فيما تباينت ردود الفعل على الزيارة التى أجراها المشير محمد حسين طنطاوى، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلى منطقة وسط القاهرة، مساء أمس الأول، كشف مصدر عسكرى مسئول عن أن الزيارة «ليست الأولى من نوعها»، مؤكدا أنه «زار هذه المنطقة وميدان التحرير أكثر من مرة بالزى المدنى، لتفقد أحوال الناس بشخصه، دون أن يعرفه أحد ممن حوله». المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه قال فى تصريحات خاصة ل«الشروق»: كل المحيطين بالمشير طنطاوى فوجئوا بزيارته بمفرده دون طاقم الحراسة أو أي إجراءات أمنية»، وأضاف: «علمنا بهذه الزيارة من خلال وسائل الإعلام التى بثت مقاطع فيديو مسجلة على هواتف محمولة لأشخاص شاهدوه بأنفسهم خلال الزيارة المفاجئة». ونفى المصدر ما تردد حول «تقديم طنطاوى لنفسه كمرشح عسكرى لرئاسة الجمهورية بدعوى أنه ارتدى زيا مدنيا»، وقال: «ماحدش يعرف طبيعة شخصية طنطاوى، المشير عمره ما هيمسك رئاسة البلد دى، ولو كان فى باله الموضوع ده كان وافق على عرض الرئيس السابق حسنى مبارك بتولى منصب نائب الرئيس قبل الثورة بكثير وبعد الثورة أيضا». فى غضون ذلك أثارت الجولة العديد من الشكوك والآراء المتناقضة بين خبراء ومحللين، ففيما رأى البعض فى الظهور المفاجئ للمشير «دلالات على رغبة العسكريين فى الاستمرار فى الحياة السياسية» ذهب فريق آخر إلى أن «الجولة عادية، ويسعى المشير من خلالها إلى التواصل المباشر مع الشارع». بينما تحفظ نشطاء على الزيارة، معربين عن تشككهم فى أن تكون «نابعة من رغبته فى خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة»، فيما رأى آخرون أنها «محاولة لمحو الصورة السلبية التى انطبعت فى الأذهان عقب شهادته فى محاكمة مبارك». وفى الوقت الذى قال فيه الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن الجولة «تحمل إشارة واضحة لأفكار موجودة لدى المجلس العسكرى بدخول الحياة المدنية، ومؤشرا على وجود تفكير ما بالاستمرار فى الحياة السياسية». استبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة، «وجود أى مؤشرات سياسية لجولة طنطاوى»، وقال: «أعتقد أنها بلا دلالات خصوصا أن المشير لم يكن مصحوبا بكاميرات تليفزيونية، والمصورون كانوا من المارة والصحفيين الذين وجدوا فى المنطقة بالصدفة».