تباينت ردود أفعال القوى الوطنية والسياسية بالإسكندرية حول التصريحات الأخيرة للدكتور محمد البرادعي، حول إمكانية العفو عن الرئيس المعزول محمد مرسي وإجراء المصالحة مع جماعة "الإخوان المسلمون"، وإعادة إدماجها في الحياة السياسية مجددًا، ورفضه فض اعتصامات الجماعة بالقوة واالعنف. واعتبرت قوى سياسية أن البرادعى قد خانه التوفيق خلال تصريحاته تلك خاصة فيما يتعلق بالعفو عن مرسي ورفض فض اعتصامات الجماعة، فيما دافعت حركات وقوى سياسية أخرى عن تلك التصريحات مطالبين جميع منتقديها بإعادة النظر مرة أخرى تجاهها. في البداية، قال عبدالرحمن الجوهري – منسق عام حركة كفاية بمحافظة الإسكندرية - إن البرادعي قد خانه التوفيق في تلك التصريحات، لافتاً إلى أنها لا تتفق مع ما كان ينادي به هو شخصياً قبل ثورة 30 يونيو. وعما طرحه البرادعى عن عفو عن الرئيس المعزول محمد مرسي في إطار ما وصفه بحزمة من الإجراءات، أكد الجوهري أن العفو ليس حقا له بل هو حق أصيل للشعب المصري الذي طالب بمحاكمته خلال مليونيات سابقة، كما أنه حق للجهات القضائية. وعن مسألة فض اعتصام رابعة العداوية، أكد الجوهري أن طريقة فضه يحكمه حجم التهديد الذي يمثله هذا الاعتصام للسلم المجتمعي بخاصة أن داخله قيادات الجماعة وعدد من قيادات التيارات الإرهابية المتحالفة معها، والذين يديرون بامتياز كل الأعمال في سيناء، بحسب قوله. وأضاف الجوهري متسائلاً عن كيفية التعامل مع اعتصام رابعة العداوية -الذي وصفه بالإجرامي- بدون استخدام كل الوسائل لإنهائه وبخاصة البرادعي نفسه يعلم أن قيادات إرهابية موجودة هناك، بحسب تعبيره. واختتم الجوهري كلامه قائلاً: إن المعركة القادمة في مصر هي ضد الإرهاب ويجب التعامل مع تلك الجماعات الإرهابية بكل حزم في المرحلة المقبلة؛ حفاظا على استقرار الوطن وضمان مستقبل آمن للمواطن المصري. من جانبه أبدى محمود الخطيب – المتحدث الإعلامي باسم حركة 6 إبريل بالإسكندرية – استياءه من الهجوم العنيف الذي تعرض له الدكتور محمد البرادعي عقب تلك التصريحات، مؤكدًا على أن هذا الهجوم المقصود منه النيل من شخص البرادعي لصالح من وصفهم بالفلول. وأكد الخطيب أن ما قاله البرادعي حول المصالحة الوطنية أو اعتراضه على فض الإعتصامات بالعنف كانت تصريحات صائبة منه مطالباً من منتقديه دراسة وجهة نظره أولاً قبل الهجوم عليه كما طالب الجميع انتظار كلمة الدكتور البرادعي الليلة والتي من المقرر أن يوضح وجهة نظره حول ما قاله وتم نشره، ولم يعلق الخطيب عما حوته تصريحات البرادعي صراحة عن إمكانية العفو عن مرسي. من ناحيته، طالب إيهاب القسطاوي – المتحدث الرسمي باسم حركة "تغير" بالإسكندرية – الدكتور البرادعي بإعادة النظر في تلك التصريحات التي أدلى بها، وخاصة بما يتعلق بنقاط فض اعتصامات الجماعة والعفو المحتمل عن الرئيس المعزول. وأكد القسطاوي أن قرار بالعفو عن الرئيس المعزول من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه عن عفو مماثل لرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وأعضاء نظامه الذين تورطت أيديهم بدماء المصريين كما فعل مرسي وجماعته.