الحوار الرائع الذي نشر بالعدد الأسبوعي المتميز بجريدة الجمهورية يوم الخميس 28 يوليو والتي أجرته الكاتبة والصحفية القديرة الأستاذة ناهد المنشاوي التي تنتمي لجيل عمالقة الصحافة في الزمن الجميل مع سيدة مصر السيدة المحترمة جيهان السادات التي شاركت بفكرها وجهدها في خدمة مصر والمجتمع المصري والتي عاصرت حكم الرئيس السادات بطل الحرب والسلام في الفترة من عام 1970 إلي عام 1981 حتي انتقل إلي رحمة الله بعد اغتياله بيد الغدر والإرهاب وأعداء الحياة الذين يتآمرون ويكرهون مصر وبعدها عاشت السيدة جيهان مع أحزانها ومازالت تعيش مع الذكريات التي تتحدث عنها بمنتهي الصدق والأمانة في الحوار الممتع الشيق ليعرف أبناء الجيل الجديد من الشباب فترة حكم ابن مصر البار الذي أعطي لمصر من فكره وجهده ومواقفه وقدرته وحكمته وذكاءه وحسن إدارته في قيادة البلاد أثناء فترة حكمه والتي وقفت بجواره زوجته السيدة جيهان السادات التي أحبها وقدر دورها معظم المصريين والتي مازالت تسكن في قلوبهم حتي اليوم لإحساسهم بوطنيتها وانتمائها للوطن وعشقها لمصر والمصريين. ورغم كل الأحداث المؤلمة والظروف الصعبة التي واجهتها ويتحدث عنها في الحوار ولكنها بعد كل هذه السنوات مازالت مشرقة وإنسانة تتدفق حيوية ونشاط وعطاء ومن خلال الحوار تجد أن ذاكرتها حاضرة وأمام شخصية جديرة بالاحترام إنسانة بسيطة متواضعة ومجاملة ولها موقف معي لن أنساه بعد مرور كل هذه السنوات يؤكد معني الوفاء والمجاملة والإحساس بكل الذين حولها. * وقد استوقفني في الحوار عندما قالت السيدة جيهان وهي تحكي عن السادات أنه كان يحب الصحافة جداً ودائماً ما يقول أنا ابن الجمهورية وبمناسبة الحب لهذه الدار العريقة التي عشت فيها معظم سنوات عمري سنوات كلها إخلاص وعطاء بلا بخل بل كانت أسرة هذه الدار ابنائها في منتهي الكرم قلوبهم علي قلب بعض قلوبهم صافية وقلوبهم طاهرة والحب كان يجمع الجميع علي العطاء والإخلاص والتفاني في العمل الذي كان يديره بإقتدار ووعي وفهم رجال يعتبرون علي مستوي كل المؤسسات الأخري عمالقة العمل الصحفي والإداري وتعلمنا منهم قيمة الحب والمودة والتعاون والإخلاص وحسن المعاملة والمخاطبة للآخرين وأهمية الاهتمام بزوارنا. * وبحكم طبيعة عملي كمسئول عن العلاقات في هذه المؤسسة التي تربينا بين جدرانها أحلي سنوات العمر والعشرة الطيبة مع زملاء أفاضل أصحاب سيرة عطره ولهم مواقف إنسانية لا تنسي كنا جميعاً متعاونين ومتحدين من أجل أن تكون الجمهورية في أبهي صوره لذلك أحبها السادات وأيضاً كانت تحبها السيدة جيهان السادات وزارتها في السبعينيات وعند زيارتها تذكرت موقف إنساني لها معي عندما استقبلتها من علي باب المؤسسة الرئيسي في المبني القديم بشارع زكريا أحمد وكنت أسير بجوارها وكان يرافقها السيد فؤاد محيي الدين رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب وعدد من الوزراء والشخصيات وقد لاحظت بذكائها أن الحرس الخاص لها يطلب مني خطوة للخلف حتي لا أكون بجوارها فنظرت إليه نظرة عتاب وعقاب علي تصرفه معي وبمنتهي التواضع والإنسانية وضعت يدها علي كتفي كترضية لي وعندما سمعت عن نشاطي وجهدي ضمن أعضاء لجنة الإشراف لمشروع الوفاء والأمل فقدرت ذلك بمنحي عدة جوائز وتقدير وتكريم سجلته عدسة الزميل المرحوم محمود عبدالفتاح في صورة مازلت محتفظاً بها ومعلقة في المكان اللائق بمنزلي. * وكان مشروع الوفاء والأمل من البداية فكرة سيدة العناء العربي السيدة أم كلثوم والتي كانت هي أيضاً تحب الجمهورية وزارتها لتسلط الضوء علي المشروع واستقبلها في مكتبه السيد الأستاذ المرحوم مصطفي بهجت بدوي رئيس مجلس الإدارة والمرحوم إبراهيم نوار رئيس تحرير الجمهورية وللترحيب بالزوار تقدمت لتحيتهم بتقديم الشيكولاتة وبدأت من علي اليمين بالرجال ونبهني أخي المرحوم إبراهيم نوار أن السيدة أم كلثوم أولاً وسمعته وهو يلفت نظري فما كان منها وبذكائها تزيل الحرج عني بقولها الذي لا أنساه أن حسن بلدياتي ونحن في الريف نقدم التحية للرجال أولاً وكانت هذه هي عظمة الست ومازلت أحتفظ لها بصورة معي عند استقبالها في الجمهورية وصورة أخري التقطها رفيق العمر الكاتب والصحفي المحترم صلاح عطير من علي كوبري المشاه وأنا بين جماهير المشيعين في جنازتها بميدان التحرير مواقف وذكريات فجرها حوار الجمهورية.