انتخابات الفيفا التي أقيمت الأسبوع الماضي كانت الأصعب والأكثر شراسة منذ ان تأسست هذه القلعة الرياضية منذ أكثر من مائة سنة والتي أصبحت عملاقة خلال تلك السنوات. عدد أعضاء الجمعية العمومية للفيفا اكبر من أعضاء الجمعية العمومية للامم المتحدة لذا فكرة القدم اللعبة الشعبية الأولي أصبحت عاملا مؤثرا في كثير من القرارات السياسية في كل أنحاء العالم. وفوز جاني انفانتينو برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم يعتبر مفاجأة للكثيرين لكن بالنسبة لي لم يكن كذلك حيث سبق وذكرت في أكثر من لقاء أن العالم سيقف ضد انتخاب رئيس عربي مسلم للفيفا. وبرغم أن الكثيرين كانوا متأكدين من فوز الشيخ سلمان بن إبراهيم إلا أنني قلت أن هناك صداما قويا سوف يحدث بين المرشحين العرب الأمير علي بن الحسين والشيخ سلمان بن إبراهيم. وإذا لم يتفقا وتنازل احدهما للآخر فسوف تتفتت الأصوات وتضيع فرصه ذهبية للعرب للفوز بهذا المنصب الكبير. ولكن العرب اتفقوا علي ألا يتفقوا فخسر الاثنان بسبب الخلاف الكبير بينهم حيث ان الشيخ سلمان كان قد وقف مع بلاتر في الانتخابات الأخيرة ضد الأمير علي مما خلق شرخا عميقا لدي الأمير لم يستطع احد أن يصلحه .وبعد فوز انفانتينو علي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم دعا إلي الوحدة لإعادة بناء الفيفا ودعم مسيرة الإصلاحات والعمل علي ترسيخ قيم الشفافية والنزاهة في المنظمة الدولية. وقال في رسالة وجهها إلي الرئيس الجديد للفيفا السويسري جاني إنفانتينو وإلي أعضاء اللجنة التنفيذية ورؤساء وأعضاء اللجان التنفيذية في الاتحادات القارية ورؤساء الاتحادات الوطنية بعد تبني الإصلاحات وانتخاب رئيس جديد. قال انه سوف يدعم رئيس الفيفا في مهمته الرامية لتطبيق الإصلاحات في الاتحاد الدولي وإن هذه الإصلاحات تمثل فقط بداية رحلة طويلة من العمل الشاق والمثمر والذي يستدعي تضافر كل الجهود من اجل ترجمة تلك الإصلاحات إلي واقع ملموس يكرس الشفافية والنزاهة في الاتحاد الدولي وكذلك الاتحادات الوطنية الأعضاء. واعتمدت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي الإصلاحات قبل عملية التصويت لانتخاب رئيس جديد. أشار الشيخ سلمان إلي أن الإصلاحات المقترحة في الفيفا مطبقة بالفعل في الاتحاد الآسيوي الذي يرأسه. لقد بذل الرئيس الجديد للفيفا جهودا كبيرة لإقناع الاتحادات الوطنية بالتصويت له وكان خطابه قبل عملية التصويت من القلب وحاسما. ومن توابع نجاح انفانتينو برئاسة الفيفا فقد أكد دييجوآرمندو مارادونا لاعب المنتخب الأرجنتيني السابق أن إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الجديد "فيفا" خائن ولا يستحق هذا المنصب وستظهر الحقيقة في المسقبل لأنه مازالت هناك تحقيقات فيما حدث في الفيفا وان الاتهامات كلها موجهة إلي بلاتر وبلاتيني وعلي الرغم من ذلك إنفانتينو لم توجه إليه أي اتهامات. وقال مارادونا أن إنفانتينو هنا الآن من أجل الدفاع عن بلاتيني رئيسه السابق. وطبعا هذه الاتهامات من مارادونا تعتبر مستهجنة من قبل بلاتيني وانفانتينو لأنها تعتبر متناقضة وغير منطقية شكلا وموضوعا. لان مشكلة بلاتيني حدثت من قبل أن يكون انفانتينو في الاتحاد الأوروبي أو مديرا تنفيذيا له وكانت بعد كاس العالم في كوريا واليابان عندما عرض بلاتر علي بلاتيني أن يكون مستشارا له. علي العموم هناك أمور حدثت اثناء الانتخابات من بعض الاتحادات القارية وأهمها تأييد الاتحاد الإفريقي للشيخ سلمان والخوف أن تكون هناك تصفية حسابات وقد يخلق هذا نوعاً من الصدام بين الاتحاد الإفريقي والفيفا مستقبلا. واهم هذه الصدامات التي أعلنت من رئيس الفيفا الجديد هو أن بطولة أفريقيا للأمم يجب ان تقام كل 4 سنوات وهذا القرار لن يقبله عيسي حياتو ممثلا في لجنته التنفيذية وجمعيته العمومية.