..... ها هو أتى الآن لكنى لن أهرب ككل يوم ، ككل ميعاد ولن أدعه يرحل بدون مواجهه فوقفت له وقلت : " ماذا تظن نفسك فاعل بى ؟ هل تظن انك تخيفنى ؟ لن أخاف فانك سترحل بعد لحظات وما أصعب لحظاتك ! فلا تمر كأى لحظات .... ويا لرؤيتك ! هى حقا تخيفنى تملىء قلبى بكأبة ، تملىء عينى دموع وأحزان . يا ليتنى أستطيع أن أطوى مواعيدك من حياتى . لكن الى متى سأختبىء منك ؟ فقل لى لماذا تفعل بى هذا ؟ لماذا بك أرى الدنيا ظلاما ، لماذا أتذكر كل ما هو سىء عندما أراك ؟ عندما تأتى لا أشعر بالأمان وأود الاختباء منك كأنك ستقتلنى . يقولون عنك أقاويل ويتحدثون عنك بأشياء لا أعرفها عنك ينتظرونك لكى تأتى فيشعرون بما لم أشعر به يوم ..... يا ليتنى أرى ما يرون وأشعر بما يشعرون عسى أن ترحل رهبتى منك.” وككل ميعاد سيرحل بدون أن ينطق ... ولكن قبل أن يرحل أود أن أقول له شيئا أخيرا : "أيها الغروب لا أملك كلاما يصف احساسى ولا أملك همسا يصف مدى وحدتى فى لقائك ، لماذا لا يشعر الناس بما أشعر ؟ الوحدة ، الغربة ، البكاء .... كل هذا أشعر به فى لحظاتك المعدودة . أدعو الله أن يزيل هذا الخوف من مواجهتك وهذا الشعور الذى أراه فى مرأتى ، أشعر به متربعا فى قلبى . متحركا فى عروقى . " وها هو يرحل الآن ولكن ليس ككل رحيل ، فلأول مرة أواجهه ولأول مرة أتحدث معه ولكن لا أعلم ماذا سيحدث غدا وبماذا سأشعر ؟ فياليتنى أفهم أنه ليس سوى غروب فى دنيا ليست سوى دنيا . وقد أتى غدا وأتى معه حبيبى وقال لى هيا لنخرج ونستمتع بوقت الغروب ولأول مرة أجلس وأنتظر الغروب وأرى الأحباب والأصحاب والعائلات ينتظرون فوق الجبل وقد أتت لحظة الغروب وأتت معها الوحدة والغربة والحزن رغم جلوسى مع حبيبى وعلمت حين رأيت الفرحة على وجهه أنه كان ينتظر مجىء الغروب لكنى كنت أنتظر رحيل الغروب ..... لكن لايهم فكلانا منتظران . فاليك أيها المنتظر يجب أن تعلم ماذا تنتظر وتتمتع بانتظاره ولايهم ماذا ينتظرون الأخرون فالعالم كله منتظر .