أزمة التحكيم في مصر تعتبر الأصعب والأكثر تناقضا في تاريخ اللعبة منذ ان أصبحت كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولي. العواصف تقصف بالتحكيم من كل جانب والاتحاد يحاول التدخل بأشكال مختلفة لاحتواء الأزمة ولكنه يجد صعوبة في إيقاف التراشق والاتهامات المتبادلة علي الفضائيات ليلا ونهارا في أكثر من 10قنوات ومواقع تواصل اجتماعي وفيس بوك ومواقع رياضية علي الإنترنت. لجنة الحكام تعتبر اكثر لجنة تتعرض لهجمات الأندية ورؤسائها ومدربيها وجماهيرها والاتهامات التي تنهال عليها من كل ناحية وتشمل رئيس وأعضاء مجلس الإدارة كذلك. الاتحاد لا يستطيع بمفرده الوقوف ضد هذه الموجة من الانتقادات له وللجنة الحكام إلا إذا وضع ضوابط شديدة لكل من يتهم حكما أو مسئولا إلا من خلال قنوات شريعة يتفق عليها الجميع من لاعبين ومدربين وإداريين وأعضاء مجلس الإدارات ورؤسائها وبدون إلقاء الاتهامات والتهديدات في الفضائيات بالشكل الحالي. وعلمنا أن مجلس إدارة اتحاد الكرة عقد اجتماعا ساخنا لمناقشة الموقف النهائي للجنة الحكام برئاسة وجيه أحمد خلفا لعصام عبد الفتاح الذي تعاقد مع الاتحاد الإماراتي لرئاسة لجنة الحكام. ويقود بعض الأعضاء جبهة المطالبين برحيل وجيه أحمد والاستعانة بجمال الغندور رئيساً للجنة ورؤيتهم أن الغندور هو القادر علي إنهاء أزمات الحكام ومواجهة الهجوم الذي يتعرضون له من قبل الأندية في الفترة الأخيرة والاكتفاء بعمل اللجنة الحالية التي عملت خلال السنوات الثلاث الماضية تحت قيادة عصام عبد الفتاح. وشهد الاجتماع أزمة أخري بسبب عصام عبد الفتاح ومطالبة بعض الأعضاء بإقالته من مجلس الجبلاية خاصة أن هناك بنداً في لائحة الاتحاد ينص علي إقالة العضو الذي يعمل في اتحاد آخر بمقابل مادي وهو ما يرفضه الكثيرون من أعضاء المجلس مما ينذر بأزمة جديدة خلال الساعات المقبلة. وتم تعيين احمد الشناوي رئيساً للجنة الحكام بعد إقالة وجيه الذي حل مكان عصام عبد الفتاح حيث لم يبق رئيساً إلا أياما قليلة وتمت إقالته بعد أن تم تسريب مكالمة بين وجيه وسكرتير الاتحاد المصري تناولا فيها تعيين جهاد جريشة لمباراة الزمالك وعين مكانه احمد الشناوي. هذه المكالمة تم تسريبها وانتشرت في المواقع واصبح رد فعلها يوحي بشرخ بين اللجنة والحكام. وأكد جهاد جريشة الحكم الدولي أنه قرر اتخاذ كل الإجراءات القانونية للدفاع عن نفسه بعد التسريبات التي طالته وأضاف في تصريحات إذاعية أنه سيتقدم بمذكرة رسمية إلي اتحاد الكرة لفتح تحقيق موسع حول الواقعة وكشف ملابسات الأزمة بعد ظهور المكالمة علي مواقع الإنترنت وهو ما اوقع الضرر به. وأشار جهاد جريشة إلي أنه سيتقدم بنفس المذكرة إلي المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة للتحقيق أيضا في الواقعة وحفظ حقوقه المادية والأدبية خاصة أن اسمه ظهر في المكالمة دون أن يفعل شيئا وأن ذلك سيضره كثيرا لاسيما وأنه أحد حكام النخبة المرشحين لكأس العالم بروسيا 2018. هذه المكالمة أثبتت ان هناك من يتربص بالحكام وان من يتصنع ويسجل مكالمات خاصة بين أعضاء اللجنة وأعضاء مجلس الإدارة ليفسد المجال الرياضي ويسيء الي سمعة الكرة المصرية داخل وخارج البلاد. أشفق علي احمد الشناوي لانه يعلم تماماً أنها مهمة مستحيلة في هذه الأجواء العاصفة والمحاطة بكثير من المشاكل والتصيد لأخطاء الآخرين. وأشفق عليه أيضاً لانه قبل العمل بأجر يعتبر غير مساو لحجم العمل في هذه اللجنة ويعتبر قليلا جدا بالنسبة لمرتبات الأجهزة الفنية والإدارية بالاتحاد. كان الأفضل له العمل متطوعا للارتقاء بهذه اللجنة ويرسو بها الي بر الأمان.