باراك حسين أوباما، المحامى والصحفى والأستاذ الجامعى والمحلل السياسى والاقتصادى ذو البشرة السمراء، والأهم أنه أول رئيس فى تاريخ الولاياتالمتحدة من أصول أفريقية وإسلامية. ولد باراك أوباما فى الرابع من أغسطس 1961 لأب كينى هو حسين أوباما وأم أمريكية، بريطانية الأصل، هى ستانلى آن دونهام تزوجا خلال دراستهما فى جامعة هاواى، وعقب ولادة أوباما بعامين فقط انفصل الزوجان، وعاد بعدها الأب إلى كينيا فى حين تزوجت الأم مرة أخرى من طالب إندونيسى وانتقلت للعيش معه فى إندونيسيا التى التحق فيها أوباما بمدرسة للتعليم الإسلامى لمدة عامين كاملين قبل أن ينتقل إلى مدرسة مسيحية كاثوليكية بناء على إصرار والدته، وعلى الرغم من إعلان أوباما أنه مسيحى كاثوليكى إلا أن التكهنات لم تتوقف حول أمر ديانته التى ظلت مثارا للجدل على مدى فترات حياته المختلفة وحتى الآن والتى كان آخرها اكتشاف الباحث الأمريكى جيروم كورسى ارتدائه لخاتم يحمل نقوشا لعبارة «لا إله إلا الله»، ولأوباما ثمانية أخوة وأخوات غير أشقاء، أخت واحدة مسيحية من والدته وسبعة أخوة جميعهم مسلمون من والده الذى لم يره سوى مرة واحدة قبل وفاته فى حادث سيارة عام 1982. ولم يمكث أوباما فى إندونيسيا طويلا حيث عاد فى عام 1971 إلى الولاياتالمتحدة للعيش مع جدته، ولإكمال دراسته حيث تخصص فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية فى جامعة كولومبيا بنيويورك كما درس الحقوق بجامعة هارفارد وعمل رئيسا لتحرير مجلة القانون وهو لايزال فى السنة الأولى ثم رئيسا لمجلس الإدارة فى السنة الثانية، وعقب تخرجه عمل أستاذا للقانون الدستورى بجامعة شيكاغو لمدة اثنى عشر عاما ومديرا لمشروع تأهيل وتنمية أحياء الفقراء فى شيكاغو ومحللا ماليا لمؤسسة بزينس إنترناشيونال كوربوريشن. وأوباما أب لابنتين هما ماليا وساشا من زوجته ميشيل روبنسون، واشتهر أوباما بتقديسه للحياة الزوجية من خلال ما ينشره البيت الأبيض من صور له أثناء قضائه لوقت الفراغ فى اللعب مع ابنتيه والتنزه مع زوجته كما عرف عنه الحب الشديد لممارسة ومتابعة كرة السلة. ووفقا لآراء العديد من الخبراء السياسيين والمحللين النفسيين يتسم أوباما على المستوى الشخصى بالاتزان الشديد النابع من ثقته فى نفسه وفى قدراته حتى إن تعرض لانتقادات شديدة ولاذعة. وبالرغم من تناقضات البيئة التى عاش وتربى فيها «أب مسلم أسود وأم مسيحية بيضاء والحياة بين الولاياتالمتحدة وإندونسيا وغيرها» إلا أنه لا يوجد للاضطرابات بداخله مكان بل على العكس بيئته جعلته أكثر انفتاحا وتقبلا للثقافات الأخرى والمختلفة، كما أنه يمتاز بالقدرة على الإقناع واللباقة الشديدة بحكم دراسته للحقوق وعمله فى المحاماة والصحافة وهو ما ظهر جليا فى مؤلفاته وجميع خطاباته وعلى رأسها خطابه بجامعة القاهرة فى يونيو 2009 مما جعل البعض يطلق عليه لقب «ملك الحوار». وفى مجال السياسة، بدأ الشاب الأسمر مشوار الألف ميل نحو البيت الأبيض وسدة حكم أكبر دولة فى العالم بعدة خطوات ثابتة ومتتالية منذ سن الخامسة والثلاثين عندما أصبح عضوا بمجلس الشيوخ عن ولاية إلينوى تحت عباءة الحزب الديمقراطى لعدة فترات انتخابية متتالية من عام 1996 وحتى عام 2008 نجح خلالها فى تحقيق عدة إنجازات فى مجال القانون والتشريع كان أهمها فى مجالات الصحة ورعاية الأطفال والهجرة والطاقة وخفض الضرائب على محدودى الدخل. وفى بداية عام 2007، أعلن عزمه خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008 والتى فاز بها وبجدارة على منافسه الجمهورى جون ماكين وبفارق 7% من إجمالى الأصوات، وقبل نهاية السنة الأولى من حكمه حصل على جائزة نوبل للسلام نظير جهوده فى تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب وهى الجائزة التى صاحبها توجيه انتقادات لاذعة للقائمين على منحها.