أعلنت الجبلاية برئاسة قائدها هاني أبو ريدة حالة الطوارئ القصوي بين ربوعها وأرجائها استعداداً للمواجهة النارية الثانية التي سيخوضها المنتخب الوطني الأول أمام البلاك ستارز في المحطة الثانية من التصفيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم بروسيا في العام القادم.. يدخل المنتخب هذه المواجهة وفي جعبته ثلاث نقاط من فوز مستحق خارج الديار علي الكونغو بينما توقف رصيد المنتخب الغاني عند نقطة يتيمة من تعادله علي ملعبه مع منتخب أوغندا.. ولهذه المباراة اعتبارات خاصة يدركها تماماً كل أهل الجبلاية بمن فيهم هيكتور كوبر المدير الفني الأرجنتيني للمنتخب.. فهي تمثل حالة خاصة للجماهير الرياضية المصرية التي تطمح في أن يتمكن أبناؤها من رد اعتبارهم من الهزيمة القاسية والفادحة التي وقعت لهم في لقاء المنتخبين والذي انتهي بستة أهداف مقابل هدف وحيد.. ولن ينخدع أحد بالتعادل الذي انتهي به اللقاء للغانيين فجميع لاعبيهم من المحترفين في أوروبا باستثناء لاعب وحيد هو صامويل تينيه الذي يلعب لويست أفريكا الغاني.. ولديهم خبرات عالية المستوي وينعمون بالاستقرار الفني حتي وان تعرض مديرهم الفني اليهودي أفرام جرانت لبعض القلق بعد هذا التعادل الغريب.. وقد استعد الغانيون لملاقاة أحفاد الفراعنة بمباراتين تجريبيتين مع المنتخب الروسي والجنوب افريقي وخسر الأولي وتعادل في الثانية.. بينما المنتخب المصري لا يزال يبحث خطة استعداده لهذا اللقاء وكيفية علاج أوجه القصور وتلاشي نقاط الضعف التي واكبت أداء الفريق أمام الكونغو.. ولعل كوبر يتحسب لإعلان قائمة اختياراته للقائمة التي ستدخل معسكره المغلق قبل بداية المباراة بفترة.. تلك القائمة التي أحدثت له مشاكل عديدة مع الخبراء ورجال الإعلام واختلافهم معه بشكل سافر وعدم اقتناعهم حتي الآن بمبرراته التي ساقها لإخماد نيران الغضب عند منتقديه.. وستكون اللقاءات التنافسية التي تدور رحاها في الدوري الآن فيصلاً في انتقاء عناصره المحلية.. ونحن نعلم المعاناة المرة التي يشعر بها كوبر من حالة المدافعين المتوفرين حالياً في الساحة خاصة مركزي قلب الدفاع.. كل المختارين لهذين المركزين لديهم مشاكل فنية.. بعضهم يرتبك أمام الهجمات المنافسة فيصيب مرمي المنتخب بنيران صديقة.. والبعض الآخر يفتقد للمهارة والكفاءة المطلوبة والبعض الثالث قصير القامة وتظهر عيوبه في التمريرات العالية العرضية.. وكان الله في عون كوبر لتلافي هذا القصور.. فالفرصة المتاحة لا تكفي لعلاج أخطاء قدرية وفطرية.. ولن يكون خط الهجوم في حالة أفضل من الدفاع.. فكوكا المحترف بالخارج لا يتألق في اللقاءات الدولية أما باسم مرسي فيجري كثيراً وينتج قليلاً.. وليس لهما ثالث من الممكن أن ينتزع منهما أحقيتهما في المشاركة.. وإذا كانت هناك نقاط قوة في العناصر الدولية التي يضمها المنتخب سواء محمد صلاح ومحمد النني فإنهما يحتاجان إلي معاونة وامداد من عناصر خط الوسط الموجودة في التشكيل الأساسي.. وهنا لابد وأن يستمع كوبر لصوت العقل ويزن الأمور بعيداً عن المكابرة والعناد.. لابد وأن يفكر بعقلانية في احتياجاته الضرورية أمام المهارات والمواهب الفذة من لاعبي غانا.. لابد وأن يكون للعناصر الموهوبة أمثال أيمن حفني وحسام غالي نصيب في اختياراته وأفكاره.. وسط الملعب يحتاج للاعب له رؤية ثاقبة وشاملة ويستطيع أن يستقبل ويمرر الكرة بسرعة خاطفة لتموين زملائه.. وقد عكست مباراة المنتخب أمام الكونغو عدم التوفيق الذي صادف النني وانشغاله بظروف احترافه بالأرسنال والتي تواجهها بعض العراقيل.. ولا يمكن لطارق حامد وعبدالله السعيد وحدهما ملء هذه المنطقة وتحمل الضغوط المتوالية فضلاً عن الإرهاق العضلي الذي أصاب طارق في مباراة فريقه أمام صن داونز واستوجب تغييره قبيل النهاية.. أما النقطة الإيجابية المؤكدة فهي عنصر الجماهير المتحمسة والمخلصة التي ستملأ جانباً كبيراً من المدرجات وستقوم بمناصرة فريقها وتشجيع لاعبيها كل الوقت.. نتمني أن يقدم الجميع الجهد الوفير ويذرفوا العرق الغزير ولتكون المحطة التالية هي التي سترفع رصيد مصر إلي ست نقاط خطوة طويلة نحو حلم التأهل الذي يراود جفون كل الشعب المصري ولسنوات عديدة متعاقبة.