قبل حسام البدري مهمة العمل مع فريق النادي الأهلي في ظروف استثنائية بعد رحيل البرتغالي مانويل جوزيه الذي لم يتمكن من الاستمرار في مصر ومع فريقه المفضل في ظل أجواء غير كروية أو رياضية بالمرة بعد كارثة بورسعيد. فكان الحل الوحيد لعدم الانسحاب من بطولة أفريقيا للأندية الأبطال هو البدري. ورغم أن هذه الظروف التي مر بها فريقه كانت كفيلة بتوفير الكثير من المبررات للفشل والخروج من البطولة الأفريقية إلا أنه آثر العمل وبقوة من أجل تحقيق الإنجاز. مع مرور الوقت واقتراب اللقب تحولت مغامرته إلي اعجاز فما قام به مع كتيبة المقاتلين الحمر كان أشبه بالمهمة المستحيلة. وليس المقصود هنا قوة البطولة أو اشتعال المنافسة فيها وإنما للظروف القاسية التي مر بها حتي وصل إلي منصة التتويج.. وقبل سفره إلي كندا في اجازة قصيرة لزيارة أهله والاحتفال معهم باللقب الأفريقي حرصنا علي إجراء هذا الحوار معه والذي تناول المسيرة من البداية وحتي لحظة رفع كأس البطولة بملعب رادس. 1⁄41⁄4 في بداية توليك المهمة بعد كارثة بورسعيد.. هل تخيلت أنك ستحصل علي البطولة الأفريقية وكم كنت تقدر نسبة نجاحك؟ 1⁄4 في البداية.. كان كل تركيزي منصباً علي كيفية إخراج اللاعبين وبقية أجهزة الفريق من الحالة النفسية السيئة التي سيطرت عليهم لمعايشتهم كارثة بورسعيد من أرض الملعب. فاللاعبين كانوا في حالة نفسية سيئة للغاية لمنظر الدماء الذي ظل محفورا في ذاكرتهم لفترة طويلة. وبمرور الوقت كان لابد في التفكير في البطولة الأفريقية. والحقيقة أن الصعوبات كانت كل مرة تزيد من شكي في قدرتنا علي تحقيق الحلم الأفريقي واستعادة لقب دوري أبطال أفريقيا مرة أخري بعد أربعة اعوام من الاختفاء. إلا أننا كنا في كل مرة متمسكين بوعدنا لشهدائنا بأننا سنبذل أقصي ما لدينا من أجل الوفاء والذهاب لأبعد مدي في البطولة التي وافقنا واخترنا الاستمرار بها من اجلهم. أما عن نسبة النجاح فكنت أتوقع أن تتخطي ال90% خاصة بعد أن تحولت الروح السلبية لدي اللاعبين إلي دافع كبير علي تحقيق لقب البطولة. 1⁄41⁄4 ماهي أكثر الصعوبات التي واجهتها في مهمتك؟ 1⁄4 الصعوبات والمشاكل كانت أكثر من اللازم لكن أكثرها تأثيرا علي الفريق طوال مشوار البطولة كان توقف الدوري وغياب كرة القدم المحلية. ففي فترة معينة تخيلت أن المهمة فعلا مستحيلة لأن اللاعبين كانوا لا يستجيبون للتدريبات بسرعة. لأنهم اعتادوا أجواء المباريات الرسمية فقط. لكن الاكتفاء فقط بالتدريبات كان أمرا غير طبيعيا بالنسبة للفريق. كما أننا في فترات معينة كنا غير قادرين علي تنظيم مباراة ودية واحدة. ثم الخلافات مع الجماهير في فترة أخري التي كانت ترفض أن نلعب كرة قبل عودة القصاص وكان لهم كل الحق فيما يطالبون به لأن ما حدث كارثة ولابد لهم من البحث عن حقوق اصدقائهم. ثم كانت مشاكل الأمن في تأخر الموافقة علي لعب مباريات البطولة الأفريقية في القاهرة ومعهم ايضا الحق لانهم لا يرغبون في تكرار أي مآس جديدة بسبب مباراة كرة قدم. 1⁄41⁄4 وسط كل هذه المشاكل.. ما الذي كان يدفعك للاطئنان علي الفوز باللقب ؟ 1⁄4 اللاعبون.. شخصيا ادرك أن معي مجموعة من المقاتلين بالفريق. والجانب النفسي لعب دوراً كبيراً في تحويل غضبهم إلي دافع للحصول علي اللقب واسعاد الناس وهذا أقل شئ يمكنهم تقديمه لأسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجلهم في ستاد بورسعيد. فاللاعبين كانوا رجالة جدا طوال البطولة سواء من شارك أو من لم يشارك. وأعترف أنه لولا هذه الروح وهذه الدوافع الكبيرة لدي كل لاعب لما حصلنا علي اللقب. فتفوقوا بهذه الروح علي أي فكر فني قد يكون عاملا مساعدا علي النجاح لكن الأساس كانت الروح التي لعب بها اللاعبون أغلب لقاءات البطولة وخاصة في النهائي الذي كانت دراماتيكي. 1⁄41⁄4 بصراحة.. هل سارت المباراة النهائية امام الترجي في رادس بالشكل الذي كنت تتخيله.. وماذا عن مخاوفك قبل اللقاء؟ 1⁄4 لم يكن لدي شك 1% أننا سنخسر اللقب. والأسباب كثيرة أولها أني أعرف جيدا مدي رغبة اللاعبين في هذه البطولة. واصرارهم علي اهداء الكأس الأفريقية إلي أرواح من ضحوا من اجلهم في بورسعيد. وثانيا لمعرفتي الجيدة لقدرات من معي وكذلك روح الفانلة الحمرا التي أعلمها جيدا ثم في النهاية التكاتف الكبير الذي عشته ولمسته بين اللاعبين وأجهزة الفريق الطبي والإداري والفني وكذلك الجمهور الذي حضر معنا لتونس وأيضا الإعلام الذي وقف إلي جوارنا ودعمنا. كل هذه الظروف طمأنتني بأننا سنعود بالكأس. 1⁄41⁄4 لم تذكر أي سبب خاص بالترجي؟ 1⁄4 الترجي فريق كبير ولابد من التأكيد علي هذا. لكن ثقتي في لاعبي الأهلي كانت أكبر. ولابد أيضا من التأكيد علي احترام الجانب التونسي الشقيق في الاستقبال والتهنئة بعد المباراة فأشكرهم علي كل شيئ. 1⁄41⁄4 لكن البعض أرجع تدهور حالة الترجي للغيابات الكثيرة في صفوفه؟ 1⁄4 قد تكون مؤثرة بنسبة ما لكني أراها غير كبيرة. لأن دوافع لاعبي الأهلي ورغبتهم في اللقب كانوا السبب الأول في تحقيقه. 1⁄41⁄4 ماهي تعليماتك للاعبين قبل المباراة وبين شوطيها؟ 1⁄4 ركزت أكثر علي الأمور النفسية والمعنوية. فهذا الفريق بطل وحقق الكثير من البطولات وذاق طعم الفوز أكثر من مرة وكان لابد من التأكيد علي فكرة أنه مهما كانت النتيجة سيظلون في نظر الناس أبطالاً لعبوا في ظروف قاسية جدا لا يتحملها أحد حتي وصلوا للنهائي. وبين الشوطين كنا متقدمين بهدف فكان لابد من التركيز علي زيادة الأهداف لأن المباراة كانت مفتوحة وأضعنا فرصا كثيرة. وفي نفس الوقت عدم السماح للترجي بالاقتراب من مرمانا. 1⁄41⁄4 في مباراة برج العرب الأولي تلقيت انتقادات كثيرة للغاية في التشكيل وطريقة اللعب.. كيف تعاملت معها؟ 1⁄4 في مباراة الذهاب لعبت بقدرات هجومية أكبر من العودة. لكن الحظ لم يكن معنا فأضعنا فرصا كثيرة. وعموما مع الإنتقادات اتعامل بهدوء وأحاول فهم وجهات النظر الأخري دون عصبية. لكن في نفس الوقت لابد من التأكيد علي أني أقرب الناس للاعبين والتشكيل يكون وجهة نظر خاصة بي. 1⁄41⁄4 البعض وصف اداء الاهلي في المباراة النهائية بأنه الأفضل منذ سنوات.. مارأيك ؟ 1⁄4 هذا حقيقي لان اللاعبين رفعوا رأس مصر واسعدونا جميعا ويكفينا أننا رسمنا بسمة علي شفاة كل مصري في ظل أحداث صعبة ومحزنة جدا نمر بها في الفترة الأخيرة وآخرها كان حادث القطار المدرسي بأسيوط والذي وقع في نفس يوم المباراة. 1⁄41⁄4 كثيرا ما سمعنا عن وجود مشاكل بين اللاعبين والجهاز الفني أو اللاعبين أنفسهم؟ 1⁄4 لو هناك مشاكل بين اللاعبين أو الجهاز الفني لما حصلنا علي البطولة. فهذا اللقب نتاج للروح الجميلة بين كل اللاعبين حتي من لم يسافر معنا إلي تونس مثل أوسو كونان واحمد صديق. وحتي لو هناك خلاف في وجهات النظر فالكل في النهاية يحترم قرار الجهاز الفني ويجتهد ليحسن من ادائه. فعلي سبيل المثال سيد حمدي كان خارج الحسابات لفترة وعندما حصل علي الفرصة أثبت أنه يستحق التواجد أساسيا وكان أحد اسباب الحصول علي اللقب. 1⁄41⁄4 لماذا قررتم السفر مبكرا لليابان؟ 1⁄4 لقد تعلمنا الدرس من المشاركات السابقة وأيقنا أن التكيف مع الأجواء اليابانية قبل خوض البطولة مهم جدا خاصة أننا سنسعي بقوة للمنافسة وأعتقد أن طموح اللاعبين وكذلك الجهاز الفني لم يعد يتوقف عند مشاركة في المونديال. 1⁄41⁄4 هل من الممكن أن تعود بكأس العالم في ظل وجود فرق كبيرة مثل تشيلسي؟ 1⁄4 لو توقفنا عند أسماء الفرق فلن نلعب وقد تعلمنا أن الكرة تعطي من يعطيها ونحن لا نخش أي فريق لأننا اسم كبير ومعروف عالميا ..وعموما نتمني أن نستكمل مسيرتنا ونحقق طموحنا وننافس علي اللقب ونشرف الكرة المصرية.