انتخابات نقابة الصحفيين تختلف عن اى انتخابات اخرى سواء نقابية او غير نقابية ، فهى تجمع قادة الفكر والرأى ، بصرف النظر عن توجهاتهم ، فالجميع يجب ان يخلع رداء الحزبية عند دخوله مبنى النقابة فالتحزب بقدر ما هو مطلوب فى العمل السياسى بقدر ما يجب علينا انتزاعه من عملنا الصحفى لأنه سيؤثر بلا شك على الموضوعية المطلوبه ، ولابد ان نلاحظ ان القوانين الاخيره والتى اطلقت حرية انشاء الاحزاب السيا...سية ستطلق طبقاً للقانون الحالى امكانية صدور صحف من تلك الاحزاب وقيد من يعملون فى هذه الصحف بالنقابة وبذلك سيزداد عدد الصحفيين العاملين بالصحف الحزبية ، وهذا هو سبب ما نطالب به من ان يكون اختيارنا لأعضاء مجلس الادارة قائم على عمل نقابى لا حزبى او سياسى . شىء اخر تتميز به الصحافة وهو العقلانية وزيادة الوعى ونضج الفكر الامر الذى يدعونا الى تحديد الاهداف التى نسعى اليها وتحديد الوسائل التى يجب انتهاجها لتحقيق هذه الاهداف ، حتى نحصل على حقوقنا التى ضاعت لسنوات طويلة ، لأن ارتفاع الاصوات وتداخلها والتعند فى الرأى لن يجدى فى حل مشاكلنا ، واذا ضاعت فرصتنا الحالية فى تغيير قوانيين الصحافة فلن تتغير مستقبلاً ، فلابد من ان تكون النقابة ملاذ امن لكل صحفى ، بمعنى قدرتها على حمايته ووجود اليات حقيقية لمحاسبة القيادات الصحفية ، وعدم ترك الصحفى يجابه مصيره بمفرده ، وبناء على ذلك يجب ان يكون للنقابة سلطات قادرة على الوقوف فى وجه المسؤولين ، ولابد من تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية بكافة ما تشمله هذه العبارة من معانى . قدرة النقابة على اتخاذ قرارات من خلال اليات فعالة سيتيح لها الحصول على 15% دمغة وعلى 1% من الاعلانات مما سيساعد على تجاوز الازمات المالية التى تتعرض لها النقابة ويتعرض لها الصحفيين ، مشكلتنا فى افكار واشخاص قادرين ومصممين على تنفيذ هذه الافكار وبشكل سريع ، فليس من المعقول ان نتعامل بقوانين منذ عشرات السنيين ونحن نعمل فى مهنة متجددة فى كل لحظة من حيث مضمونها او وسائلها ، ليس من المنطقى بعد ان كان دخل الصحفى هو الثالث على مستوى الاجور ان يصل لمرتبة الثلاثين على مستوى الاجور ، المشكلة صعبة وسهلة فى ذات الوقت بمعنى السهل الممتنع ، يمكن تحقيقها ويمكن مرور فترة مجلس الادارة القادم دون تحقيق تقدم فى هذا الشأن . اننا نطالب بنقابة مهنية وخدمية يمكنها ان تدافع عن حقوق الصحفى وترفع من كفائته المهنية وتساعده على اداء عمله بتوفير الحصانه المطلوبه له ، ومساعدته على العيش بكرامه من خلال زيادة البدل بشكل دورى بما يتناسب مع اعباء المهنة ومتطلبات الحياة ، لابد ان نتمسك بتحقيق افكارنا ومطالبنا واحلامنا ، لابد ان نرسم مستقبل شباب الصحفيين ، والا ننتزع حقوق شيوخ المهنة التى تهدر كرامتهم بعد وصولهم لسن المعاش لتطلق عليهم رصاصة الرحمة ويتم نقلهم لجدول غير المشتغليين ، اننا فى تحدى كبير وكلنا لابد ان نشارك فيه ، واقل مشاركة هو ان تكتمل الجمعية العمومية لإنتخاب مجلس يستطيع القيام بهذا الدور ، يلى ذلك اجتماع لجمعية عمومية لتغيير القوانيين والوائح بما يتماشى مع مكانة نقابة الصحفيين بعد ثورة 25 يناير . اننى اؤمن ومن خلال معرفتى بالزملاء ان لدينا عقول واعية ولدينا افكار ، لنساعد بعضنا البعض فى تنفيذها ، اذا لم نتحرك فلننتظر الاسواء ولن نكون مشاركين فيه بل سيفرض علينا ، لماذا لا نقوم بالفعل وننتظر حتى نقوم برد الفعل ، خصوصاً وان امامنا تحديات سواء بالنسبة للصحف القومية وسياستها التحريرية وملكيتها ، والعلاقة بين الصحف الحزبية والمستقلة والدولة والعلاقة بين الصحافة ورأس المال وبين رؤساء الصحف الخاصة والصحفيين ، تحديات وسائل لها دور اعلامى برزت وكان لها دور فى الثورة مثل الفيس بوك واليوتيوب والتويتر او فيما يتعلق بالغاء المجلس الاعلى للصحافة والرقابة على المطبوعات وقيام النقابه بدورهما وبحث امكانية اعداد تشريع خاص للصحفيين يحرر الاجراءات القضائية من غياب أى دور للنقابة ويجعل النقابة طرفاً فاعلاً فى اى اجراء قضائى ، ويسمح للنقابة بمسألة المؤسسات الصحفية فى حالة مخالفتها لقرارات النقابة فيما يتعلق بمصالح الصحفيين ومهنة الصحافة واعداد لائحة نموذجية جديدة للمؤسسات الصحفية تتضمن حقوق الصحفى وواجباته واليات الثواب والعقاب وحد ادنى مناسب للمرتبات ، وان تتضمن اللائحة معايير واضحة للترقى وان تقوم روحها على ديمقراطية الادارة الصحفية ، وانتخابات رؤساء مجلس الادارة والتحرير وقصر فترة رئيس التحرير على عامين يمكن تجديدها لعامين اخرين . اعتقد ان المطالبة بمنهج عقلانى نحتاجه فى هذه المرحلة ، لقد انتهى وقت الشعارات ، ولابد من عمل جماعى يحقق للزملاء ما يحتاجون اليه من تطلعات ، فلنعمل ايها الزملاء لنقابة قوية ، لأن مشاركتنا فى تحقيق اهدافنا التى نسعى لتحقيقها هى جزء من بناء المجتمع ، فمجتمع بدون صحافة حرة يكون مجتمع فاقد للحرية والديمقراطية ، مجتمع يفتقد لأدنى معايير المدنية ، ولا يمكن ان تتحقق مطالب الثورة دون صحافة قادرة على القيام بدورها الحقيقى ، او مايمكن ان نطلق عليه ثورة الصحافة .