يخطئ من يظن أن تبادل قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك للقمة وتربعهما بالتناوب علي المقدمة أن الأمر محسوم لهما أو أنه مرهون بهما أو متوقف عليهما.. وأن أحداً من الطامحين والمزاحمين لن يتمكن من الاقتراب منهما أو زحزحتهما من عليها.. فلن يهنأ أحدهما أو كلاهما بها كثيراً ما لم يكن لديه القدرة وعنده الارادة لبذل الجهود الوفير والعرق الغزير للتمسك بهذه القمة اللعوب.. فقد انتزعها لفترة ليست بالقصيرة الداخلية المكافح والذي أصبح بعبعاً مخيفاً لكل من يلتقيه ولم تسلم منه الشباك الحمراء الذي تمكن مهاجمه مرعي من هزها.. وانتزع الأهلي تعادلاً صعباً وفقد نقطتين ثمينتين معه.. ثم وثب إليها نادي المقاصة المناضل والذي كان أجرأ وأقوي مع البدايات حيث فجر مفاجأة كبري عندما فاز أيضاً علي الأهلي بقيادة مديره السابق "الهر" بيزيرو قبل أن يهرب وأثبت يومها المدير الفني الكفء ايهاب جلال أن البلدي يوكل وأن المصري الأصيل عنده المقومات التي لو توافرت لكان الأفضل والأمهر لتولي القيادة لكن مجالس الإدارات تهوي إراحة أنفسها والاختباء خلف القبعات والبرانيط الخاصة بالخواجات ولم تتوقف القمة عن ممارسات الاغواءات والاغراءات التي تقوم بها مع الأندية الطامحة فأنشأت علاقة وطيدة مع المصري الذي كاد أن يصل إليها ويتربع عليها لولا الكبوات والاخفاقات التي لحقت به وكانت آخرها خسارته أمام نادي الزمالك في اللحظات الحرجة الأخيرة في ظل تباطؤ وتكاسل أحد مدافعيه فكانت لدغة مصطفي فتحي والتي شكلت وصنعت أفضل أهداف الموسم علي الاطلاق ودفع يومها المصري ضريبة باهظة لاندفاع وانفعال بعض لاعبيه يوم لقائه مع الاتحاد ومشاركة التوأم حسن في الحالة الفوضوية فكان نصيب الفريق ايقاف لاعبه سيد عبدالعال ومديره حسام مباراة وجاء الايقاف قبيل المباراة الهامة مع الزمالك.. ولعل الأندية التي ذكرتها سالفاً قادرة علي عرقلة وإعاقة مسيرة القطبين نحو القمة اللعوب.. صحيح الحال الآن لا يبشر بتمكن أحد هؤلاء الطامحين من غزو القمة وإزاحة شاغليها من عليها لأن الفواصل والمسافات قد طالت نسبياً.. لم يعد فوز واحد بقادر علي إعادة أي منهم للقمة.. لا المقاصة ولا الداخلية ولا حتي المصري الذي لا يزال له مؤجلات.. لكن عندما يواجه أحدهم الأهلي أو الزمالك فإنه يطمح في تحقيق التعادل إذا كان الفوز أصبح متعذراً لما حدث لسموحة مثلاً مع الزمالك عندما تقدم الضيوف وحتي الدقائق النهائية وارتفعت اكف الجماهير العاشقة للزي الأبيض تتضرع إلي الله أن ينقذ فريقها من الهزيمة الثانية فاستجابت السماء لها ورغم إهدار دويدار لضربة الجزاء غير أن الفرج جاء برأس حمادة طلبة المخلص الذي أعاد الطمأنينة النسبية للجماهير.. ولن تمر المباريات التالية دون مفاجآت وازعاجات للقطبين.. وسيظل القطبان يلعبان الكراسي الموسيقية مع بعضهما البعض أو بمشاركة الآخرين.. الأهلي أمامه مقاومة نسبية مع إنبي بقيادة المدير الوافد له مع دجلة حمادة صدقي والذي نجح في قيادة فريقه السابق لانتزاع نقطة ثمينة بتعادل مستحق مع الأهلي.. والزمالك سيلقي نفس العنت عند مواجهة الإسماعيلي الجريح والذي يخسر في معظم مواجهاته منذ أن غادره الثناني ميدو وشيكابالا حتي أصبح في الترتيب ال 11 علي الدوري.. وإلي أن يحين موعد القمة المرتقبة بين القطبين ستظل الجماهير تحبس أنفاسها لأنها لو انتهت بفوز أحدهما علي الآخر ستكون المسافة قد اتسعت قليلاً وستكون الجهود المطلوبة لاستعادة المهزوم موقعة القمة مجهوداً مضاعفاً وكبيراً.. أما إذا جاءت النهاية تعادلين وليسا صدامين فإن الأمور ستؤجل إلي اشعار آخر.. ولحين أن يأتي الحسم فستظل جماهير الكرة المصرية تتأرجح بين ترقب التفوق القطبي وبين الرضا بالتقارب والتواصل مع القمة اللعوب إلي أن يتمكن الفارس المغوار من اقصاء كافة الطامحين والانفراد بهذه المكانة المتفردة.. ولن يكون هذا أمراً واقعاً إلا بعد فترة ليست بالقصيرة من الآن.