توفي اليوم نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الدكتور خالد جمال عبد الناصر بمستشفى القوات المسلحة اثر عملية جراحية في الجهاز الهضمي بعد صراع دام طويلا مع المرض . وينظر إلى الدكتور خالد الذي يعمل استاذا بكلية الهندسة جامعة القاهرة إلى أنه الصورة الثانية من والده جمال خاصة من قبل الناصريين واصحاب الاتجاهات القومية العربية والناصريين في مصر وفي خارجها حيث كان يستقبل خالد استقبال الفاتحين ، ففى سوريا حملته الجماهير بالسيارة التى كان يركبها ، حيث كان يعد رسالة الدكتوراه وعومل معاملة كريمة، وفى يوغوسلافيا التى ارتبط رئيسها تيتو بوالده كان مستقره لفترة طويلة بعد اتهامه فى قضية تنظيم ثورة مصر الشهيرة.
وجه للدكتور خالد فى نهاية الثمانينيات تهمت الانتماء لتنظيم ارهابي عندما تم كشف التنظيم الذى يتزعمه الدبلوماسى محمود نور الدين، والكشف بالتبعية عن عدة عمليات راح أعضاء التنظيم يعدون لها ضد مسؤولين بالسفارتين الإسرائيلية والأمريكية فى القاهرة حيث جاءت رجل خالد فى القضية ، غير أن الجميع فوجئوا فى صبيحة أحد الأيام بالجرائد اليومية تصدر وفى صدر صفحاتها الأولى مطالبة الادعاء بإعدام المتورطين فى القضية وخالد من بينهم.
كانت الرسالة أوضح من أن يتجاهلها أحد، ورغم أن السيدة تحية عبد الناصر استقبلت فى منزلها الدكتور مصطفى الفقى سكرتير الرئيس مبارك للمعلومات وقتها، موفداً من قبل الرئيس لطمأنتها وإبلاغها بوفاء الرئيس مبارك لأسرتى الزعيمين عبد الناصر والسادات، وإفهامها «أن الادعاء شىء، وحكم المحكمة شىء آخر»، فإن خالد لم يكن أمامه إلا أن يواصل الابتعاد، حيث غادر القاهرة بأسرته إلى لندن، ثم إلى يوغوسلافيا التى احتضنته وفاءً لذكرى والده.
جرت المحاكمة، وحصل خالد على حكم بالبراءة، فى حين عاقبت المحكمة محمود نور الدين بالسجن ?? عاماً لم يستطع أن يستكملها، فقد توفى فى محبسه قبل انقضاء مدة العقوبة.
عاد خالد من يوغوسلافيا بزوجته داليا فهمى شقيقة سامح فهمى وزير البترول، وأبنائه منها جمال وتحية وماجد ليتسلم وظيفة أستاذ دكتور بكلية الهندسة جامعة القاهرة.. يظهر دائماً داخل المسجد الذى يحوى ضريح والده فى ذكرى ميلاده ووفاته، وقيام ثورة يوليو، يقرأ له الفاتحة، ويترحم عليه .
من جهته توقع الكاتب الصحفي عبدالله السناوي أن تقوم القوات المسلحة بعمل جنازة عسكرية له وفاء لوالده الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مشيرا الى ان القوات المسلحة هي التي احتضنته وقامت بعلاجه في مستشفاها .