عماد أنور التاريخ المشرف هو من ينصف أصحابه في وقت الأزمات، وليس أفضل من مشوار الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة الإسباني، ليكون سندا له عقب إعلانه اعتزال اللعب دوليا، اخفاقه في قيادة منتخب بلاده للتتويج ببطولة كوباأمريكا لكرة القدم، ما ترتب عليه اعتزاله اللعب دوليا، وهو ما رفضه منافسيه قبل محبيه، وطالبته الجماهير بالعدول عن قراره وخسر المنتخب الأرجنتيني أمام نظيره التشيلي في المباراة النهائية للبطولة، الاثنين الماضي، (4-2) بركلات الترجيح، وفشل ميسي في تسديد ركلته وسددها خارج المرمى، ولأن "غلطة الشاطر بألف"، فإن ضياع ركلة جزاء بقدم ميسي، تختلف عن أي لاعب آخر في صفوف منتخب التانجو، حيث تعول عليه الجماهير في الظفر بنتيجة المباراة، بل وتعتبره القادر على قلب الدفة لصالح فريقه في أي وقت. وأعادت ركلة جزاء ميسي إلى الأذهان، ذكريات سيئة عاشها نجوم سابقون مثل الإنجليزي ديفيد بيكهام، الذي أضاع ركلة جزاء في مباراة منتخب بلاده أمام البرتغال بربع نهائي يورو 2004، والإيطالي روبرتو باجيو في نهائي كأس العالم 1994 أمام البرازيل، وغيرهم، حتى أن ميسي نفسه تسبب في خروج فريقه برشلونة من نهائي دوري أبطال أوروبا 2012 أمام تشيلسي الإنجليزي. لكن واحد في حجم ميسي، الذي يعد من أفضل ما أنجبت ملاعب كرة القدم عبر التاريخ، لم يلق قرار اعتزاله اللعب دوليا، قبولا عند منافسيه قبل محبيه، وهو ما أعلن عنه منافسه الأشهر في عالم الساحرة المستديرة، البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني، ونشرت محطة "الكادينا كوبيه" الإسبانية تصريحات عن رونالدو قال فيها: "من المؤسف أن يعتزل ميسي اللعب دوليا، وأتمنى أن يتراجع عن قراره ". ولأن النجم البرتغالي يعرف قيمة ميسي الذي ينافسه على لقب أفضل لاعب في العالم طوال 5 سنوات مضت، أزعجته دموع اللاعب التي لمعت في عينيه عقب الخسارة، وأظهر موقف كريستيانو قيمته سواء على المستوى الإنساني أو الاحترافي، فبالرغم من أن ميسي هو قائد فريق برشلونة، الغريم التقليدي للريال، إلا أنه رفض فكرة الاعتزال ورأى أن لا يزال يملك الكثير. ويعيش ميسي أياما عصيبة، خاصة وأنه لم يفلح في تحقيق إنجازات ملموسة مع منتخب الأرجنتيني، رغم أنه عنصرا أساسيا في وضع فريق برشلونة على منصات التتويج، وتزيين دولاب بطولاته بالعديد من الكؤوس، آخرها لقب الدوري الإسباني للموسم المنصرم. وكانت كل هذه الإنجازات شفيعا لميسي الملقب ب "البرغوث" في محنته، حيث أطلقت صحيفة "ألموندو" الكتالونية هاشتاج لدعم اللاعب، وطالبت عشاقه من بمؤازرته، وليس ذلك فحسب، بل أن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، أعلن على حسابه الشخصي على "تويتر" أمنيته في عدول ميسي عن قرار اعتزاله لعب كرة القدم على الصعيد الدولي. وكتب ماكري على حسابه: "أشعر بالفخر بمنتخبنا أكثر من أي وقت مضى وأتمنى أن تستمر لسنوات مديدة البهجة برؤية أفضل لاعب في العالم". وهو ما فعله النجم الأمريكي لاندون دونوفان لاعب منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية ونادي ايفرتون الإنجليزي السابق، والذي كتب عبر خسابه على تويتر: "قلبي محطم بعد خسارة ميسي لكوباأمريكا, أتمنى أن ينسى ما حدث ويعود سريعا من هذه الخسارة".