لم تكن خسارة الأرجنتين لنهائي كوباأمريكا الأسبوع الماضي علي يد شيلي إلا بداية الصدمة الحقيقية حيث أفاق الأرجنتينيون من صدمة الخسارة سواء الجماهير أو المسئولين علي زلزال اعتزال ميسي الذي هز الأرجنتين كلها لاسيما وأنه القرار المفاجيء اتخذه ميسي بشكل أصاب الجميع بالذهول حتي أن الأمر استفز كرستيانو رونالدو الغريم التقليدي لميسي والمنافس الدائم علي لقب أفضل لاعب في العالم مع ميسي بالإضافة إلي المنافسة علي ألقاب الدوري الأسباني ودوري أبطال أوروبا إلي جانب المنافسة علي الألقاب الفردية فخرج رونالدو الذي كان منشغلا بمشاركة بلاده في أمم أوروبا المقامة بفرنسا ليؤكد أن كرة القدم ستخسر باعتزال ميسي الدولي معللا القرار المفاجيء الذي تمكن من فهمه الكثيرون بأن ميسي تعود علي أن يكون رقم واحد ولذا سيكون من الصعب عليه أن يكون رقم 2 مشيرا إلي أنها المرة الثانية علي التوالي التي تخسر فيها الأرجنتين نهائي نفس البطولة علي يد شيلي. من جانبه لم يفوت رئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري الفرصة وطالب ليونيل ميسي بالعدول عن فكرة الاعتزال الغير مستساغة لدي الجماهير مشير إلي أن الكل يرغب في رؤية أفضل لاعب في العالم يستمر مع المنتخب الأرجنتيني أما الجماهير فأصرت علي استقبال منتخب التانجو عقب وصوله من أمريكا بعد المشاركة في كوباأمريكا وتجمع المئات للهتاف لميسي لإقناعه بالعدول عن الاعتزال والعودة للمشاركة مع المنتخب. اعتزال ميسي ربما نجد له ما يبرره فاللاعب مقتنع بأنه الأكثر نحسا في العالم فقد وصل إلي نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل لكنه خسر علي ألمانيا ثم تأهل لنهائي كوباأمريكا 2015 لكنه خسر علي يد شيلي وتلقي الخسارة من جديد علي يد نفس المنتخب في نهائي كوباامريكا المئوية التي أقيمت قبل أيام ليخسر 3 من أكبر النهائيات في العالم علي مدار السنوات الثلاث الماضية وبالرغم من تتويجه بلقبي الدوري الأسباني وكأس ملك أسبانيا مع برشلونة إلا أنه خسر لقب الهداف وخسر دوري أبطال أوروبا واكتمل موسمه الغير جيد بخسارة نهائي كوباأمريكا هذا إلي جانب أنه هاجم الاتحاد الأرجنتيني خلال مشاركته في البطولة حيث وصف الاتحاد الأرجنتيني بالكارثة وهو الأمر الذي مهد لإعلان ميسي اعتزاله. جماهير الأرجنتين وكرستيانو رونالدو ورئيس الأرجنتين لم يكونوا فقط من رفضوا اعتزال ميسي فقد أكد دانيل ألفيش خلال تقديمه لوسائل الإعلام بعد أن أصبح لاعبا في اليوفنتوس أن القرار الذي اتخذه ميسي متسرع وأن عليه ان يعيد التفكير لأن كرة القدم يجب ألا تخسر موهبة بحجم البرغوث اللاعب الافضل في العالم. ويتوقع المراقبون أن تؤتي ردة فعل الجماهير ثمارها من خلال حملة موسعة لإقناع ميسي بالاستمرار مع المنتخب لاسيما وأن ميسي سيخضع للضغوط وسيتراجع عن قرار الاعتزال لاسيما وأن أمامه الكثير وأنه يستطيع المشاركة في كأس العالم 2018 المقرر إقامته بروسيا حيث يبلغ من العمر 29 عام ومازال أمامه علي الأقل خمس أعوام قبل إعلان الاعتزال.