تضامنا مع الشعب التونسي قامت الفنانة التونسية هند صبري بكتابة Notes على صفحتها الخاصة على الفيسبوك إتجاه الأحداث الأخيرة التي تشهدها تونس، وقامت بكتابتها باللغتين الفرنسية والعربية، وتضامننا مع الشعب التونسي سننشر ما كتبته الفنانة التونسية هند صبري النوت الأولى بعنوان : LETTRE OUVERTE de Hend Sabri : s'il vous plait , ne tirez pas! - من فضلكم لا تطلقوا النار من فضلكم لا تطلقوا النار نحن تونسيون فى الخارج ، نعيش ملتصقين أمام شاشات التلفاز منذ عدة أيام ، نشاهد المأساة العنيفة التى يعيشها أخواننا ، منهم المنتحرين و الشهداء من جراءالرصاصات الحقيقية التى يطلقها أفراد الشرطة أو الجيش. لا تطلقوا النار شباب و خريجون ، نحن نتفهم تماما الحيرة التى يشعر بها أخواننا الذين يضحون تضحيات كبيرة للحصول على شهادة بالرغم من ظروف معيشية و لا يجدون الا المقاهى ليمضوا فيها أيامهم ، يشعرون بالخجل من عجزهم و الارتباك امام مصيرهم المجهول. لا تطلقوا النار فى كل مرة نعود فيها الى الوطن ، نلاحظ ازدياد فقر الطبقات المتوسطة التى كانت و لزمن طويل ، الطبقة التونسية المتميزة ، و ظهور طبقة " الأغنياء الجدد" الطبقة التى تزهو بحساباتها البنكية على حساب الانجاز الأكاديمى . كما اننا نلاحظ اتساع الهوة بين الطبقات ، مما يؤدى الى انتشار شعور المرارة و اليأس و البحث عن الخروج الى أماكن أخرى تتيح الفرصة أمام الحراك الاجتماعى. لا تطلقوا النار يصعب علينا ، ان نفهم ، انه وبعد مرور 50 عام على الاستقلال الذى دفعنا فيه الغالى و النفيس ، فى ظل عصر العولمة ، لا يزال يتم التعامل مع خيرة أجيال العالم العربى ، و أفريقيا باعتبارهم غير راشدين ، بل و لا يسمح لهم بالتعاطى مع ما هو متاح من وسائل الاعلام و تبادل المعلومات و كأنهم فى زمن غير الزمن. المعاهدة كانت واضحة ، ان يغلق الشعب أعينه عن نقص الحريات الممنوحة له و الموافقة على الرقابة المفروضة عليه فى مقابل حياة كريمة و نمط استهلاكى متاح و مكاسب اجتماعية راسخة و نمو اقتصادى غير مسبوق ، يعطينا نحن الشعب التونسى فى المهجر اسبابا للتفاخر حيثما نكون. و لكن ، و بالرغم ان الشباب يدرك ان النمو الاقتصادى و الاجتماعى لا يطال الجميع الا انه يأمل و يطالب بقليل من المساواة فى توزيع الثروة و يفصح عن رغبته فى احترامه و الاستماع اليه كثيرا. لا تطلقوا النار هناك الكثير من المدن التونسية التى تشعر انها خارج اطار النمو و خارج بؤرة اهتمام الاعلام . فهؤلاء الشباب الذين باتوا لا يؤمنون بشىء ، لا فى التعليم و لا فى قيم التضامن الاجتماعى ، يحتاجون الى من يتحدث اليهم الى من يفهمهم و يلقى الضوء عليهم ، لا أن نطلق النار عليهم. لا تطلقوا النار لا خلاف حول ان العنف و تدمير المنشآت العامة أو الخاصة و التى شاهدناها خلال الأيام السابقة لا يمكن الاشادة بهم كما ان تلك الوسائل العنيفة لن تحل المشكلة من جذورها. من المؤكد ان لا أحد يمكن ان يستحوذ على خطاب الوطنية ، كما ان الاتهامات المتبادلة بالخيانة لن تفيد الا فى اتساع الشقاق و البعد عن الاحتياجات الفعلية لوطننا. فنحن جميعا تونسيون حتى رجال الشرطة الذين أطلقوا النار وهم قلوبهم دامية. لا يجوز ايضا ان نتغاضى او نتناسى عن الانجازات التى حققتها تونس بالرغم من هذه الأوضاع المؤسفة. فوضع تونس استثنائى فى المنطقة ، فيما يتعلق بأوضاع المرأة ، و ارتفاع نسبة المتعلمين من ال طلاب, تنظيم الأسرة, بالاضافة الى التقنيات المعلوماتية ( بدون سخرية) ، تبنى قضايا البيئة و وجود لنمو اقتصادى حقيقى و الأمن و البنى التحتية. كل تلك المكتسبات ، التى نفتخر بها جميعا، النظام التونسى هو الذى اطلقها كمبادرات أوسهر على حمايتها.لكن لا يراها كل التونسيون لا تطلقوا النار كل ما ينقصنا ، هو الحوار الحقيقى ، بدون خوف. ينقصنا المزيد من الحرية ، فبفضل التعليم الذى وفره النظام يمكننا اذا ان نستخدمه خير استخدام . يجب ان يكون هناك المزيد من الثقة فى هذا الشعب الذكى ، و المزيد من العدل و اعادة توزيع الثروات ، و هى مهمة سهلة حيث تتوافر الثروات. لا تطلقوا النار أكتب هذه المقالة و الخوف يعترينى ، الخوف من ان أفهم خطأ ، الخوف من أن تتعرض أسرتى فى تونس للمضايقة، الخوف من عدم قدرتى على العودة . و ذلك على الرغم انه لا يوجد شىء فى هذه المقالة يشير الى ما يسىء الى الوطن ، بل على العكس فهذه بادرة حب للوطن الأكبر ، وطننا ، دون حقد و بكل الاحترام و المنطق. بادرة يحلم بها الملايين من الشباب . و لهذا لما أخاف؟ هذا الخوف يعرفه الشعب التونسى عز المعرفة و قد آن الأوان أن نقول له جميعا وداعا حتى نتمكن من التقدم نحو تونس أفضل و أكبر فى قامة شعبها. هند صبرى مواطنة تونسية ممثلة سفيرة للنوايا الحسنة برنامج الأممالمتحدة ضد الجوع النوت الثانية بعنوان Mr. Le Président السيد الرئيس السيد الرئيس لأننا اليوم في "بلد حر" ، وأنا استخدم حربتي جديدة للتعبير لأقول لكم كيف وجدت نفسي ضمن لائحة من 65 الفنانين والمثقفين دعونكم لترشح لمنصب الرئاسة سنة 2014 : في يوم من أغسطس 2010 ،اتصل بي السيد بلحسن الطرابلسي في القاهرة السيد الطرابلسي :" نحن نبني الآن قائمة بأسماء الفنانين داعيا الرئيس لتمثيل نفسه في 2014 ... وانا اعلمك لأنه ليس من وضع اسمك دون علمك" و انتهت المكالمة. وأنا لن أنسى الخوف الذي ارتابني ذلك اليوم ,اتصلت به في وقت لاحق. بعد جمع كل قوى , قلت له مع كامل الاحترام و بخوف :" "لا أريد أن يساء فهمي ، ولكن أود أن البقاءبعيد عن ذلك... واعتقد جازما أن الفنان يجب أن تظل محايدة إذا... من فضلك ، أرىد أن أظل محايدة. أنا لا أمارس السياسة. السيد الطرابلسي وقد قطع خطابي (تغير ملموس في لهجة) : "ماذا؟ أولا فات الأوان وإلى جانب ذلك ما يعني أن تبقى محايدة هل أنت شيوعية؟؟" لا "أنت إسلامية؟ " "لا" "حسنا ما هي المشكلة...؟" واليكم ، سيدي الرئيس ، كيف وجدت نفسي على لائحة 65 ، لأنني لست الإسلامية ، أو الشيوعية . وأنا أعلم أنني لست الوحيدة.هذا كيف "وضعوك في الخطاء ". اشعر بخيبة أمل , لأنني كنت جبانة لأنني لم أقل:" لا ، أنا ضد لولاية خامسة. كفى". في ذلك اليوم, فقدت احترام نفسي كفنانة وباعتباري امرأة قانون خانت الدستور . لماذا لم أتكلم في وقت سابق؟ كنت جبانة. ودماء الشهداء ذكرني ذلك وآمل يوما ما سوف يغفر لي. وفقدت الآلاف من التونسيين احترام أنفسهم مثلي خلال 23 السنة. الخوف ، سيدي الرئيس ، كنت على وشك أن ترى اليوم ما يمكن أن يولد. وقد زينت لك 2 مرات. من دون ي محادثة خاصة معك ، ولا أي طلب صالح الشخصية . كنت دائما محايدة و بعيدة عن أي اتجاه سياسي. معتقدة بصدق أن هذه الزينة كانت مستحقة بكوني ممثلة للجمهورية التونسية في العالم العربي. كان يستحق أن يكون ممثلا للجمهورية التونسية في العالم العربي. كنت ساذجة ,و دفعت بكرامتي واحترامي لنفسي . أمس ، في خطابكم ، لقد رفضت في عام 2014 نيابة عنك بشكر تلك التي طلبتها منك , لا شكر لي فأنا لم أطلبها منكم .