اعلن حلف شمال الاطلسي الجمعة رسميا عن انتهاء مهمته التي دامت سبعة اشهر في ليبيا رغم دعوة الحكام الجدد في طرابلس لاستمرار الدوريات الجوية حتى نهاية العام. وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن ان "مجلس الحلف الاطلسي اكد القرار الذي اتخذ قبل اسبوع. العملية ستنتهي في 31 تشرين الاول/اكتوبر". ومجلس الحلف هو الهيئة الادارية للحلف التي وسعت لتضم ممثلي خمس دول غير اعضاء. واضاف ان "مهمتنا العسكرية انتهت"، مؤكدا ان الحلف "انجز التفويض التاريخي للامم المتحدة بحماية الشعب الليبي". وعبر عن ارتياحه لان عملية "الحامي الموحد" هي "واحدة من انجح العمليات في تاريخ حلف شمال الاطلسي"، مؤكدا في الوقت نفسه ان "النصر حققه الشعب الليبي". لكن راسموسن رأى انه ما زال على الليبيين "القيام بعمل كبير لبناء ليبيا جديدة على اساس المصالحة وحقوق الانسان ودولة القانون". واضاف ان "الشعب الليبي يمكنه ان يتولى بنفسه امر مستقبله وامنه". ومن المتوقع ان تحلق طائرات التحالف للمرة الاخيرة الاثنين في اجواء ليبيا بعد قيامها باكثر من 26 الف طلعة جوية وبعد ان قصفت زهاء ستة الاف هدف في عملية ساعدت القوات الهشة للمتمردين على الاطاحة بمعمر القذافي الذي حكم البلاد 42 عاما. وخفف قرار مجلس الامن رقم 2016 من حظر السلاح وامر بانهاء التفويض بفرض منطقة حظر للطيران والتي جاءت لحماية المدنيين بدءا من الحادية عشرة و59 دقيقة مساء بالتوقيت الليبي (21,59 تغ) في الحادي والثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر. وكانت هذه العملية ادت الى انقسامات داخل الاممالمتحدة حيث اتهمت روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا الحلف الاطلسي بتجاوز التفويض الممنوح له. من جانبه صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان قرار الاممالمتحدة اظهر ان ليبيا دخلت "مرحلة جديدة" غير ان زعيمها الانتقالي مصطفى عبد الجليل حذر الاربعاء من ان الموالين للقذافي مازالوا يشكلون تهديدا. وتعززت مخاوف عبد الجليل بما تردد من ان رئيس الاستخبارات السابق لنظام القذافي عبد الله السنوسي الذي فر من ليبيا تمكن من الانتقال من النيجر الى مالي. وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الخميس "سمعنا وتأكد بصورة او بأخرى ان عبد الله السنوسي عبر الى النيجر". ومن غير المعروف ما اذا كان نجل القذافي ومن كان ينتظر ان يخلفه، سيف الاسلام القذافي برفقة السنوسي. وكان قد تردد في وقت سابق ان سيف الاسلام يختبئ في النيجر بعد قتل والده في سرت في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر. لكن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو صرح الجمعة ان المحكمة تجري "اتصالات غير رسمية" مع سيف الاسلام بشأن امكان تسليم نفسه الى المحكمة التي تلاحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال مورينو اوكامبو بحسب بيان "لدينا اتصالات غير رسمية مع سيف عن طريق وسطاء"، مضيفا "مكتب المدعي العام ابلغه بشكل واضح بانه اذا ما سلم نفسه الى المحكمة الجنائية الدولية، سيكون لديه الحق بتقديم افادته امام المحكمة وسيكون بريئا حتى ثبوت العكس". من جهته، قال ريتشارد دير من منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان ان "مقتل معمر القذافي في شكل فظيع الاسبوع الفائت يجعل من الملح تسليم نجله سيف الاسلام الى المحكمة الجنائية الدولية ليحظى بمحاكمة عادلة في لاهاي". واعتبرت منظمة العفو الدولية انه "ينبغي ان يحظى (سيف الاسلام) بفرصة التوجه الى المحكمة الجنائية الدولية" لضمان "العدالة والحقيقة والتعويضات" لضحايا الجرائم التي ارتكبها. لكن السلطات الليبية الجديدة كررت عزمها على محاكمة سيف الاسلام على اراضيها. وقال محمد العلاقي وزير العدل في المجلس الوطني الانتقالي الليبي "اذا قبض عليه في ليبيا، ينص القانون الليبي على ان يحاكم هنا. لكننا سنضمن له محاكمة عادلة". من جانبه عرض الامين العام للحلف الاطلسي مساعدة النظام الليبي الجديد لاصلاح القطاع الامني للبلاد، غير ان التحالف استبعد مرارا ارسال قوات على الارض. وقال مسؤول في الاطلسي ان بعض الحلفاء يمكن ان يعرضوا تقديم مساعدة للمجلس الانتقالي في "ادارة المجال الجوي" والسيطرة على الحدود، غير ان هذا سيتم خارج مظلة حلف شمال الاطلسي. واتخذ الاطلسي قرارا تمهيديا الاسبوع الماضي بانهاء عملياته في نهاية تشرين الاول/اكتوبر بعد ان قدر ان المدنيين صاروا بمأمن من الهجمات في اعقاب مقتل القذافي وسقوط سرت. ورغم ان الحلف الاطلسي نفى بشدة استهداف القذافي خلال الحملة، فقد وجه ضربة جوية على قافلته اثناء فرارها من سرت ما ادى الى الامساك به وقتله في ظروف مثيرة للجدل على ايدي قوات المجلس. وواجه المجلس الانتقالي انتقادات دولية لعملية القتل، وتعهد الخميس بمحاكمة قتلة القذافي في موقف مخالف بشدة لاصراره السابق على ان القذافي اصيب في تبادل لاطلاق النار مع الموالين له. وكان تحالف تزعمته الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا قد شن الضربات الاولى في الحرب الجوية على ليبيا في 19 اذار/مارس، قبل ان يسلم قيادة المهمة الى الحلف الاطلسي في 31 اذار/مارس. وقاد الاوروبيون المهمة بخلاف عمليات اخرى اضطلع بها الحلف الاطلسي وقادتها واشنطن، حيث نفذت الطائرات الفرنسية والبريطانية الضربات الجوية بدعم لوجيستي اميركي تمثل في توفير الاستطلاعات واعادة التزود بالوقود جوا. واشاد حلفاء الاطلسي بالمهمة التي اعتبرت ناجحة مع عدم سقوط ضحايا من جانبهم وسقوط عدد قليل من الضحايا المدنيين، غير ان حكومات بلدان الحلف حرصت على انهاء الحملة مع ما تتعرض له من ضغوط مالية والتركيز اكثر على الحرب في افغانستان. واخيرا، في تونس قال محامي البغدادي المحمودي رئيس الوزراء الليبي السابق في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، لوكالة فرانس برس انه لم يفرج حتى صباح الجمعة عن المحمودي المسجون منذ شهر في تونس رغم صدور حكم قضائي الخميس بالافراج عنه. وكان القضاء التونسي اصدر الخميس حكما بالافراج الموقت عن المحمودي (70 عاما) في انتظار قرار بشان تسليمه الى ليبيا في 22 تشرين الثاني/نوفمبر.