دارت حوارات مستفيضة خلال الفترة الأخيرة حول أسلوب تعامل الخواجة الأرجنتيني هيكتور كوبر مع الكرة المصرية ومدي جدوي قيادته لها سواء أكانت قيادة رشيدة مفيدة أم كانت مغرضة وعتيقة. المؤسف ان بعضنا تشيع للرجل واعتبره أحد الرموز الوطنية وان أي قدح أو نقد له نوع من أنواع الخيانة الوطنية وزايد عليه وطالب بإخراس كل الألسنة المناهضة وتكميم كل الأفواه المعارضة ولعلي أتوجه للزملاء الأعزاء خاصة ان بينهم بعض شيوخ المهنة ممن لهم مشوار طويل وحافل في بلاط صاحبة الجلالة وأنصحهم بالاقتصاد في الانفعال والتقليل من الهياج فليس كل من يخالفهم في الرأي من الخونة وليس كل من يقدح في كفاءة وأهلية مستر كوبر لابد من وضعه علي المقصلة والمطالبة بإقصائه من الساحة فضلاً عن أن كلمة إخراس ليست ضمن قاموس الكلمات الرياضية مثلها مثل كلمة الثأر التي اعتدنا علي استخدامها رغم انها غير موجودة إلا في صعيد مصر فقط وهي ظاهرة تعمل كل الجهات العاقلة والرشيدة علي القضاء علي جذورها كظاهرة عفنة قضت علي آلاف الأرواح الطاهرة البريئة بدعاوي قبلية همجية بالية.. وكوبر الذي بلانا الله بقيادته غير الواعية لكرتنا المطحونة يعمل باتحاد الكرة كخبير كروي فذ من المفروض أن يقوم بتطوير الأداء وصقل المهارات وتحسين الخططيات وترشيد التحركات ومضاعفة الانتاج وإعادة هذه اللعبة إلي مكانتها في مقدمة القافلة الافريقية وعلي مقربة من المسيرة العالمية التي تغصلنا عنها بمسافات قمرية شاسعة لتخلفنا وعشوائيتنا وارتجالنا هكذا ينص عقد الجبلاية مع الخبير الأرجنتيني الذي بمجرد أن وطأت قدماه أرض مصر وتعرف علي اللهفة والاشتياق الذي يواكب ملايين الجماهير الرياضية لتحقيق طموحين عزيزين عليها هما التأهل بعد حقبة زمنية زادت عن العشرين عاماً لتمثيل القارة في كأس العالم بريودي جانيرو والمشاركة في كأس الأمم الافريقية بعد غياب ست سنوات حتي وان لم نفز بكأس البطولة العزيز بمجرد أن تعرف علي طموحاتنا إلا وتحول بقدرة قادر إلي موظف بيروقراطي رتيب الخطوات بطيء الحركة عتيق الفكر تقليدي النزعة.. تخلي عن كل ما هو متطور أو حديث وتنصل عن كل ما هو مبدع أو مبتكر.. وجاهر الجميع بأنهم ليس من حقهم مساءلته أو مناقشته أو محاورته عما يفعله.. من حقهم فقط أن يتابعوه وهم مشدوهو المعالم مفتحو الأفواه محلقو الأبصار وهو يحقق المكاسب ومحرز الانتصارات حتي ولو جاءت هذه وتلك بخبطة حظ أو بضربة توفيق. إذن المكسب ولا غير سواه ولا شيء معه من أداء جيد وتحركات واعية وعرض قوي وفنيات ومهارات. إذن التأهل فقط وليذهب التطوير والتحديث والصقل والارتقاء والمستوي إلي الجحيم.. وليس أدل علي استحقاق كوبر ليفعل ما شاء دون محاسبة أو مراقبة أو متابعة أو مساءلة من أحد ما قاله السيد الوزير خالد عبدالعزيز في تغريداته الغراء: "منتخب مصر فاز علي أوغندا.. ولا تسألوا عن المستوي.. المهم الفوز.. ومبروك للمنتخب.. وتحيا مصر" هكذا منح السيد الوزير صك المساندة والمظاهرة لكوبر.. ولتذهب طموحات وأمنيات وآمال الشعب الخاصة بتطوير لعبتهم الشعبية الأولي ادراج الرياح.. ومادامت هذه آراء قياداتنا الرياضية الرشيدة فلا داعي للحوار السفسطائي الذي يقربنا من الحوار التقليدي الذي كان بعنوان البيضة أم الفرخة في المقام الأول ولنعترف بأن المكسب ثم المكسب ثم المكسب هو الأهم.. وسلملي علي الوهم!!!