1⁄4 الأحداث الحياتية تنعكس علي أفعال البشر. والحياة تختلف من مجتمع لآخر بناء علي طبيعة الحياة . فيتغير السلوك من بلد لآخر ونحن في مصر اختلفنا وقد يقول البعض تخلفنا بعد أحداث الثورة وتوابعها . اختلفت السلوكيات . وأصبحت العدوانية سمة أساسية في تصرفات البشر . أو قل في شريحة كبيرة من المجتمع . أصبح من له حاجة هو الأقوي والأعلي صوتاً. ومن حقه أن يتظاهر ويحتج ويتمرد ويسب ويلعن وفي النهاية يقول نحن أصحاب الثورة!! حتي في الرياضة .. كانت الوقفات الاحتجاجية انعكاساً لما يحدث في كل قطاعات الحياة. فوقف الرياضيون وعبروا عن سخطهم علي أحوال الرياضة وقالوا نفس الكلام .. نحن في ثورة!! والآن بدأت ثورة جديد في كرة القدم هي ثورة الساقطين الذين شعروا بالفشل والسقوط في الدوري وقرأوا والنهاية مبكراً في الدوري!! كل الفرق المهددة بالهبوط تستعد لثورة الساقطين لإلغاء الهبوط . سيما وأن عدد الهابطين سيوازي تقريباً عدد فرق الدوري في مواسم مسابقة .. الأندية ظنت أن نظام المجموعتين سيكون سهلاً ميسوراً وسيعطيهم الفرصة للبقاء في الأضواء. ولم تظن الأندية أنها ستدخل في حسابات صعبة من أجل التصفية والبقاء أو الهبوط .. لكن عندما استشعرت خطر الهبوط واحتلال قاع المجموعتين بدأت تتكاتف وتتحد وتتوحد ضد لجنة الأندية المنوط بها تنظيم المسابقة وضد اتحاد الكرة المهدد بالحل . بدأت الأندية الساقطة في الضغط لاستمرار نظام المجموعتين في الموسم القادم علي اعتبار أن الظروف الاستثنائية في البلد مازالت مستمرة . والدوري يقام بدون جماهير . ومهما هبط ولو نصف فرق الدوري .. سيبقي عدد فرق الدوري بعد صعود الصاعدين كبيرا .. فلماذا الهبوط إذاً!! قد يكون لأندية الحق في طلباتها . لكن ليس من حق أحد مهما كان أن يكسر القانون الذي تم وضعه أو يحطم لائحة المسابقة التي تم الاتفاق عليها ووقعت عليها كل الأندية المشاركة في دوري المجموعتين. وقد يكون مع الأندية كل الحق إذا استمرت الحالة الأمنية غير المستقرة وإقامة البطولة بدون جماهير!! وقد يكون معها كل الحق إذا طالت مدة محاكمة المتهمين في أحداث بورسعيد . فكيف سيواجه الأهلي غريمه المصري في القاهرة أو بورسعيد .. أو حتي في ملعب محايد؟!! ومن أدرانا ماذا ستفعل الجماهير ومن سيتحمل العواقب؟!! المهم حتي ولو أصرت الأندية علي طلباتها لإلغاء الهبوط فماذا سيفعل اتحاد الكرة وما دور لجنة الأندية برئاسة مرتضي منصور؟! هل سترضخ وتوافق وتطاطيء للأندية مثلما قد يفعل اتحاد الكرة الذي يخشي قرار المحكمة بحل المجلس وفي هذه الحالة سيكون عبداص للأندية قبل الانتخابات؟!! القضية هي قضية الساقطين مقدماً ومبكراً. وضغوطهم المستمرة. وطلباتهم التي تحطم كل اللوائح التي وقعوا عليها .. استغلالاً للأحداث الساخنة في شوارع مصر!!