارتقاء بمستوي المنتخب وإعداد لاعبيه بدنيًا وفنيًا بما يسهل من مأمورية الأرجنتيني كوبر في بناء منتخب مصر الجديد وتأهيله لتحقيق أهدافه في الوصول لنهائيات مونديالي إفريقيا والعالم.