يلتقى نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن الجمعة المسئولين فى سنغافورة ورئيس الوزراء اليابانى شينزو أبى لإجراء مباحثات تتمحور حول الخلافات فى بحر الصين والتعاون الاقتصادى، وبايدن الذى وصل إلى سنغافورة مساء الخميس سيلتقى الجمعة رئيس وزراء سنغافورة لى هسيان لونغ ووالده مؤسس المدينة-الدولة لى كوان يو، وسيلتقى بايدن أيضا أبى الذى يزور سنغافورة فى إطار جولة فى جنوب شرق آسيا، وقال محللون ومسئولون إنه يتوقع أن تتمحور مباحثات بايدن بشكل أساسى على الخلافات البحرية والمبادلات التجارية الأمريكية مع المنطقة. وتأتى جولة بايدن ضمن جهود الرئيس باراك أوباما لإعادة تركيز السياسة الأمريكية على القارة الآسيوية، ما يشكل محورا أساسيا فى سياسته الخارجية، وسيغتنم نائب الرئيس هذه الزيارة للسعى لتهدئة التوتر الناتج عن الخلافات البحرية بين الصين والدول المجاورة لها فى بحر الصين. وأوضح مسئول فى أوساط بايدن مؤخرا أن الولاياتالمتحدة تدعو إلى معالجة هذه الخلافات بين الصين وعدد من حلفاء واشنطن بطريقة "تبرز أهمية تسوية النزاعات، وتحول دون أعمال التخويف واختبارات القوة والعدوانية"، وتؤكد بكين أنها تملك كل بحر الصين واتخذت تدابير إضافية لتوطيد تأكيداتها ما أثار احتجاجات من الفيليبين وفيتنام وبروناى وماليزيا وتايوان. وبروناى وماليزيا والفيليبين وفيتنام أعضاء فى رابطة دول جنوب شرق أسيا (اسيان) التى تحث الصين على التفاوض بشأن مدونة سلوك ملزمة قانونيا لتفادى أى نزاع فى هذا البحر، لكن بكين ترفض التفاوض بشأن هذه المدونة فى إطار اسيان مشيرة إلى أنها تفضل التفاوض مع كل دولة عضو فى الاتحاد على انفراد، وشدد بايدن خلال خطاب ألقاه فى جامعة جورج واشنطن قبل زيارته لآسيا على أهمية التوصل إلى مدونة سلوك فى جنوب بحر الصين، وقال بايدن "فى ما يتعلق بالخلافات البحرية من المهم أن يكون لكافة الدول معايير واضحة لما يعتبر تصرفا مقبولا دوليا"، وأضاف "هذا يعنى الابتعاد عن الترهيب والإكراه والعدوان والتزام كافة الأطراف بالحد من الأخطاء والحسابات الخاطئة" موضحا أن "وضع قواعد واضحة هوالخطوة الأولى لمعالجة هذه الخلافات". ويدور خلاف بحرى بين اليابان والصين بشأن جزر فى شرق بحر الصين، وقال ايوان غراهام المحلل لدى جامعة رجارتنام للدراسات الدولية فى سنغافورة إن الشئون الاقتصادية ستكون على جدول أعمال بايدن بمستوى القضايا الأمنية، وصرح غراهام لفرانس برس بأن واشنطن تسعى إلى "توضيح الشق الاقتصادى" لإستراتيجيتها القاضية بإعادة تركيز سياستها فى اتجاه منطقة الشراكة عبر المحيط الهادئ إضافة إلى مبادرات أخرى لترسيخ العلاقات مع دول اسيان، ومباحثات الشراكة عبر المحيط الهادئ التى تقودها الولاياتالمتحدة تشمل 12 بلدا هى أستراليا وبروناى وكندا وشيلى واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلاندا وبيرووسنغافورةوالولاياتالمتحدة وفيتنام، وانضمت اليابان إلى هذه المباحثات لأول مرة هذا الشهر. وأضاف بايدن أن واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق حول الشراكة عبر المحيط الهادئ هذه السنة ما قد يفضى إلى إنشاء أحد أكبر مناطق للتبادل الحر فى العالم، ويقول محللون إن الشراكة عبر المحيط الهادئ جزء من جهود واشنطن لاحتواء الصين التى ليست طرفا فى المباحثات الجارية، لكن بكين هى جزء من مباحثات الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهى تكتل للتبادل الحر فى آسيا يضم 16 بلدا ولا يشمل الولاياتالمتحدة، وسيزور بايدن السبت مجمعا لمجموعة برات اند ويتنى الأمريكية العملاقة لصناعة محركات الطائرات ويتفقد سفينة يواس اس فريدوم الحربية التى ستبقى فى سنغافورة والمنطقة خلال الأشهر الثمانية المقبلة، ويتوقع أن يغادر بايدن مساء السبت متوجها إلى هاواى.