أتوجه بالتحية والتقدير للمشاركين فى المظاهرات السلمية أمس بميدان التحرير وميادين الثورة فى محافظات مصر تحت شعار (تصحيح مسار الثورة) الذين أكدوا مجددا على استمرار ثورتنا وأن الشعب المصرى وشبابه وقواه الوطنية والاجتماعية سيواصلون مسيرة الثورة حتى تحقق أهدافها فى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية لكل الم...صريين . إن المطالب التى رفعها الثوار أمس هى تعبير حقيقى عن ضرورة تصحيح مسار الثورة حتى تنجح فى استكمال مسيرتها بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين فورا ، وتعديل قانون الانتخابات البرلمانية بما يحقق إرادة القوى الوطنية ومطالبها لضمان إنتخابات جادة نزيهة تفرز برلمان منتخب من المصريين ليعبر عن قوى الثورة وشركائها ، وعودة الأمن للشارع المصرى لحماية المواطن لا لقمعه وترهيبه وأن تكون على رأس أولوياته مواجهة حاسمة مع ظاهرة البلطجة التى تروع المصريين ، والإستجابة لمطالب المصريين فى توفير حياة كريمة وضمان حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وأولها الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور ، فضلا عن اعلان جدول زمنى محدد وواضح لإنهاء المرحلة الانتقالية وتنفيذ تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بنقل السلطة لجهات منتخبة من الشعب المصرى وهو ما يستدعى تحديد توقيتات إجراء الإنتخابات البرلمانية وإعداد الدستور الجديد وإجراء الإنتخابات الرئاسية . وإذ ندعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة الحالية لتحمل مسئولياتهم فى الاستجابة للمطالب المشروعة للثوار والمتظاهرين ، فإننى أيضا أدعوهم للتجاوب مع الإرادة الشعبية وغضبها المشروع ضد الكيان الصهيونى وسفارته على أرض مصر نتيجة إنتهاك الصهاينة لكرامة مصر وحدودها ودماء جنودها ، كما أؤكد الرفض الكامل لأى ضغوط أو تدخلات خارجية - لم نشهد مثلها فى واقعة الاعتداء الصهيونى على جنودنا على الحدود - قد تدفع لموقف مغاير أو مضاد للمطالبات الشعبية بموقف مصرى رسمى وإجراءات جادة ضد ممارسات الكيان الصهيونى . إن ثورة مصر التى بدأت فى 25 يناير وأكدت تحضرها ورقيها وإبداعها طوال الشهور الماضية ستستمر فى الحفاظ على طابعها السلمى وهى مسئولية مشتركة بيننا جميعا جيشا وحكومة وثوارا وشعبا ، لذا فإننى أؤكد رفضى لأى تجاوز للطابع السلمى للثورة وإدانتى لأى عنف متعمد يشوه صورة ثورتنا العظيمة سواء كان ذلك العنف تعبيرا عن مخططات لفلول مضادة للثورة أو مراهقة سياسية غير مسئولة أو عنف أمنى تجاه المتظاهرين سلميا ، كما أعرب عن رفضى لأى تحريض غير مسئول ضد المنشآت والمبانى والمؤسسات المصرية بما فيها وزارة الداخلية ومديريات الأمن وأقسام الشرطة .. إن هذه الممارسات تمثل إساءة للثورة وتشويه للثوار وبقدر ما كان حضور الجماهير فى ميادين التحرير تصحيحا لمسار الثورة فإن هذا العنف ضد مقار الشرطة هو إنحراف بالثورة عن مسارها .. وأدعو الحكومة المصرية للبدء فورا فى مراجعة جادة لسياسات الداخلية وأجهزة الأمن وتطهير صفوفها وإعادة هيكلتها بما يضمن عودة العلاقة الطبيعية بين الشرطة والشعب فى هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر والثورة ، كما أدعو كل قوى الثورة لإحكام أدائها لدورها الشعبى بما يقترب من جماهير الشعب المصرى ومطالبها وفرز صفوف الثورة بما يحميها ممن يشوهونها أمام الشعب المصرى والحفاظ على طابعها السلمى الحضارى . تحيا مصر .. تحيا الثورة .. والنصر لإرادة الشعب القائد المعلم . حمدين صباحى 10 سبتمبر 2011