بيت العيلة اسم كل ما تسمعه تحس بقشعريرة غريبة تجتاحك، وأحيانا تلاقى نفسك بتشم رائحة معينة، وكأن أنفك ليها ذاكرتها الخاصة المرتبطة بالكلمة دي، وبالنسبة لي، المسمى ده بيقلّب عليا المواجع؛ لأني ماحستش بقيمته غير لما ضاع، واسمحوا لي أستخدم صفة الضياع لأنه للأسف تحول لأطلال! المكان اللي كان بيجمعنا كلنا سواء في الأيام العادية أو في الأعياد وشهر رمضان، وما أنكرش إن زمان وفى بعض الأحيان، موضوع مرواحي هناك ده كان حاجة بتزعجني، وممكن أخترع حوارات عشان ما أروحش، لكن أنا برضه كانت ليا أسبابي، أهمها إني كنت بتخنق من جدتي، يمكن لأنها كانت من الشخصيات الشديدة جدا، واللي مش بتسكت على الغلط، حتى ولو كان بسيط، ولازم تلاقي العقاب أو على الأقل يبقى فيه تعليق، بس بصراحة ماكانش بيكون فيه أي تعليق، وإنما كلام جامد حبتين، وده كله كان بيولّد عندي إحساس بالضيق، كعادة الأطفال اللي مابيحبوش حد يقول لهم لأ! الغريب إني على الرغم من عدم وجودها على قيد الحياة، أدركت حبها أكتر لما كبرت، يمكن لاني عرفت إن عقابها وتعليقاتها ساهمت كتير في تكوين شخصيتي ومنحي القدرة على التمييز بين الصح والغلط. أو يمكن تكون دي صفة مرتبطة بينا كبشر، إننا ما بنقدّرش قيمة الحاجة إلا لما بتضيع! عشان كده الحب ده ممزوج بالندم الدائم؛ لأني ما كنتش أتخيل إني هفتقد المكان اللي كنت بحاول أهرب منه لما كان بيت، ودلوقتى بهرب ليه حتى وهو أطلال! لذلك أنا بعتذر لأني أشرت في البداية إن البيت هو اللي كان بيجمعنا، وأغفلت إنها هي اللي كانت بتعمل ده، وبالتالي يبقى هي اللي أعطت للمكان قيمته مش العكس. وبقدم اعتذاري مرة تانية؟، لأني في يوم من الأيام، اعتبرت وجود شخص في حياتى شيء مسلم بيه، وكسّلت أعبّر له عن حبي، ونسيت إنه هيجى يوم.. يبقى آخر يوم أشوفه فيه!! كلمتنا – نوفمبر 2010