طبيب أمريكى يعيد ذراعاً مبتورة لجندى فيتنامى بعد 35 عاماً

التقى طبيب من الولايات المتحدة محارباً قديماً من شمال فيتنام اليوم، الاثنين، ليعيد له هيكل ذراعه التى بترت خلال حرب فيتنام. وفى بلدة آن خى بمنطقة المرتفعات الوسطى، التقى سام أكسلراد (74 عاما) والمحارب القديم مبتور الذراع نجوين كوانج هونج (73 عاما) للمرة الأولى منذ كان الطبيب الأمريكى متمركزاً فى فيتنام عام 1966. وفى كلمة سبقت احتفالاً صغيراً بتسليم الذراع، قال أكسلراد إنه أراد ببساطة "التحدث إلى هونج ومصافحته". كان اكسلراد قائداً لسرية طبية تدعم لواء من القوات المحمولة جوا فى المنطقة، وكان هونج جنديا فى شمال فيتنام أصيب بطلق نارى خلال كمين نصبه جنود أمريكيون، والتقطه فريق إجلاء طبى. وقال اكسلراد عن قرار بتر ذراع هونج، "كان من الواضح أنه فى حاجة للجراحة، ولم يكن لدينا مكان آخر لنرسله إليه"، ووصف العملية بأنها كانت "عملاً من أعمال الشفقة وكان لى الشرف أن أشارك فيه". وبعد قضاء شهور فى الوحدة للتعافى، ارتبط هونج بعلاقة صداقة مع أفراد السرية الطبية الأمريكى. وقال هونج "أصبت بالذعر فى البداية، ولكن بعد تلقى الرعاية على يد دكتور سام شعرت بالطمأنينة، وبدلاً من تسليمى للجيش ليضعنى فى الأسر، نقلنى إلى مركز طبى آخر ليتولى رعايتى". أما أكسلراد، فقال إن هونج وجندى من الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام يدعى فيت كونج كانا الوحيدان من قوات الأعداء اللذين تلقيا العلاج فى المركز خلال فترة عمله به، وقال: "بصراحة تامة لم تكن كلمة أعداء فى ذهنى". وبعد بتر ذراع هونج، قام الفريق الطبى بإزالة اللحم من عليها وترميمها بقطع من الأسلاك قبل أن يقدموها لأكسلراد كتذكار لفترة العمل معا. وقال أكسلراد، إنه لم يكن على يقين من سبب إقدام الفريق الطبى على تقديم الذراع له، ووصف ذلك بأنه "نوع من التقدير". وبعد مرور 35 عاما، عثر اكسلراد على الذراع عندما كان يفتش فى الصندوق الخاص بمتعلقات عمله العسكرى وقرر العودة إلى فيتنام لإعادتها إلى أسرة هونج. وقال "لم أكن أعلم ما إذا كان هونج على قيد الحياة، ولكن كنت على قناعة بأن الذراع ليست ملكى لأحتفظ بها، أردت أن أسلمها لعائلته"، وبعد نشر إعلان فى صحيفة فيتنامية العام الماضى للوصول إلى الأسرة، اتصل أحد أقارب هونج باكسلراد، وبعد انتهاء الحرب، عمل أكسلراد طبيبا للمسالك البولية فى هوستون بولاية تكساس الأمريكية. أما هونج، فقال إنه عمل ممرضا ولكنه لم يتمكن من الحصول على امتيازاته كمصاب بالعجز نتيجة للحرب نظرا لاعتبار وثائقه غير سارية. ويأمل المحارب القديم فى استخدام ذراعه المبتورة دليلا قد يمكنه أخيرا من الحصول على هذه الامتيازات. وقال هونج: "إنها حياة صعبة بذراع واحدة، ولكننى محظوظ لأننى نجوت من الحرب، بينما لقى كثير من رفاقى حتفهم".