هذا السؤال الحائر المحير الذي يدور في عقلي -ضعيف الاستيعاب- لا يجد إجابة .. بعد أزمة إيهاب عبد الرحمن بطل العالم والقارة في رمي الرمح وصاحب الرقم القياسي وأول المبشرين بميدالية لمصر في أوليمبياد ريودي جانيرو 2016 ..بعد أن خرجت نتيجة العينة الأولي التي أخذت منه في ابريل الماضي ايجابية ليصبح اللاعب رسميا خارج الأوليمبياد . الحقيقة أنني لم أكن متابعا جيدا لسير الأحداث المتعلقة بترتيبات الإستعداد للأوليمبياد علي مستوي الألعاب الأوليمبية بشكل عام لكن قصة إيهاب عبد الرحمن الحزينة جعلتني أتتبع خط سير القضية لأجد مفارقات تنذر بعواقب وخيمة . بداية الخيط في القضية كان في معركة الشوارع التي قامت بين وليد عطا رئيس اتحاد ألعاب القوي واللجنة الأوليمبية المصرية .. لتنشب حرب مستعرة بين طرفين المفترض أن يكونا في خندق واحد..ويصل الأمر لمنع رئيس الإتحاد من السفر مع لاعبيه المتأهلين مثل باقي رؤساء الإتحادات .. وتبدأ مشاكل الكبار تلقي بظلالها الكئيبة علي اللاعبين المحتاجين لكل ذرة تركيز للأوليمبياد . ثم نجد العقبة تلو الأخري ترمي في طريق إيهاب عبد الرحمن المرشح الأول لإحراز ميدالية مثل أزمة تغيير مدربه قبل البطولة بأقل من شهر وإرغامه علي القبول بمدرب لا يعرفه ولا يعرف حتي جنسيته علي حد قول ايهاب نفسه الذي خرج يصرخ عبر السويشال ميديا مستنجدا بالناس من مقالب اللجنة الأوليمبية ومطالبا الوزير بالتدخل .. وتمسك ايهاب بمدربه مما جعل اللجنة تستجيب في النهاية لتبحث عن مقلب أخر لتشتيت تركيز بطل العالم . ويظهر المقلب الثاني وهو تعيين رئيس بعثة علي خلاف شديد مع كل أعضاء البعثة نكاية في وليد عطا ويخرج مرة أخري ايهاب فاقدا السيطرة علي انفعالاته ويخاطب ضمير المسئولين والوزير لإنقاذ معنويات البعثة من الإنهيار . كل ذلك يحدث في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون ايهاب عبد الرحمن وزملائه في صومعة مغلقة علي التدريب والاستعداد للبطولة الأهم في حياة أي رياضي بعد أيام قليلة . مع العلم أن كل تلك المشاكل والمقالب حدثت قبل أن نسمع كلمة واحدة عن المنشطات . اللغز هنا بالنسبة لي وهو ليس دفاعا عن إيهاب .. لكن ما الذي يجعل بطلا العالم حصد بطولات عدة في السنوات الأخيرة وأجري تحليلات منشطات لا تحصي كلها كانت سلبية وبقي له حلم المونديال .. هل يعقل أن يقوم هذا الرياضي المحترف بأخذ منشطات وهو علي أعتاب خطوات من تحقيق حلمه الأكبر .. طبعا غير منطقي ولا يمت للعقل بصلة . الخلاصة أن إيهاب ضحية لخلافات حمقاء بين مسئولين ? غير مسئولين ? أخر شئ يضعونه أمام أعينهم هي مصلحة الوطن لأن هناك ما هو أهم وهو تصفية الحسابات المفتوحة التي لا تغلق أبدا . والخلاصة أكثر تركيزا هو عنوان المقال نحن لا يعيش لنا بطل .