كشف الدكتور محمد فتوح، عضو مجلس نقابة أطباء القاهرة، تفاصيل حادث الاعتداء علي مستشفي السلام التخصصي، بمدينة السلام مساء أمس، والتي تم خلالها تحطيم قسم الاستقبال وواجهة العناية المركزة والاعتداء علي الأطباء. وقال "فتوح" في بيان له: إن أقارب مريضة، في التاسعة عشر من عمرها، دخلت المستشفى مساء أمس الأول، وكانت تعاني من التهاب نزفي بالبنكرياس، (و نسبة الوفاة المعروفة حوالي 90% )، مضيفا أنه تم إبلاغ أهلها بخطورة الحالة، وتم نقلها لغرفة العمليات، في محاوله لإنقاذ حياتها، ولكنها توفيت بعد خروجها بعدة ساعات، في العناية المركزة. وأضاف "فتوح"، أن عددا كبيرا من أهلها وأقاربها قاموا باقتحام المستشفى، الخالي تقريبا من أي شرطة أو أمن، وقاموا بالاعتداء على الأطباء والتمريض، وإرهابهم بواسطة سنج وسيوف في أيديهم، وقاموا بتكسير زجاج باب الاستقبال، والجري خلف الأطباء، الذين حاولوا الاختباء في الحمامات والغرف المغلقة، لتسفر المعركة عن تكسير الاستقبال، وجميع أجهزته وإصابات بالكدمات لأحد الأطباء، واثنين من الممرضين. وأوضح عضو مجلس نقابة أطباء القاهرة، أنه تم إبلاغ الشرطة، التي لا تبعد أكثر من دقيقة بالسيارة، ولم يحضر أحد، إلا بعد أكثر من ساعة ونصف الساعة، لدرجة أن المعتدين انصرفوا بعد أخذ الجثة من ثلاجة المستشفى، واستخراج تصريح الدفن، أي بعد أكثر من ساعة من بداية الاعتداء. وقال " فتوح": إنه توجه إلي المستشفي، بناءً على طلب من الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة أطباء القاهره، مشيرا إلي أن بوابة المستشفى كانت مغلقة بالقفل والجنازير، ولم يتم فتحها له إلا بعد فترة ليست بالقليلة، ليجد عددا كبيرا من أفراد أمن المستشفى بدون زي مميز، ويحمل بعضهم العصي الخشبية، وأنه عند باب الاستقبال وجد في انتظاره مدير المستشفى، بصحبه بعض من أفراد الشرطة، وقيادتين برتبة مقدم وعميد، سلما عليه بفتور، ثم طلب مقابلة الأطباء، الذين كانوا في غرفتهم، وتبدو على وجوههم ملامح التوتر والقلق، وبعضهم في حالة غضب شديد، وحكوا له ما حدث. وأكد أن الأطباء يرفضون العمل في هذه الظروف، موضحا أن الإدارة ممثلة في المدير، ومدير الطوارئ، مصممين على استكمال العمل بنفس الأطباء، مشيرا إلي أن المدير قال بصراحة للأطباء:" يا تشتغلوا في الظروف دي ياتشوفوا عقود عمل، وتسافروا تسترزقوا بره". وأوضح "فتوح" أنه أخبرهم بحقهم في عدم العمل، إلا إذا أحسوا بتواجد الأمن، وتأمينهم الكامل، وعدم قدرة المدير على تحويلهم للتحقيق، لأنهم مدعومون بقرار من النقابة العامة، ومن وزارة الصحة. وأشار إلي أن عقيد الشرطة قال له:" حرام عليك وعليهم تسيبوا الشغل، وماتشتغلوش دي أرواح ناس"، وانصرف بعد أن قال له نفس العبارة:" حرام عليكم ماتجوش تشوفوا شغلكم، غير بعد ساعة ونص دي أرواح ناس".