* في حياة كل منا مجموعة فرص. والإنسان الذكي الذي حنكته الحياة وعلمته التجارب.. هو الذي يجيد اسغلال الفرصة. ونحن أنواع مثل الفرص. البعض متسرع. والبعض الآخر مغرور ويظن ان الفرص ستظل تداعبه وتطارده وتطلب منه استغلالها. وهذا النوع من البشر غبي لا يستحق الفرصة أساساً!! البعض الآخر متكبر واثق من نفسه وإمكاناته. وكأنه أكبر بكثير من كل الفرص. ولذلك لا يعرف أحياناً انه أمام فرصة لا يمكن تعويضها. فتضيع وتفلت منه!! علي العكس تماماً.. هناك البعض الذي يهيئ له الله من أمره رشداً. ويلهمه حسن التفكير وإجادة التخطيط للموقف فيستغل الفرصة ويقبض عليها ثقة منه فيما رزقه الله. ولكن بعد التخطيط الجيد والتفكير في كيفية القبض علي الفرصة!! وفي الرياضة حدث ولا حرج عن الفرص التي يحصل عليها اللاعبون وقليل منهم هم الذين يستفيدون منها. وهناك اللاعب الذي يحصل علي الفرصة ويهتم به المدرب ويصر علي اشراكه ولكن بدون جدوي إما لأن إمكانات اللاعب ضعيفة. وإما لأن اللاعب مغرور ويكتفي بما هو فيه حتي يظهر لاعب آخر قادم من بعيد يقتنص الفرصة ويصبح أساسياً وينطلق في سماء الكرة.. أبوتريكه كان أحد هؤلاء الذين وهبهم الله سعة صدر ورجاحة عقل في استغلال الفرص منذ ظهوره في نادي الترسانة ثم الفرصة الأكبر عندما رفضه الزمالك وقبله الأهلي. فأجاد استغلال الفرصة دون تكبر. وتقدم للنجومية بثقة وكفاءة حتي اصبح معشوق الجماهير.. حتي الاعتزال استغل فرصة الفوز بالدوري وأفريقيا فوجدها فرصة قد لا تعوض وأعلن الاعتزال بذكاء شديد!! المثال الآخر هو شيكابالا النجم الذي وهبه الله موهبة ربانية وآتته الفرصة مرات عديدة لكنه لم يستغلها. باستثناء فرصته الأولي وهو ناشيء عندما جاء للزمالك وبموهبته صعد للفريق الأول ليشق طريقه. وتوقف شيكا عن الإمساك بالفرص العديدة التي واتته في الملاعب. ففي المنتخب لم يترك بصمة واحدة تعادل نصف ما يملكه من موهبة. حتي ان بطولات كأس الأمم خلت من اسمه كلاعب أساسي. وفي الزمالك يضفي وجوده لمسة جمالية علي الفريق. لكنه لم يترك البصمة التي تعادل إمكاناته رغم انه في الزمالك يعادل وجود أبوتريكه في الأهلي. لكن شتان الفارق بين عطاء منقطع لشيكا دون انجاز. وعطاء مستمر فياض لأبوتريكه ينتهي بالألقاب!! وتوالت الفرص للاحتراف الخارجي في أكثر من دولة أوروبية. وتوسمنا خيراً ان يرفع شيكابالا اسم الكرة المصرية في الخارج.. لكنه حقق فشلاً في كل مرة يحترف فيها ليعود بمشكلة جديدة تنتهي في الزمالك!! وأخيراً جاءت الفرصة الذهبية في البرتغال. وأهمية الفرصة أنها الأخيرة لشيكابالا طبقاً لمعدل السن الذي وصل إليه. فهو يلعب في فريق كبير له اسم وتاريخ وينافس علي البطولة في البرتغال. وطموحات كل المصريين ان يتحول شيكابالا إلي محمد صلاح جديد في أوروبا ويحقق نجاحات تنقله الي دوري أوروبي أكثر قوة مثل اسبانيا أو إنجلترا.. أما إذا أفلتت تلك الفرصة من شيكابالا فسوف يدق آخر مسمار في مشواره الكروي وهذا مالم نتمناه خاصة وان أبواب الزمالك ستغلق في وجهه بعد ذلك طبقاً لمعدل سنه!!