بأي حق قرروا إن عائشة بنته الصغيرة ما يكونش لأبوها قبر تروح تزوره؟ بأي حق قرروا يحرموا أبوه وأمه من إنهم ينظروا له نظرة الوداع؟ بهذه الكلمات نطق إسلام أخو إسماعيل مرزوق، الشهيد الذي مات غرقا ولم يعره أحد انتباها ولا قولا ولا فعلا، فلا الحديث ولا البكاء ولا حتى الصراخ يكفي لوصف الظلم الذي وقع في حادثة الشهيد إسماعيل مرزوق، الغواص المصري الذي غرق في منطقة أبو الكيزان بمرسى علم، في أثناء مشاركته في رحلة غطس مع فوج سياحي . وعندما علم أهل الشهيد إسماعيل بغرقه، تتبعوا أوراق الحادثة ما بين محاضر الشرطة والأوراق الرسمية من الشركة التي يعمل لديها، وهي شركة "بلو تو أو"، حيث كتب في التقرير أن سبب الغرق كان التشنجات العصبية التي من الممكن أن يتعرض لها الغواص تحت أعماق البحر! ولكن هناك حقيقة أخرى يرويها ويؤكدها الغواص "أحمد حمدي"، زميل الفقيد، وهي أن هناك مخالفات عدة أدت لوفاة إسماعيل وغرقه، ومن ضمنها مثلا: أن الحد الأقصى للغطس تحت الماء هو عشرون مترا، في حين أن إسماعيل كان على عمق ستين مترا تقريبا، مما يسبب تسمم في الأوكسجين، وزيادة النيتروجين في الدم، وبالتالي للوفاة، كما أن الحد الأقصى لمرافقة أي غواص أيضا لا يزيد على أربعة سائحين فقط لا غير، في حين أنه رافق 12 سائحا، مما يشكل عبئا غير طبيعي على الغواص، بالإضافة إلى أن المركب مرخصة كمركب للسفاري وليس للغطس، فليس بها الاستعدادات الكافية ولوازم الغطس الآمنة! وكل هذه الأوراق التي تثبت صحة كلام حمدي زميل الشهيد، اختفت تماما من مكاتب الشركة، ورفض "نيثان تايلور" صاحب الشركة التعليق أو الحديث لأي كائن من كان، حتى انتهاء التحقيقات! الفاجعة الكبرى التي اكتشفتها أسرة الشهيد أن الشركة كانت على علم بمكان غرقه، ولكنهم تركوا جثمانه تحت البحر، وقالوا إنهم لا يعلمون أين غرق!! إسماعيل حمدي مرزوق، الذي شهدت له عدة مراكز غطس دولية أنه من أمهر الغطاسين في مصر، واحد من مئات الشباب المصريين الذين يموتون كل يوم، في مقابل دخول الاستثمارات الأجنبية للبلد، ولا أحد يعلم عنهم شيئا سوى عائلاتهم الصغيرة، وطفلة إسماعيل التي تنتظر أخاها دون أب! وكرر الغواصون وقفاتهم الاحتجاجية أمام نقابتهم بالغردقة، اعتراضا على ما حدث للشهيد، وما يحدث لبقية الغواصين، لكن ما من مجيب حتى الآن! وختاما يقول إسلام مرزوق أخو الشهيد: "إسماعيل بالنسبة لي مات مرتين، مرة يوم 2/8/2011 لما بلغوني بوفاته، وفقدان جثمانه، والمرة الثانية والأصعب والأمرّ لما عرفت إن مكانه كان معلوما ومحددا ومعروفا، ولكنهم تعمدوا تركه تحت الماء ولم يخبرونا عن مكانه، فبأي حق تقرر الشركة نيابة عني، وعن أبيه، وعن أمه، وأخته، وكل عائلته، أن يكون قبره البحر!" ويطلب إسلام أن نكتب هذا الكلام كما قاله بالحرف الواحد ليه حرموني أشوفه واحضنه وأبوسه البوسة الأخيرة، وأكرّمه بدفنه؟ ليه الإنسان ممكن يعمل كده في أخوه الإنسان؟ ليه تعاملوا مع إسماعيل وأهله بكل هذا الظلم واللاآدمية؟ هل يستحق إسماعيل -أو أي إنسان آخر- أن ينال هذه المعاملة؟ لماذا تعمدوا إخفاء جثمان إسماعيل؟ هو إسماعيل مش إنسان؟ هل يقبل أي دين بذلك؟ هل تقبل مبادئ الإنسانية بذلك؟ كذبوا علينا، وكذبوا على الجهات المسئولة، وكذبوا على السائحين، وكذبوا على أنفسهم عندما ظنوا أن هذه الحقائق لن تظهر، ألا يعلمون أن الحق دائما ظاهر لا محالة؟ حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل. تساؤلات إسلام تحتاج إلى من يرد عليها ليبرد ناره هو أسرته.. ونحن نطلب الرد عليها من شركة "بلو تو أو" إذا كانت تريد الإجابة وتوضيح الموقف .