عندما لم يجد الخواجة كوبر الأرجنتيني المدير الفني لمنتخب مصر من يحاسبه أو حتي يحاوره في الجبلاية لانشغال أهلها ببلاويهم وقضاياهم ومهازلهم الشخصية وتفرغهم لمصالحهم ومكاسبهم وخصوصيتهم خرج علينا مجاهراً ومكاشفاً بأنه لن يغير طريقته العقيمة وأساليبه المقيتة وخططه السقيمة.. وعلي المتضرر أو المعترض أن يذهب ليشرب من أي بحر يعجبه.. ولن أوجه أي لوم للخواجة.. فمنظاره السميك يدل علي أنه ضعيف البصر وغطرسته وغروره يدلان أيضاً علي أنه فاقد البصيرة.. العتب والعجب من أهل الجبلاية "الموقرين" الذين لم يستعرضوا أي تقارير ولم يسترجعوا أي مشاهد وحتي لم يشعروا بوجود أي تقصير سواء في الاختيارات التي سبقت السفر أو في التشكيلات والتغييرات والإدارة الفنية التي واكبت المباريات وأصابتنا بالعنت والعسف أمام كل هجمة وخلال كل ثانية ليس في المباريات القوية فحسب وإنما أيضاً أمام الفرق غير المصنفة أمثال مالي وأوغندا وبوركينا فاسو.. وللحقيقة أيضاً فلم أكن منتظراً من سادة الجبلاية أي تحرك إيجابي أو أي إجراء مخلص ومنصف تقوم به حفنة من الوطنيين النزهاء الذين يقدرون أن لاعبي مصر الدوليين ظهروا بمستوي ضحل من الناحيتين المهارية والفنية ولولا التوفيق الذي أدرك بعض عناصره لكان المنتخب قد عاد أدراجه من الجابون قبل حتي المشاركة في الدور التالي.. ولعلهم كانوا يتوقعون ذلك لأن موعد السوبر كان يشير إلي أن المنتخب لن يصل إلي أبعد من الدور التمهيدي بالمجموعات.. وعندما انبهروا برعاية السماء وتوفيق الله وتألق الحضري ومعه المدافعون تعملقوا وتبجحوا وصنعوا من الخواجة خبير عصره وسابق زمانه.. ولعل أي عين فاهمة وعقل رشيد يتبينان أن الأخ كوبر من الرجال الرجعيين المتحفظين غير المحدثين ولا المتطورين أو حتي المتمدنيين.. فهو متحجر الفكر متجمد الرؤية لا يؤمن بالتحديث وليس له في التطوير.. وإذا ما استمرت قيادته غير الرشيدة وبهذه الأساليب البلهاء وتلك الأفكار الخرقاء فستنحدر المستويات الفنية للاعبينا كأفراد وكمجموعة.. ولا يجب أن نغتر بأن الصدارة الأفريقية قد عادت لنا وأن التقدم في التصنيف الدولي قد تحقق مؤخراً بعد تخلف وتأخر داما طويلاً.. فالتراجع الأفريقي للمنتخبات القوية أمثال السنغال والجزائر وكوت ديفوار هو الذي منحنا هذا التقدم.. وحتي لو كانت نتائجنا هي السبب فإنها نتائج وهمية لم تحدث إلا بعد عناء وشقاء وتعرضت خلالها مرامينا إلي أخطار شديدة وأوشكنا علي مواجهة الخسائر والهزائم العديدة.. ولست هنا أطالب بإقصاء كوبر أو حتي تغيير أحد من رفاقه.. لكنني فقط أناشد الجبلاية باللجوء إلي بعض الخبراء النزهاء الشرفاء من غير الموظفين بها وليستمعوا إلي تقارير فنية متخصصة في كل قرارات وإجراءات وتصرفات الرجل.. ويتم مناقشته بعلمية ومنطقية.. وينتهوا هؤلاء القوم إلي تحديد أوجه القصور التي وقعت ومواطن القوة التي حدثت وينقلوا للرجل ضرورة عدم عناده ومكابرته وتفادي أي زلات أو سقطات مستقبلية كما حدث من الرجل يوم أن كان المنتخب يستجدي اللاعبين ليشاركوا في غير مراكزهم ويتسول مهاجماً بعد أن أصيب وأوقف الموجودون ولم يبق لديه من يستطيع إشراكه في مركز الظهير الأيسر ولا لاعب الوسط المدافع ولا حتي رأس الحربة الصريح.. ليس صحيحاً ما زعمه كوبر بأن النحس هو السبب في خسارة المنتخب أمام الكاميرون في النهائي.. هذا الهراء يقوله دجال أو مشعوذ.. لكن الصحيح هو تداعي وانهيار وتفكك المنتخب في الشوط الثاني وراء هذه الخسارة.. ولو كان اللقاء قد استمر شوطين إضافيين لواجه أحفاد الفراعنة هزيمة ثقيلة أشبه بفضيحة فنية كالتي جرت بالسداسية أمام غانا.. لا تمنحوا كوبر فرصة الفرعنة أمام تأقزمكم وتضاؤلكم.. ناقشوه وحاوروه وطالبوه بتطوير أداء المنتخب ليصل لدرجة التكامل والتوازن والشمولية فأي مدرب ناشئ في مركز شباب ديرب نجم قادر علي أن يحقق بهذه العناصر ما حققه "الخبير" كوبر بالجابون!! وعجبي.