حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس الأربعاء، الحكومة والمعارضة في سوريا من أن الوقت بدأ ينفد لمنع اندلاع حرب أهلية في البلاد، وذلك بعد التفجير الذي وقع أثناء مرور قافلة للمراقبين الدوليين في جنوب سوريا وأسفر عن جرح ستة جنود. وقال بان كي مون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه "يتوجب على الطرفين أن يدركا أن الوقت بدأ ينفد لوقف أعمال العنف" والتوصل إلى حل سياسي للنزاع "بين الحكومة والذين يريدون التغيير". وأضاف أن القنبلة التي انفجرت الأربعاء، لدى مرور قافلة للمراقبين الدوليين في جنوب سوريا وجرحت عشرت جنود هي "دليل على الصعوبات والمخاطر" التي تواجهها بعثة الأممالمتحدة في البلاد. وأعرب أيضا عن خشيته من اندلاع "حرب أهلية واسعة النطاق مع ما تتركه من اثار كارثية على سوريا والمنطقة" في حال لم تتوقف أعمال العنف. وكان الأمين العام قال في بيان نشره المتحدث باسمه مارتن نيسيركي، في وقت سابق الأربعاء، إن "مثل هذه الحوادث التي تضاف إلى أعمال العنف المتواصلة التي تبلغنا بحصولها في عدد كبير من المدن في سوريا، تعيد طرح مسألة التزام الأطراف بوقف العنف وقد يكون لها تأثير مباشر على مستقبل مهمة" الأممالمتحدة. وأضاف البيان "لا يوجد سبب يدعو للاعتقاد بأن الانفجار كان يستهدف قافلة بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا، ومع ذلك فإن هذا الحادث يظهر الشروط الصعبة والخطيرة التي يعمل فيها المراقبون". وأوضح أن الحادث "يظهر أيضا الوضع الخطير والهش الذي يعيش فيه الشعب السوري منذ أشهر". وأوضح المتحدث باسم الأممالمتحدة بأنه "أدان بشدة هذا الإعتداء وطالب جميع الأطراف المعنية باحترام وقف اطلاق النار والكف عن أعمال العنف والتعاون مع مراقبي الأممالمتحدة". وجاء في البيان أيضا أن الأمين العام للأمم المتحدة جدد التأكيد على أن بعثة مراقبي الأممالمتحدة ووساطة مبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان "تشكلان بدون شك الفرصة الأخيرة لاستقرار الوضع في البلاد وتحاشي الإنزلاق إلى حرب أهلية". وبحسب الأممالمتحدة، فإن سبعين مراقبا عسكريا غير مسلحين ينتشرون حاليا في سوريا، بالإضافة إلى 43 مدنيا في إطار بعثة الأممالمتحدة في سوريا التي أنشأها مجلس الأمن في 12 إبريل لمراقبة وقف اطلاق النار الذي ينتهك باستمرار. ومن المقرر أن يصل عدد المراقبين إلى 300 عسكري قبل نهاية مايو. وانفجرت عبوة ناسفة صباح أمس الأربعاء، لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين عند مدخل مدينة درعا (جنوب سوريا) كان في عداده رئيس الفريق الجنرال روبرت مود، بحسب مصور لوكالة فرانس برس. وأوضح روبرت مود أن الانفجار وقع لدى مرور أربع اليات للأمم المتحدة. ووراء هذه الاليات على بعد حوالى مئة وخمسين مترا كان يتواجد جنود من الجيش السوري وصحفيون. وقد أصيب ستة من الجنود السوريين بينهم ضابط جراء الانفجار. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه "لابعاد المراقبين عن الساحة" ولتثبيت "مزاعمه بوجود أصولية وارهاب في سوريا". وهي المرة الأولى التي تتعرض فيها قافلة للأمم المتحدة لاعتداء منذ نشر المراقبين في سوريا بتاريخ 15 إبريل لمراقبة وقف اطلاق النار الذي يتعرض لانتهاكات.