الامهات سبب ازمة التحرير

إذا أردت أن تعرف نبض الشارع المصري، فعليك بمترو الأنفاق، وابتعد عن الفيس بوك وتويتر وتسجيلات اليوتيوب وبرامج التوك شو على الفضائيات، والصحف الحكومية والمستقلة .. انسف علاقتك بميدان التحرير أو بالمجلس العسكري، لا تجادل أحدا في رأيه حول ما تشهده مصر حاليا، لا تستمع إلى آراء الخبراء والمحللين الاستراتيجيين، يمكنك أن تجد الحل بتذكرة صفراء قيمتها جنيه واحد فقط لا غير.
حوار لمدة 10 دقائق تقريبا يلخص الحالة في مصر .. يبدأ الحوار بين رجلين يجلسان أمام بعضهما البعض في إحدى عربات المترو .. يبدو أنهما في العقد الخامس من العمر.. الكلمة الأولى طبعا للتحرير وما يحدث في التحرير.
ينفع كدة ؟َ!
يبدأ أحدهما قائلاً: يرضيك يا أستاذ اللي بيحصل ده؟!! عيال عمالة تحرق في البلد ومحدش عارف يلمها.. أنا بنتي كانت رايحة مجمع التحرير علشان تطلع ورق من هناك فوجئت بوجود شباب بيبيع الأقراص المخدرة عيني عينك.
يرد الرجل الآخر بقوله: تصدق حضرتك.. بنتي كانت راكبة المترو وفوجئت بشابة تحمل في يدها 50 جنيها وتعرض على فتيات أن يخرجن إلى ميدان التحرير ويتم تصويرهن على الرصيف وقالت لهن إن المبلغ يمكن أن يصل إلى 100 جنيه مقابل تلك المهمة.
بيت بدون أم
ويبتعد الحوار في الابتعاد عن الجانب السياسي، فيقول الأول: وفين دور البيت هنا يا أستاذنا.. البيت هو الأساس.. فين الأمهات.. المشكلة إن الستات خرجوا يشتغلوا والرجالة مش لاقية شغل.. لو حضرتك دخلت أي مصلحة حكومية أو شركة تلاقي الستات غالبية.. وبعدين الشباب يقول مش لاقيين شغل.
يوافقه الثاني على كلامه ويقول له: عندك حق فعلا.. بس المشكلة في ظروف الحياة التي أجبرت النساء على العمل من أجل مساعدة الرجال.
يعود الرجل الأول ويقول: لا طبعا.. الست مكانها البيت.. لو الستات قعدوا في البيوت يربوا العيال هيكون الولاد صالحين.. والعكس صحيح.. المشكلة إن المعادلة اتقلبت دلوقتي.. لو البيت كويس كلنا هنبقى كويسين، غير كده مفيش فايدة.. يا أستاذ.