هل مات العقيد معمر القذافي حقا متأثرا بجروح كان قد أصيب بها عقب محاولة فاشلة للخروج من المدينة التى هوت سريعا بقبضة ثوار المجلس الانتقالي وفقا لرواية الثوار؟! أم أن الخبر كان قد سبقه عملية اعدام فوري للعقيد الهارب جرت في شوارع حي الدولار بسرت؟! تساؤلات عدة تلقي بظلالها علي نهاية دامية لبزوغ وبداية كانتا قد بدأوا قبل أثنين وأربعون عاما من الحكم السلطوي المفرد سيناريوهان ونتيجة واحدة سواء قتل الرجل متأثرا بجروح أو تم اعدامه عقب القبض عليه مباشرة فالقذافي أضحي جثة هامدة لايمكنها الأن تقديم تفسير عما جري في الساعات الأخيرة وبأي شكل جاءت النهاية في البداية كان المجلس الانتقالي الليبي قد أعلن عن القاء القبض علي شخصية هامة وذات ثقل في النظام البائد وذلك في مدينة سرت وسرعان ماتسربت الأنباء كاشفة الغطاء عن تلك الشخصية انه واحد من اثنين العقيد القذافي أو وزير دفاعه أبو بكر يونس هذا لأن المقاومة الشرسة التى أبدتها الكتائب الموالية للقذافي في الحي الثانى وحي الدولار في سرت تنبيء عن كون الشخص الذي يقف وراء تخطيط كهذا شخص بلا شك ذا ثقل وقيمة عسكرية ولوجستية عقب اعلان المجلس الانتقالي بدت الصورة تتضح شيئا فشيئا ويتكشف عنها غيوما اذ بدأت المؤشرات الأولية تشيرالي شخص القذافي وسط أنباء متضاربة بالقتل أو بالاعتقال حيث أعلن تلفزيون بي بي سي العربية في تمام الساعة الثانية ظهرالخميس الموافق 20 أكتوبر 2011م أنه ثمة تضارب في الأنباء حول مقتل القذافي أو اعتقاله في سرت ثم سرعان ما تطورت الأنباء سريعا لتكشف حسب وكالة رويترز أنه تم اعتقاله ولكنه مصابا في ساقيه ولم يؤكد أو ينفي النبأ المتحدث الاعلامي باسم المجلس الأنتقالي ثم كشفت وكالة الأنباء الفرنسية عن صورة ضعيفة فنيا مقتطعة من مادة فيلمية لم تعرض كفيديو وملتقطة علي مايبدو من كاميرا للهاتف النقال رديء الحال تظهر جثة العقيد القذافي عند الدقيقة 1:08 ملطخة بالدماء! ثم تم تأكيد الخبربمقتل القذافي من المسئول العسكري للمجلس عبدالحكيم بلحاج وهو شخص له تواصل واتصال بجبهة القتال في سرت بدا جليا لأصحاب القراءات العسكرية من المحللين والمهتمين بالشأن العسكري وحرب العصابات أنه ربما تكون عناصر قوات المجلس الانتقالي من المدنيين المسلحين والذين لم يتلقي معظمهم تدريبا عسكريا نظاميا في يوم من الايام مما يصعب عملية انصياعهم للقرارات والأوامر والتنسيق بين تحركاتهم قد قاموا بالقاء القبض علي معمر القذافي ومن ثم اعدامه في الشارع! لاسيما وأنهم جاؤا من مناطق عدة من أرجاء ليبيا وكل منهم يحمل ثأرا ضد النظام مما قد يدفعهم مثلا الي سحله في الشوارع واعدامة دون النظر لأي اعتبارات ذات قيمة عسكرية كالقاء القبض عليه حيا كان هذا واضحا لكاميرات وسائل الاعلام المختلفة التى كانت شاهدا علي تشفي البعض من هؤلاء الثوار من شخص العقيد المتمثلة في البصق علي صورة ووطأ تماثيله بالأقدام وطعنها بالسكاكين مما قد يعطي انطباعا عما بداخلهم من كراهية لشخص القذافي ويدفعهم ذلك لتعذيبه بل واعدامة في الشارع بدلا من تسليمة والا فلماذا لم يعرض الفيديو وأكتفوا بصورة منه في الدقيقة 1:08 هكذا طويت أخر صفحات ذلك الطاغية في سرت التى منها صعد ومنها سقط أيضا بقلم / محمد الدعدع