شهدت خدمات المحمول ارتباكًا نسبيًا منذ مساء الأربعاء نتيجة لقرار تعديل الأرقام الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الثالثة من فجر الخميس، لكن الشركات استبقت الموعد المحدد سلفًا وبدأت في التنفيذ منذ مساء الأربعاء. وفشل عدد من عملاء المحمول في إتمام عملية إضافة رقم على أكواد الخطوط المملوكة لهم، ورصد عدد من مستخدمي المحمول بعض المشكلات في إرسال الرسائل النصية فيما بين الشبكات الثلاث، حيث فشلت محاولات إرسال تلك الرسائل في بعض الأحيان بينما تأخرت في الوصول في أحيان أخرى. ولم يتلق عدد كبير من المشتركين أي رسائل نصية توضح لهم كيفية تعديل الأرقام المخزنة على ذاكرة هواتفهم، رغم أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أكد أن الشركات ملتزمة بإرسال تلك الرسائل بدءًا من الخميس. وعلى الرغم من نجاح الشركات في توفير حلول نسبية لمشكلة هواتف «آي فون» الذي يفرض بعض القيود على قبول برامج غير معتمدة من الشركة الأم، إلا أن البرامج التى تم توفيرها لم تحقق النجاح الكامل في إتمام تلك المهمة. وقال مستخدمون لهاتف «آي فون» تمكنوا من تعديل الأرقام المسجلة على هواتفهم إنه على الرغم من نجاحهم في ذلك إلا أنه في حال تلقى بعض الاتصالات يظهر رقم المتصل على شاشة الهاتف دون أن يظهر اسم المتصل المسجل دون سبب واضح، وهى المشكلة التى ظهرت أيضا في أنواع أخرى. وقالت شركة «اتصالات» على موقعها الإلكتروني إنها ستوفر برنامجًا مخصصًا لمستخدمي «آي فون» فى وقت لاحق إلا أنه كان من الملاحظ أن البرنامج الذي وفرته شركة فودافون لعملاء «آي فون» مكن مستخدمي الجهاز من مشتركي «اتصالات» و«موبينيل» من استخدامه في تعديل الأرقام على أجهزتهم. وخصصت شركات المحمول الثلاث أرقامًا مختصرة يتم الاتصال بها أو إرسال رسائل نصية فارغة لها كي يتمكنوا من تلقى رسائل تحتوي على الطريقة المعتمدة لتعديل الأرقام المخزنة على الهواتف حيث خصصت شركة «فودافون» الرقم (*5030*#2) فيما خصصت «موبينيل» الرقم (1717) بينما خصصت اتصالات الرقم (1111). وأوضحت الشركات أنه في حال عجز المشترك عن تنفيذ ذلك بنفسه فعليه التوجه لأقرب مركز لخدمة العملاء أو الاتصال بهذه المراكز. وعلى الرغم من ذلك، فإن عددًا كبيرًا من مستخدمي المحمول الذين اتبعوا تعليمات الشركات لم يحصلوا على أي رد بعد الاتصال بالأرقام المختصرة أو إرسال رسائل نصية لها وفق النظام المتبع لكل شركة، وبالتالي لم يتمكنوا من تعديل أرقام جهات الاتصال المخزنة على هواتفهم. وبررت شركات المحمول أسباب عدم تمكن بعض المشتركين من استخدام الوسائل المتاحة لتعديل الأرقام بالضغط الشديد الذي تعرضت له تلك الأنظمة بسبب تدافع العملاء على استخدامها لتعديل أرقامهم. وأقر المهندس خالد حجازي، المدير العام للعلاقات الحكومية بشركة فودافون، بوجود مشكلات فنية تعترض عمليات تحويل الأرقام، لكنه نصح المستخدمين بعدم التعجل في تعديل الأرقام لديهم خاصة أن الاتصالات المتبادلة بين المشتركين سوف تتم بشكل طبيعي سواء تم ذلك وفق خطة الترقيم الجديدة أو القديمة لمدة أربع أشهر. وأضاف أنه من المتوقع أن يستمر هذا الارتباك لمدة 48 ساعة «وهذا أمر طبيعي لأن التجارب التى سبقت التنفيذ الفعلي للقرار تمت على عدد محدود من الأرقام لكنها لم تتم على هذا المستوى الواسع الذي حدث الأربعاء». في غضون ذلك، نجح عدد من المبرمجين والنشطاء على الإنترنت في توفير برامج لأداء هذا المهمة سواء من خلال تثبيتها على الكمبيوتر ثم تعديل جهات الاتصال بعد نقلها من الهاتف إلى الحاسب أو من خلال تثبيتها مباشرة على الهواتف لأداء نفس المهمة. كما تمكن عدد من مستخدمي الهواتف الصينية من تثبيت برامج لتعديل الأرقام لكن بعض هذه الأجهزة لم يتمكن من ذلك نتيجة عدم قدرته على التعامل مع تطبيقات الإنترنت أو لأسباب فنية أخرى خاصة أن أغلب هذه الأجهزة غير معتمدة لدى جهاز تنظيم الاتصالات. وحذر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات مستخدمي الهواتف من تثبيت برامج مجهولة المصدر على هواتفهم حتى لا تتسبب لهم في مشكلات مستقبلية، خاصة أن بعضها قد يحتوى على فيروسات قد تصيب الأجهزة بالشلل أو قد تتسبب في إصابة نظام الهاتف بخلل ما.