كما كان متوقعًا فاز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى جرت أمس الثلاثاء، لكن الأمر الذي فاق التوقعات هو هذا الفارق الكبير الذي حققه أوباما على منافسه الجمهوري العنيد المليونير ميت رومني، والذي وصل إلى مايقرب من 100صوت في المجمع الانتخابي- حسبما أعلنت شبكة سي إن إن الأمريكية اليوم الأربعاء-. فحتى اللحظات الأخيرة من مساء أمس لم تتوقف وسائل الإعلام عن الحديث عن التقارب الشديد بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري وتساوى فرصهما في الوصول إلى البيت الأبيض، وعاش العالم ليليته الماضية على وقع التكهنات في انتظار النتيجة، وسط مؤشرات تدل على أن الحسم لأي من المرشحين سيكون بفارق قليل، لكن الأمريكيين كان لهم رأى أخر وأعطوا أوباما ثقتهم بأريحية. أوباما الذي أبهر العالم في انتخابات عام2008 ووصل إلى كرسي الرئاسة بفارق كبير على منافسه الجمهوري العنيد جون ماكين ليصبح أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي يفوز بهذا المنصب، أذهل العالم من جديد بالفارق الكبير الذي حققه على منافسه الحالي ميت رومني، والذي وصل إلى 100 صوت في المجمع الانتخابي الأمريكي، ليسجل اسمه في التاريخ كثاني رئيس ديمقراطي بعد الرئيس الأسبق بيل كلينتون يفوز بولاية ثانية منذ الحرب العالمية الثانية. وقد كان صعود أوباما من نائب ولاية إلى الرئاسة سريعا، ففي عام 2004 بصفته المرشح الديمقراطي لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوى حظي أوباما بفرصة لإلقاء خطاب مهم أمام المؤتمر الوطني للحزب، وتمكن من ترك انطباع ساعده فى دفع حملته للرئاسة 2007 -2008. ولد أوباما فى هاواى فى الرابع من أغسطس 1961 لأب من كينيا وأم بيضاء من كانساس كان قد التقى بها فى جامعة هاواى. وقد انفصل والداه عندما كان يبلغ من العمر عامين ثم تطلقا بعد ذلك. وتزوجت والدة أوباما مجددا وانتقلت للعيش فى إندونيسيا، حيث أمضى أوباما فترة من حياته عندما كان يبلغ من العمر ستة أعوام حتى أتم عشرة أعوام. وعاد أوباما إلى هاواى للانضمام للمدرسة الثانوية وتخرج من جامعة كولومبيا. وقبل دخوله مجال السياسة عمل أوباما فى شيكاغو كمنظم لأعمال خدمة المجتمع مع جماعة تتخذ من كنيسة مقرا لها تهدف لتحسين الظروف المعيشية فى الأحياء الفقيرة، وأثناء وجوده فى شيكاغو مارس قانون الحقوق المدنية بعدما التحق بكلية القانون فى جامعة هارفارد . ودفع عمل أوباما فى مجال المحاماة للترشح لمنصب نائب عن ولاية إلينوى حيث شغل هذا المنصب ثمانية أعوام. وتزوج أوباما عام 1992 من ميشيل ربينسون زميلته فى مجال المحاماة التي كانت مترددة فى بادئ الأمر فى قبول الزواج من خريج هارفارد البارع الذي أصبح متدربا فى شركة المحاماه الشهيرة التي كانت تعمل بها ميشيل. وفى مطلع 2007 شكل أوباما لجنة لدراسة فرصه للترشح لمنصب الرئيس كما أعد مواجهة داخل الحزب مع النائبة هيلارى كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. وفاز أوباما فى هذه المواجهة وأصبحت هيلارى وزيرة خارجيته . فاز أوباما بنسبة 53% خلال الانتخابات التي أجريت فى نوفمبر 2008 أكثر مما حظي به أي من الرئيسين السابقين الجمهوري جورج دبليو بوش والديمقراطي كلينتون. واحتشد نحو 8. 1 مليون شخص فى حديقة ناشونال مول فى واشنطن للاستماع لخطاب تنصيبه فى 20 يناير 2009. بدأ أوباما ممارسة مهام منصبه بإصدار أوامره بإغلاق سجن جوانتانامو، ولكن لم يتمكن من تطبيق القرار بسبب عدم وجود عدد كاف من الدول المستعدة لقبول إرهابيين مشتبه بهم على أراضيها . وقع أوباما سريعا فى فبراير 2009 على حزمة تحفيز بقيمة 800 مليار دولار و قانون تاريخي لإصلاح نظام التأمين الصحي عام 2010. حاز أوباما على جائزة نوبل للسلام فى أكتوبر 2009 وأرجعت لجنة نوبل منحه الجائزة لدبلوماسيته الدولية. ويبدو أن الجائزة كانت تعبيرا عن الافتنان العالمي بالرئيس الأمريكي الجديد فقد مثلت الجائزة حرجا فى الداخل ونادرًا ما يتم ذكرها. وبعدما حصل الحزب الديمقراطي على أغلبية قوية فى مجلس النواب والشيوخ بالكونجرس الأمريكي خلال أول عامين لرئاسة أوباما، تعرض الديمقراطيون لضربة قوية خلال الانتخابات النصفية عام 2010 كلفت الحزب خسارة سيطرته على مجلس النواب . وقد غادرت آخر القوات الأمريكية العراق فى ديسمبر 2011 وبعد وضع استراتيجية جديدة فى أفغانستان للتغلب على متمردي طالبان حدد أوباما عام 2014 لانسحاب القوات الأمريكية. وكان أوباما قد أصدر أوامره فى مايو 2011 بأن تقوم قوات الكوماندوز بهجوم على مجمع فى باكستان قتل خلاله زعيم تنظيم القاعدة وعدو أمريكا الأول أسامة بن لادن.