في الاسابيع الماضية تابعنا مشكلة احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم. انها مشكلة سياسية خطيرة ولكنها بدون شك سوف تلقي بظلالها علي كرة القدم. تتهم أوكرانياروسيا بغزو القرم و تقول موسكو إن الحكومة الأوكرانية الجديدة فاقدة للشرعية وتشكل تهديداً لسكان القرم من ذوي الاصول الروسية. وتعد جزيرة القرم اليوم في مقدمة الازمات الراهنة بين روسياوأوكرانيا اذ يعود ولاء سكان هذه المنطقة الي روسيا وهي مفصولة جغرافياً وتاريخياً وسياسياً عن أوكرانيا كما تستضيف اسطول البحر الأسود الروسي. لم تصبح القرم جزءا من أوكرانيا الا في عام 1954 عندما قرر الزعيم السوفييتي خروشوف وهو اوكراني الاصل اهداءها الي موطنه الاصلي. ولم يكن لذلك القرار اثرالا بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991 واصبحت شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا المستقلة. ولكن رغم ذلك. ما زال اكثر من 60% من سكانها يعتبرون انفسهم من الروس. والآن بعد هذا الاعتداء طلب عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي من الاتحاد الدولي لكرة القدم استبعاد روسيا من كأس العالم في البرازيل هذا العام وحرمانها من استضافة نهائيات 2018 بسبب احتلالها شبه جزيرة القرم. ذكر الاتحاد الدولي أن الاستعداد لكأس العالم أساسه القيم الرياضية وان انتهاك قواعد الفيفا فقط يمكن أن يؤدي للايقاف أو الاستبعاد من أي مسابقة.ولكن قال عضو مجلس الشيوخ أن يوغوسلافيا عوقبت بالحرمان من المسابقات الدولية في 1992 و1994 بسبب تصرفاتها في حروب البلقان وهي مسألة لا علاقة لها بالرياضة.وطلب عقد جلسة طارئة لمناقشة عضوية روسيا وتجريدها من حق استضافة نهائيات كأس العالم بعد أربع سنوات ومنعها من المشاركة في نهائيات 2014 ورد عضوان بالبرلمان الروسي مطالبين مستر بلاتر رئيس الفيفا باستبعاد الولاياتالمتحدة من كأس العالم وذلك لتصرفاتها العدائية تجاه يوغوسلافيا والعراق وليبيا.الان السياسة والرياضة اصبحا وجهين لعملة واحدة وتتأثر العلاقات السياسية بالرياضة برغم حرص الاتحاد الدولي لكرة القدم بعدم التدخلات الحكومية في لعبة كرة القدم. 1⁄4 تأمين مباريات الدوري المصري تمر بحالة حرجة بين الاندية والأمن الشرطي الذي كان ومازال هو المسئول الاول والاوحد لتأمين المباريات داخل وخارج الملاعب. ولم نكن نتخيل في يوم من الايام ان يكون المسئول عن تأمين المباريات جهات اخري غير الداخلية والشرطة التابعة لها. ولقد علمنا ان هناك اراء تطالب الاندية بتأمين مبارياتها من خلال مجموعات الالتراس او جماهير تقوم بهذه العملية الأمنية. وألمحت وزارة الداخلية عن موافقتها ولكن لم تبد اي آليات لهذه العملية الامنية غير المسبوقة في ملاعبنا منذ ان دخلت كرة القدم مصر منذ اكثر من مائة عام. وهناك امثلة في دول اخري تمر بازمة امنية ايضا كما يحدث الان في اوروجواي عندما أثارت استقالة اتحاد كرة القدم احتجاجا علي رفض الشرطة تأمين مباريات الدوري ووصفته وسائل اعلام هناك بأنه أمر قد يكلف المنتخب الوطني خسارة مكانه في كأس العالم بالبرازيل. وجاءت الاستقالة ردا علي قرار الحكومة في أوروجواي بسحب تأمين الشرطة للمباريات بسبب اعمال شغب تقوم بها روابط المشجعين في الناديين. هذا التشابه في تأمين مباريات كرة القدم يدعونا الي دراسة كيفية وضع اسس في عمل منظومة امنية مشتركة من الاندية والجهات الحكومية في الدولة تقوم علي وضع ضوابط ولوائح تحد من شغب الملاعب في كرة القدم. وإلا فعلي الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا التعرض الي عواقب وخيمة تعصف بها الي ما لا يحمد عقباه.