علي مدي عدة سنوات.. كان ناديا المصري والاتحاد هما لغز الدوري العام لكرة القدم.. كل منهما يلعب منذ بداية الموسم باستهتار.. حتي يتهدده الهبوط.. وفجأة قبل نهاية الموسم بعدة أسابيع.. يشتد عودهما ويبدأن في تحقيق الفوز والنجاة من الهبوط في آخر لحظة.. مع صرف مكافأت للاعبين لأنهم نجحوا في البقاء بالدوري بعد أن كانوا مهددين.. وذلك طبعا بعد تدخل المحافظ - في كل من بورسعيد والاسكندرية - وتقديم كل أشكال الدعم حتي لا تثور الجماهير.. ولا استطيع أن اغفل أنه ربما كان هناك تعاطف من اتحاد الكرة أو لجنة الحكام أو الفرق المنافسة مما سهل علي الناديين الكبيرين البقاء وعدم الهبوط. ولكن للحق.. منذ جاء كامل أبوعلي رئيسا للمصري وقد عدل كثيرا من أحوال الفريق.. وضم لاعبين مميزين.. وانتظم في دفع الرواتب.. وتبدل شكل المصري كثيرا عما قبل.. حتي أنه ولأول مرة منذ فترة ليست قصيرة لا يكون الفريق مهددا بالهبوط كما كان يحدث في المواسم السابقة.. بل أنه نجح في الحصول علي المركز السابع في ختام المسابقة. أما الاتحاد.. فلم يتعلم الدرس.. ربما - قال في نفسه - أن الأيدي ستمتد إليه مثل كل عام وتنقذه في آخر لحظة.. لكنها هذا الموسم خذلته.. وتركته يغرق في عالم الهبوط. واستطيع أن أجزم أن اللاعبين والادارة التي تغيرت أكثر من مرة أثناء الموسم كان يحدوها الأمل أن تدخلا سيحدث.. وأنهم لن يهبطوا تحت أي ظروف. ولكن فجأة وجد اللاعبون أنهم أمام معركة كبيرة ليستمروا في الأضواء.. وهم الذين لم يتعودوا علي خوض مثل هذه المعارك.. وربما لأنهم واثقون أن الدولة واتحاد الكرة والجماهير لن يتركوهم في الدرجة الثانية.. فالاسكندرية العاصمة الثانية.. وجماهيرها رياضية وعاشقة للكرة إلي الدرجة التي ستجعلهم سيستمرون في الممتاز رغم أنف الجدول.. وأنهم أبدا لن يكونوا ضمن حزب »هبط ولم يعد«. وبالفعل بعد خراب مالطة بدأ اتحاد الكرة يبحث عن طريق لانتشال سفينة الاتحاد الغارقة.. ويسعي لإلغاء الهبوط من أجل عيون الاسكندرنية. المشكلة.. أن هذه المأساة ستتكرر كل عام.. وأري أن اتحاد الكرة بدلا من الدخول في صراع الهبوط.. عليه أن يدعم الاتحاد أثناء الموسم حتي لا يقع في هذا الفخ مرة أخري.. أما أن يبحث الاتحاد عن وسيلة انقاذ حقيقية علي طريقة كامل أبوعلي.. فلا أظن.. لأنه يعرف أنه لن يهبط أبدا.